رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن انشقاق "عماد عبد الغفور" من رئاسة "حزب النور" السلفي، باعتباره أكبر حزب إسلامي محافظ وثاني أقوى مجموعة سياسية في البلاد، وإعلانه أمس الثلاثاء عن تشكيل حزب سياسي جديد يشير بوضوح إلى مدى الانقسامات الناشبة بين الإسلاميين وتنافسهم على المقاعد البرلمانية في الانتخابات التشريعية. وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تعكس الخلاف داخل الجماعات الإسلامية التي تناضل من أجل التوفيق بين المناورة الديمقراطية والفكر الديني ودور تلك الجماعات في النضال السياسي المصري المحتدم بين الأحزاب السياسية ذات الفكر العلماني ونظائرها من الإسلاميين. وقالت الصحيفة أن الحزب الجديد هو جزء من خطة تهدف إلى انتشار الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية، في خطوة تأتي قبل شهرين فقط من احتمالية دعوة الرئيس "محمد مرسي" إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة بعد إقرار دستور مصر الجديد. وذكرت الصحيفة أن السلفيين هم من بين المحافظيين الأكثر تشددًا في مصر، مشيرة إلى أنهم أقل خبرة في الحياة السياسية وأصحاب رؤية للإسلام أكثر صرامة من جماعة الإخوان المسلمين المعتدلة والتي ينتمي إليها الرئيس "مرسي". ولفتت الصحيفة إلى أن حزب النور السلفي الذي خرج إلى النور بعد انتفاضة العام قبل الماضي يشهد صراع داخلي على السلطة منذ سبتمبر الماضي، نظرًا لعدم اتفاق القادة حول الدور الذي يلعبه هيئة رجال الدين في سياسة الحزب ومنهجه في الوصول إلى السلطة الرئاسية والبرلمانية. ومن جانبه، قال "عماد عبد الغفور" رئيس حزب النور سابقًا "لقد قمنا بتشكيل حزب سياسي جديد يقوم على المبادئ الرئيسية للشريعة الإسلامية ويتبنى أفكار العدالة الاجتماعية ويتمسك بالكرامة الإنسانية لكل فرد في المجتمع المصري." وبشكل عام، فإن السلفيين قلقون للغاية من قبضة الإخوان على السياسة والسلطة، ولكن رغم ذلك فإن الانقسامات التي حدثت بين صفوف السلفيين علامة على وجود تحالفات سياسية جديدة مع جماعة الإخوان قبيل الانتخابات البرلمانية. وانتهت الصحيفة لتقول أن "عبد الغفور" الذي يبدو شخصية براجماتية "عملية" يسعى إلى التعاون مع الإخوان لضمان أداء إسلامي قوي في الانتخابات المقبلة، لاسيما مع تراجع شعبية الإخوان وسط منافسة شرسة مع الجماعات الليبرالية واليسارية.