رفيقى مترو الأنفاق العزيز .. اخدت منى راقات وراقات بداية من مرحلة الصراع عند قدومك على خطف كرسي فاضي ويا سلام لو جنب الشباك .. وأنت ساند ذراعك على الشباك وباصص للسما مبحلق في ملكوت الله . مرحلة الترقب والتربص لوصول المترو ولحظة الانتظار العصيب لفتح الأبواب مع دعوات وشتايم على السواق البارد اللي مش عايز " ينجز" ، وتمر المرحلة الأولى وتأتى الثانية وهى التخطيط لاختيار الكرسى والهجوم عليه قبل اللى جاى من الباب الآخر ما يهجم عليه .. حط رجلك وصدر جسمك بس وكله هايبقي تمام . والصراع على الكرسي اللى جنب الباب سيظل أبديا لأنه مكان كويس خاصة لو فى " مترو كراسي العزا" لأنك بتلاقى مسند لأيدك بدل ما تبقي قاعد محشور ومتكتف بين أتنين واحد معرض رجله كانه قاعد على المصطبة والتانى مربع ايده كأنه فى مدرسة ، وأنت قاعد منتظر الفرج الالهى .. او اى ست كبيرة تيجي تنقذك وتقوم واهو بالمرة تبقي عملت واجب أمام الناس وتاخد لك دعوتين على الماشي وتحس جواك بالانبعاج والانبساط وأنت شهم كده . ولو نصيبك ان المترو رايق وقاعد فى امان الله بتتفرج على موبايلك وفاتح الفيس بوك اللى هى صفحتك أصلا وبالتالي ماتهمش حد تانى ، وتلاقى الف عين مركزة معاك لأنك معاك الاختراع العجيب اللى هو الفيس بوك والموبايل اللى بيمشي لوحده وبينور وبكشاف وفيه صور وحاجات حلوة . وبعد شوية من التركيز فى موبايلك تلاقى اللي قاعد جنبك ريح ايده وراء ظهرك على ظهر الكرسي وكأنكم بقيتم أصحاب خلاص وبقي شريكك فى الموبايل واللى بتعمله عليه ومش بعيد يطلب منك انك تقلب الصفحة دى لأنها مش عاجباه !!!! . أتذكر تقريرا كتبته زميلة لى كان عنوانه " فى المواصلات العامة .. "الفضول والبحلقة" داء مالوش علاج !!" ومن ضمن آراء الناس التى وردت فى هذا : "أذن اللي جنبي في فمي وعينيه على شاشة موبايلي " قالتها إيمان الطالبة الجامعية وهى في قمة الاستفزاز من تصرفات البعض الفضولية المتطفلة والمنتهكة للخصوصيات والمبتلين بداء البحلقة !. تكمل إيمان "ياسلام لو تليفونك رن بيبقي يوم مش فايت الكل يبص عليك ويرمى أذنه عايز يسمع أنت هاتقول إيه ومن يجلس إلى جوارك والمفترض أن يكون هو الجار الطيب اللي في حاله تقتحم عيناه شاشة هاتفك بلا استئذان لتعلن سطوها التام على خصوصياتك ". وقديما قبل ان تجتاح حمى الموبايل والتابلت المواصلات العامة فلازال هناك الوقورون اللذين يفضلون الابتعاد عن "الكلام الفارغ" بتاع جيل اليومين دول ، وقراءة الجورنال بعد ما يشتريه من الراجل اللى على باب المحطة علشان يدفن فيه وشه ، احسن من البحلقة فى وش بعض ، والتتنيح أحيانا بلا سبب كانه بيشبه عليك . بتبقي مش محتاج النظارة الشمس بس بتاخدها معاك علشان محدش يتنح لك ويعمل انه بيدور على " بلحة " المجنون اللى هربان من مستشفى المجانين ومعمول بيه نشرة فى الجرايد . وبالعودة الى تقرير زميلتنا العزيزة : يقول سيد إبراهيم - موظف - اشعر كثيرا بالاستفزاز عندما أجد من بجواري فى المترو بيبحلق فى الموبايل وأنا أتصفحه واجده مصرا على معرفة ما أتصفح وكأنه مكتوبا على أن ادفن وجهي فى الموبايل حتى لا يراه احد ، وكان يحدث هذا لي عندما اقرأ صحيفة فى الأوتوبيس أو المترو واجد ألف عين تقرا معي بل أن احدهم منعني مرة أن اقلب الصفحة انتظارا لما يقرأ !!. ولم تنس زميلتى ان تستطلع رأى واحد " بارد " و"رخم" فيعترف سعيد يوسف – طالب بممارسته لتلك الهواية أحيانا ويقول "رنة الهاتف تجذب الناس إلى الانتباه وطبيعي إن الواحد يحب يعرف الأخبار ببلاش ، ليه ادفع فلوس فى جرنال لما ممكن اقرأ مع اللي جنبي ". ولما تحس إن اللي معاك مندمج جدا فى تقليب الصفحات على الموبايل معاك بتبقي عايز تقول له " بعد كده البصة بجنيه " وكأننا فى "فيلم ثقافي" كل ينتظر دوره فى البص بداية من اللى قاعد جنبك ، لحد ما تقوم تقوم تقف على الباب استعدادا للنزول وياخد اللي واقف جنبك مكان شريكك فى الموبايل . وهناك نصائح وجهها البعض لكل متطفل: 1- تعود ان تحترم خصوصيات غيرك . وان تقتنع بأن لكل إنسان أسراره الخاصة التي لا يجب أن يقولها حتي لأعز أصدقائه . كما أنك أيضاً لك أسرارك. 2 - اسأل نفسك باستمرار : ما شأني بهذا الأمر ؟ ما هو حقي للتدخل فيه ؟ قل هذا لنفسك بدلاً من أن يتجرأ غيرك فيقوله لك ويحرجك . 3 - ضع حدوداً في علاقاتك بالآخرين . 4 - أن سألت أحداً عن شئ خاص به أو بغيره ، ووجدته غير مستعد للإجابة ، أو في إجاباته تهرب أو محاولة لغلق الموضوع ، فلا تلح عليه . 5 - لا تحاول ان تقرأ خطابات غيرك ، أو تعبث في كتبه أو أوراقه . وأن وقع في يدك شئ من هذا ، فكن محتشماً ، ولا تحاول أن تطلع علي ما ليس من حقك . 6 - كن عفيف النظر ، عفيف السمع ، عفيف اليد. 7- احرص علي معارفك وأصدقائك ، حتى لا تفقدهم بمرور الوقت ويوضح لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن من حسن إسلام المرء أن يبتعد عما لا يعنيه وأن يترك مالا علاقة له به وأن يعتدل في أموره كلها، ولا يكون ثرثارا في الحديث ولا يتدخل بين اثنين يتناجيان. فياليتنا نترك مالا شان لنا به ، ولكن هل سنقدر ؟ أم تغلبنا طباعنا النفسية الأزلية من " الفضول والبحلقة"؟ انتظر إجابة