بعد مرور ما يقرب من شهر تقريباً على نقل الباعة الجائلين إجبارا من وسط البلد إلى منطقة الترجمان، سادت حالة من الاستياء الشديد والغضب لدى الباعة وذلك بسبب قلة البيع والشراء بالمنطقة. وعلى الرغم من تسويق الحكومة لسوق الترجمان بإقامتها معرضاً للأدوات المدرسية فضلاً عن إقامة حفلة شعبية برعاية محافظة القاهرة، ولكن بقيَ الوضع كما هو عليه. عن مشاكل الباعة الجائلين في منطقة الترجمان، وكواليس المشهد داخل السوق، كان لشبكة الإعلام العربية «محيط» هذا التحقيق. البيع والشراء «محلك سر» يقول أحمد شعبان بائع بسوق الترجمان، "مفيش بيع وشراء من يوم ما جينا الترجمان"، لافتاً إلى أن سوق الترجمان بمثابة صحراء، واصفا إياه بأنه "مول فاشل منذ عام 98 ومع ذلك جابونا هنا". وقالت رشا علي بائعة بمنطقه شارع الجمهورية، إنها تواجه مشكلات عدة وأزمات دائمة من ضيق الحال، وأنها يوميا تتجه إلى الترجمان من 9 صباحا ل6 مساءً، ولا تجد حلاً حتى الآن، خصوصاً أنها امرأة معيلة لأربعة أطفال يتامى، على حد قولها. وتساءل حمدي سعيد قائلا: هل من المعقول أن يمشى البائع ببضاعته في الشوارع كل يوم مرتين؟!، فهذا إرهاق بدني ومعنوي ومادي. وتابع: تكلفة النقل مرتفعة في ظل زيادة سعر البنزين موضحا أنه لديه ستة أخوة ووالده متوفى وهو المسئول عنهم وهو الآن لا يعمل. القضاء على المشكلات يقول محمد أدهم عمران نقيب الباعة الجائلين المؤقت، إنه تم عقد اجتماع مع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وعرض عليه ستة مطالب وافق عليهم رئيس الوزراء وأمر على الفور بالتنفيذ. وأشار أدهم إلى أن هذه المطالب تتمثل زيادة عدد «التندات» بالمكان وإلغاء الإيجار الذي تبلغ قيمته عشرة جنيهات إلى شهر يناير القادم ودخول "السرفيس" للمكان وعمل نموذج حضاري على نفقة الدولة. مؤكدا أن نقل الباعة إلى مول الترجمان ثم إلى أرض "وابور الثلج" بمثابة مشروع ناجح والبائع المتجول المصري سيثبت هذا للعالم كله. وأضاف أنهم يعملون الآن على تسكين الباعة بجراج الترجمان، لافتاً إلى أن خلال الأسبوع المقبل سيتم يتم الانتهاء من تسكين الباعة الجائلين داخل الترجمان والعمل على إنهاء كل المشكلات التي تقابلهم. أساليب الحكومة للترويج قال طارق فؤاد المتحدث الإعلامي الرسمي لنقابة الباعة الجائلين إن البائع له حقوق لأنه مواطن مصري وعليه واجبات. وتابع أنه تم عمل نموذج مؤقت وحضاري ومحترم في سوق الترجمان إلى أن تنتهي الدولة من استكمال مشروع أرض وابور الثلج ونقل الباعة هناك. وأكد أنهم عرضوا مطالبهم على الجميع، ولكن هناك وقت لابد علينا فيه أن نقدر ونحترم ظروف البلد وتسيير عجلة التنمية والتقدم والارتقاء وعلينا أن نتكاتف جميعا. وأشار إلى أن الرأي العام أصبح سعيدا بمشهد وسط البلد بعد إخلاءه من الباعة وسير السيارات والمواطنين دون زحام. وأوضح أن دخول "الميكروباص" داخل الترجمان سيصل إلى 13 خط للمواصلات، وهو ما أدى إلى تغير الفكرة عند بعض الباعة الرافضين للترجمان. واختتم حديثه بأنهم مع الدولة إلى أن تقوم بنقلهم إلى أرض "وابور الثلج"، وخاصة أن الترجمان علم به العالم بأكمله، ونحن ألان الباعة الجائلين نثبت للعالم ولرئيس الجمهورية وللجميع أننا نحب مصر ونضحي من أجلها. إجراءات أمنية يقول اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، إنه بمجرد الانتهاء من إحكام السيطرة الأمنية على سلوكيات الجماهير بشوارع وميادين وسط البلد سوف يتم العمل على نقل وتسكين الباعة الجائلين بميدان رمسيس وموقف أحمد حلمي والمرج والمناطق المحيطة إلى مكان بديل قريب لاستكمال عملية البيع والشراء به. وأوضح عبد التواب أن عملية نقل الباعة الجائلين من منطقة وسط البلد إلى جراج الترجمان لها الأولوية في الفترة الحالية . مؤكداً أنه سيتم شن حملات يومية مُكثّفة لإزالة كل الإشغالات في الشوارع الرئيسية والفرعية فور الانتهاء من كل الأمور بالجراج، بعد إتمام عملية نقل الباعة وتكثيف التواجد الأمني وتنظيم دوريات ثابتة ومتحركة بالمنطقة الغربية. وأكد نائب المحافظ على تفعيل تشغيل خطوط الميكروباص الستة فعليًا على أرض الواقع، والتي أعلنت المحافظة عنها، وربطها بجراج الترجمان المتواجد به الباعة الجائلون بمنطقة وسط البلد بإجمالي 40 سيارة. وأشار إلى أنه سيتم ربط جراج الترجمان بميدان عبد المنعم رياض وموقف أحمد حلمي مروراً برمسيس والعباسية والسيدة عائشة ومنشأة ناصر وحى السلام . وأوضح أنه سيتم تحديد الموقف الخاص بالخطوط الستة أمام بوابة "شل" الرئيسية بعد رفع كل المخلفات المتواجدة بالموقف وتركيب "استاندات" خشبية للباعة بالأماكن المتعرضة لحرارة لشمس. تضارب في حصر عدد الباعة يقول اللواء عاطف عبد المنعم رئيس حي "الأزبكية" بعد نقل الباعة لمول "الترجمان" وجدنا تزايداً هائلاً للباعة، وكل واحد يحصل على مكان يأتي بأقاربه ومعارفه، ليطالبوا بمكان لهم. وأشار إلى أنهم يتهمون الحي بعدم إعطائهم حقوقهم، مؤكداً أنهم الآن يعملون على حصر الباعة يتم من خلاله تسكينهم بعد المعاينة. وتابع رئيس الحي أنه رغم الحصر الذي وصل إلى 400 بائع متجول، إلا أنهم الآن وصلوا إلى 600 بائع، منوهاً أنهم الآن يحاولون قدر الإمكان تسكينهم، مؤكداً أنه تم تسكين 600 بائع.