استقيت هذا العنوان مما علمني إياه استاذى عادل عبد الرحيم، إذ سطره في إحدى مقالاته منذ ما يربو عن 15 عاما، فأوجز فيه التعبير ببساطة عن روح المحبة السائدة في الوطن بين جناحى الأمة أقباطها ومسلموها، حين عنون وقتها "مسلمون ومسيحيون هنا الكل يفرح".
تظل (...)
في قلب كثير من البيوت المصرية، وبعد رحيل الأم، تبدأ معركة صامتة لا يراها كثيرون، لكنها تخلّف وراءها شروخًا نفسية وعائلية لا تندمل بسهولة.. تدور تلك المعركة حول ميراث ذهب الأم، ذلك الأمر الذي يتحوّل، بقدرة العرف والطمع، إلى حق إجباري للبنات، في تجاهل (...)
في صباح هادئ من صباحات القاهرة، وقفت المحامية شيماء، والدة أحد الطلاب أمام بوابة إحدى المدارس التجريبية الشهيرة، بين يديها حقيبة ابنها المدرسية، تصطحب نجلها والغضب يملأ قسمات وجهها، والخوف عليه يعتصر قلبها، بعدما جاء إليها في اليوم السابق وبه كدمات (...)
لا أفهم ما هي النشوة التي يشعر بها بعض المخربين الذين يعيثون في الأرض فسادًا بإتلاف الممتلكات العامة، بل وتحطيم مستقبل وإنهاء حياة أشخاص، كان كل ذنبهم أنهم استقلوا قطارًا.
ثلة من الأوغاد السفلة، يضعون أرواح الأبرياء في مهب الريح، بل وطال الأذى أن (...)
مع كامل التقدير والاحترام لمحبة أهلنا في حي المطرية العريق لبعضهم البعض، وهو ما يتأصل ويتأكد سنويًّا في حفل الإفطار الرمضاني السنوي لهم، إلا أننا بدأنا نلاحظ منذ أكثر من عام تحول الإفطار الجماعي من كونه رمزًا للمحبة واللمة بين أبناء حي شعبي عريق إلى (...)
رغم حلول أيام الخير والنفحات في شهر رمضان المبارك، وما يليه من عيد الفطر السعيد، يتخللهما مناسبة عيد الأم، فإن أرباب الأسر، سواء كانوا رجالًا أو نساءً، لا يلتقطون أنفاسهم، إذ يبدأ موسم المصاريف الأعظم، موسم طحن الجيوب بلا هوادة أو رحمة.
يبدأ رمضان - (...)
من أشق الابتلاءات على النفس، بل وأعظمها صبرًا ورضًا عند احتمالها، الابتلاء بكف البصر، ومواجهة وحشة الحياة ورعونتها وقسوتها بلا عينين، فقط بعصا بيضاء، تتلمس طريق النور ولطف البشر.
أحاول قدر الإمكان تنبيه المحيطين بي لضرورة معاونة أشقائنا فاقدي (...)
أعانى كما يعاني غيري من المصريين، من تصرفات بعض الوافدين على البلد الآمن مصر، أرض الكرم والمحبة، المضيافة لكل من جاء يطلب الأمان على أرضها وتحت سمائها.
وفد إلى العقار الذي أقطن به أحد المستأجرين من دولة جنوب السودان، وبما أنني أعاون فى تسيير شئون (...)
فجعت كما فجع جمهور العملاق الراحل، الفنان القدير صلاح السعدنى، عمدة الفن الأصيل، بنبأ وفاته، الذى اجتر علينا ذكريات الطفولة، واسترجعنا معه شريطا من لحظات الدفء فى كنف الأب والأم، مساء ليلة رمضانية على مقهى ليالي الحلمية.
ولكون الصديقة العزيزة (...)
مع دخول أيام الشهر المعظم، الذي تكثر فيه الأعمال الصالحة والإنفاق في أوجه البر والخير، تكثر عمليات الاستجداء والتسول، في كل مكان، الشارع والمواصلات العامة، بهدف ابتزاز عاطفة الناس، لإخراج ما في جيوبهم من مال، في مقابل بعض الأدعية المحفوظة بأمنيات (...)
تتقافز إلى منذ أكثر من أسبوع عبر شاشة التلفزيون مقاطع مصورة، لإعلانات الدعم والتحفيز للتبرع لحفر آبار مياه، من أجل الفقراء، وتلح تلك الإعلانات فى التبرع بمبلغ مالي لجمعية ما من أجل حفر بئر وبناء حوض بالطوب من أجل خدمة الأهالي مع كسوته بالسيراميك، (...)
أتممت منذ أيام، عامي السابع والأربعين وافتتحت العام الثامن على طريق النزول على منحدر العمر السريع من قمة الاربعين، حيث التروي والتريث، والبحث عن السكون في عالم مليء بالصخب العارم.
كعادتى في ارتداء الجلباب داخل شوارع منطقتى، وحين اشتريت بعض الاغراض (...)
