في صباح هادئ من صباحات القاهرة، وقفت المحامية شيماء، والدة أحد الطلاب أمام بوابة إحدى المدارس التجريبية الشهيرة، بين يديها حقيبة ابنها المدرسية، تصطحب نجلها والغضب يملأ قسمات وجهها، والخوف عليه يعتصر قلبها، بعدما جاء إليها في اليوم السابق وبه كدمات فى الوجه والجسد جراء تعرضه للضرب والركل من أقرانه. مشاجرة عنيفة داخل الفصل، كان نجلها الطرف المجني عليه فيها، حينما تكالب عليه زملاؤه وأوسعوه ضربا وركلا بلا سبب إلا أنه متفوق دراسيا، وهذا الأمر يثير غيظهم وحنقتهم ويدفعهم إلى الرغبة في إيذائه بشتى الطرق، في ظل غياب تام لأي رقابة مدرسية أو تدخل من الإدارة المفترض فيها الحزم، ومع تلاشى تام لدور أسر هؤلاء الطلاب على ضبط سلوك أبنائهم. طرقت الأم باب مدير المدرسة الذي أسقط فى يديه أن يفعل شيئا أو يعاقب المخطئ، بل تجاهل الأمر وكأن ما حدث قد بات أمرا معتادا، وفي الحقيقة أن ما حدث لهذا الطالب المتفوق ليس استثناء، بل بات مشهدًا مكررًا في بعض المدارس بين فئتين في مواجهة بعضهما، طالب محترم متفوق في مواجهة ثلة من فاقدي العلم والخلق. المدارس التجريبية التى كان يُفترض أن تكون جسرًا بين التعليم الحكومي العادي والنموذج المتطور، تحوّل بعضها مؤخرا إلى ساحات للفوضى، على وقع اشتباكات لفظية وجسدية، تُدار داخل فصول كان من المفترض أن تزرع القيم قبل الدروس. والجانب الأعمق والأخطر لهذه المشكلة فهو الغياب التربوي، فالمدرسة في جوهرها ليست مجرد مكان لتلقين المناهج، بل فضاء للتقويم والتوجيه، لتشكيل الشخصية وغرس القيم، وحين تُغيب هذه الوظيفة الهامة، لا يصبح العنف استثناء، بل نتيجة منطقية.. ويكون الضحية الأولى والأخيرة هنا هو الطفل إذ يُربى على أن العنف وسيلة للبقاء، فيكبر وهو مشوَّه نفسيًا، فاقدًا الثقة في مؤسسة التعليم، فكيف نطلب منه غدًا أن يكون إنسانًا سويًا، مواطنًا صالحًا، وقد بات متيقنا لديه أن تفوقه سببا فى أزمته المدرسية! ولكن، هل من ضوء في نهاية النفق؟ أعتقد نعم لأن الحل يكمن في إعادة تعريف المدرسة كمؤسسة تربوية أولًا، والتعليم كتجربة إنسانية قبل أن يكون تحصيلًا للدروس، ونحن نحتاج إلى إدارات مدرسية مؤهلة، مدربة لا إداريًا فقط، بل نفسيًا وتربويًا.. ونحتاج إلى معلمين يرَون في الطلاب أبناءً لا أرقامًا في سجلات الحضور والغياب وأعمال السنة، والأهم، أننا نحتاج إلى شراكة حقيقية بين المدرسة وأولياء الأمور، وإلى قوانين تُطبق داخل المدرسة كما تُطبق خارجها. الطوبة القاتلة! على هامش إفطار المطرية قد لا نملك تغيير الماضي، لكننا نملك أن نمنع تكراره، فالعنف الذي يبدأ في فصل دراسي صغير، قد ينتهي في شارع كبير، وحينها لن يكون الثمن مجرد ركلة، بل ثمنا فادحا ندفعه من مستقبل أبنائنا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا