وصفت صحيفة "واشنطن بوست"، ما أسمته بتحالف حزب النور السلفي مع المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسي الفائز في الانتخابات الرئاسية وفق المؤشرات الأولية ب"الهش"، مشيرة إلى أن وعد الحزب السلفي الأشهر بمصر بدعم السيسي، لم يمنع أنصاره من الغياب عن صناديق الاقتراع. وأضافت الصحيفة الأمريكية في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، أن حزب النور فشل في حشد أنصاره إلى اللجان الانتخابية، مؤكدة أن غياب أعضاء النور عن الانتخابات الرئاسية أثبت أن هذا التحالف "الهش" بين السيس والنور، بني فقط على المصالح المشتركة وليس عن اقتناع كامل. وأوضحت الصحيفة أن السيسي لا يملك بتحالفه أحزابا ذات خلفية إسلامية، وهو ما دفعه للحفاظ على حزب النور، كونه الحزب الإسلامي الوحيد في تحالف القوى الوطنية في الثالث من يوليو، أما النور فيظل هو المرشح الأول خلال الانتخابات البرلمانية، بعد غياب جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد السياسي، وحاجته للبقاء فيه من أجل الحصول على أغلبية البرلمان، بعد أن حل وصيفا في 2011. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن حزب النور فضَّل الابتعاد عن السياسة أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، رغبة في الوجود في المشهد، حيث وجدوا لأنفسهم مكانا تحت الشمس، عن طريق الوعظ الديني وتقديم الخدمات الاجتماعية للشعب المصري، إلا أنه بعد الإطاحة بمبارك لم يجد السلفيين حلا آخر إلا التحالف مع الإخوان المسلمين لإعادة رسم خريطة المشهد السياسي بمصر. وأوضحت "واشنطن بوست" أنه مع ازدياد المعارضة ضد الرئيس السابق محمد مرسي، ألقى حزب النور بثقله وراء السيسي لدعمه، الأمر الذي أدى بهم مؤخرا لتأييد الأخير بالسباق الرئاسي ضد منافسه حمدين صباحي، حيث قال حلمي إبراهيم عضو لجنة العاملين بالنور، "قرار دعم السيسي كان صعبا". وعلى الرغم من هذا التحالف إلا أن الصحيفة الأمريكية قالت إن مصالح الطرفين تداخلت في بعض الأوقات، مثل رفض الحكومة لما تقدم به "النور" بشأن منع ارتداء المايوه على الشواطيء، الخطوة التي اعتبرتها الحكومة المصرية غير مجدية، في ظل حاجتها لتنشيط صناعة السياحة مجددا بعد ركود دام أكثر من ثلاث سنوات. في السياق ذاته، أكد خليل العناني الخبير بالحركات الإسلامية، أن الخلاف بين السيسي والنور قادم لا محالة، مشيرا إلى أن الدستور الجديد الذي تم تمريره في يناير الماضي بنسبة ساحقة، يرفض قيام الأحزاب السياسية على أسس دينية، وهو ما يهدد بقاء حزب النور السلفي بالمشهد السياسي.