أن تفقد أحد والديك، مهما كنت راشدا، ويظن الناس أنك لست في احتياج إليه، تظل في الحقيقة منذ المولد إلى الممات في أشد الاحتياج الى عطفه وحنانه، ومن ثم فإن فقدان هذا الاحتواء، بل فقدان الوالدين سويا، بلا شك مصيبة لا يكتوي بنارها إلا من تجرع كأس (...)
كانوا يقتاتون يوميا على ما تبقى من فتات طعام الزوار، سواء قطع خبز يابس، أو بقايا ما تجود به سلال القمامة، حول الحديقة وداخلها، يسعون هنا وهناك فى جنبات الحديقة المترامية الأطراف بحثا عن الرزق، ومع خضوع المكان لعمليات تطوير وتحديث ما يستلزم إغلاقه (...)
شاهدت مقطع فيديو لأحد الأشخاص وهو ينتقد سلوكا مذموما، بات ينتشر في شوارع وحوارى بعض مناطقنا الشعبية الضيقة، فضلا عن شيوعه بكثرة فى قرى الريف.
مسألة جلوس النساء أو الرجال على أبواب البيوت والمصاطب، والأكثرية للنساء في الغالب، إذ يفر الرجل غالبا إلى (...)
هو مرض مثله مثل أي مرض عضوي، إلا أن آثاره المجتمعية قد تتخطى المصاب به، وتتعدى لتؤثر سلبا على البيئة المحيطة به، حال تركه دون علاج أو متابعة طبية. المرض النفسي، أو النوبات الطارئة، تخشى كثير من الأسر، اللجوء فيها إلى الأطباء النفسيين، تجنبا لرشقات (...)
لم يكن الحاج عاصم مخطئا حين راودته منذ سنوات طوال، بعد الوصول إلى سن الشباب، أن يطرح فكرة عقد لقاء شهري لأبناء بيته الكبير دار أخبار اليوم، ممن خرجوا تباعا إلى هذا السن المفعم بالعطاء والحيوية، يلتقون خلاله على أحد المقاهي القريبة من الدار، (...)
في ثالث أيام العيد، وبينما كنت أمر في أحد الشوارع الجانبية، في الحي الشعبي الصاخب، جلس بعض الصبية الذين قد لا يتجاوز عمر أكبرهم ثمانية عشر عاما، على ناصية الشارع، يعبثون بصياح يحتوي على ألفاظ نابية تخدش الحياء، وهم يظنون أنهم يحتفلون.
فيما كانت تمر (...)
بينما انتظر ابنتى امام باب مدرستها، وجدت هذا البائع الذي يأتي كل يوم كي يشتري منه الصغار الحلوى واللعب، وكانت الصدفة حين وجدت تهافتا منهم على لعبة مزعجة، عبارة عن كرتين من البلاستيك مربوطتين بحبل واحد، تقوم على تصادم الكرتان بشكل متسارع، وعنيف، وهو (...)
إذا أراد إنسان أن يدرك كم النعم التي تحيط به، وعناية الله التي تغلف حياته، فعليه أن يتلمس حياة مرضى الأمراض المزمنة، هؤلاء الكرام الذين امتحنهم الله سبحانه في أجسادهم فصبروا على قضائه.
اختارنى أحد الأصدقاء الكرام، لكي أبدأ معه رحلة البحث عن مركز (...)
"معاذ الله إني ما يئستُ ولا وهن حسن ظني بالله، لكنها والله أيام ثِقال". أيام يمر إيقاعها مصحوبا بنغمات المعيشة الصعبة التى تواجه كل منا في يومه، بين مستويات الدخول التى انخفضت قدراتها الشرائية عن السابق، وبين قوائم المتطلبات الضرورية التي لا ترحم (...)
كان الدكتور أيمن، وهو أكاديمي ومسؤول سابق في إحدى الوزارات، يزورنى من وقت لآخر في مكتبي، وخلال حديثنا لا يشغل عقله، إلا محاربة مرض السكر ذلك القاتل الصامت مدمر الأجساد، العابث فيها تخريبا.
كرس الدكتور أيمن وقد قارب السبعين من عمره جُل حياته للتوعية (...)
مصطفى، حالة مصرية جميلة أفرزتها المحنة الصعبة، شاب في السابعة والثلاثين من عمره، له أسرة وثلاثة أولاد أكبرهم في الصف الثاني الإعدادي، ابتلاه الله سبحانه وتعالى بكف البصر جراء حادث أليم، فلم يستسلم أو يضربه اليأس والقنوط من رحمة ربه، بل فكر ثم عقد (...)
في حقبة الثمانينات والتسعينات، برز هذا المرض إلى صدارة صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، وتناولته السينما، ألا وهو نقص المناعة المكتسبة البشري، المعروف اختصارا "إيدز". كان شح المعلومات المتوفرة عن هذا المرض الذي يضرب الجهاز المناعى لجسم الإنسان، فيسرع (...)
صادفت أحد جيران الحي يحمل جوالًا كبيرًا ممتلئُا عن آخره ببقايا الكارتون، ما بين علب طعام جافة فارغة أو علب دواء ممزقة أو بعض عبوات فارغة لمنتجات مختلفة، وبعد التحية دار الحديث بيننا عما إذا كان يرغب في المساعدة فى حمل الجوال، فأخبرني بأنه خفيف نوعا (...)