حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسامة المرأة "قسيسة" تثير جدلا واسعا بين الكنائس المصرية الثلاث
نشر في محيط يوم 27 - 04 - 2014

أثار مقترح رسامة المرأة قسيسة أو ما يعرف ب "كهنوت المرأة"، حالة من الجدل داخل الكنائس المصرية الثلاث عقب طرح سنودس النيل الإنجيلي في الفترة الأخيرة .
الأمر الذي سيتم البت فيه بشكل نهائي نهاية ابريل الجاري - بناء على قرار مجمع القاهرة (أحد أكبر المجامع) بأحقية المرأة في تولى رتبة الكهنوت مثلها مثل الرجل أو عدم أحقيتها .
و ما بين نقاش واسع وبحث متعمق لتعاليم الكتاب المقدس تدلي كل كنيسة من الكنائس الثلاث "الأرثوذوكسية والكاثوليكية والإنجيلية" بدلوها وتسرد وتحلل رأيها في قضية المرأة "قسيسة" إلا أن هناك مؤسسات نسائية خارج إطار الكنيسة تؤيد بشدة الفكرة المطروحة.
(قسيسة) داخل الكنيسة
قال إكرام لمعي رئيس السنودس الإنجيلي، إن مناقشة قرار رسامة المرأة قسيساً سيتم مناقشته نهاية ابريل الجاري و سيكون حوارا بين التقدميين من الكنيسة والذين يؤمنون بأن الكنيسة الإنجيلية دائماً ما تأخذ خطوة للأمام وتدعو للاستنارة متغاضية عن انتقادات المجتمع وبين المحافظين الذين يقولون بأن الكنيسة يجب أن تراعي المجتمع في كل قراراتها وأن الوقت ليس مناسبا لطرح فكرة المرأة قسيساً.
وأضاف: الإنجيليون مؤمنون بأن الرجال والنساء متساوون أمام الله ويساعدنا في ذلك أحد مبادئ الإصلاح الذي نؤمن به وهو أن كل إنسان مؤمن هو كاهن لله بدون وساطة من أحد كما أن الكنيسة الإنجيلية لا يوجد بها رتب بل وظائف والمرأة لها حق الترشح للوظيفة ولكن المجتمع قد يرفض ذلك لأنه مجتمع أصولي .
فيما أكد لمعي أن رسامة المرأة ذكرت في الكتاب المقدس حيث كانت هناك نساء من ضمن السبعين رسولاً الذين بعثهم السيد المسيح للتبشير وكذلك ذكرت أسماء كثير من السيدات بشرن كبريسكلا التي علمت أبولوس.
- من جهته أوضح القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية، أن فكرة رسامة المرأة "قسيسة" مطروحة منذ عدة سنوات ولكن تم تأجيل مناقشتها نظراً للظروف السياسية المتقلبة .
مؤكداً أن الكتاب المقدس لا يحرم رسامة المرأة في رتب الكهنوت لأن الله ساوى بينها وبين الرجل في العقيدة المسيحية والعذراء مريم والعديد من القديسات كانوا سيدات عفيفات.
لافتا إلى أن الدستور الجديد قد أعطى الحق للمرأة في تولى المناصب العليا مثل: القاضية والوزيرة وهناك داعيات إسلاميات يقومون بأدوارهن على أكمل وجه فى تعليم أصول الدين.
وأكمل "البياضي" أن الكنائس في الخارج سمحت للنساء بتولي مناصب قيادية مثل قسيسة وأسقف عام ففي اندونيسيا تلتزم الكنيسة برسامة مرآة واحدة بين كل رجلين كما سبقتنا الولايات المتحدة الأمريكية في تعيين قسيسات منذ أكثر من 20 سنة وبالفعل أثبتن تميزهن بشكل صريح.
ويذكر أن إنجلترا شهدت أول تعين لامرأة "قسيسة" في 1994 الأمر الذي تطور تدريجياً حتى أصبح هناك "قسيسة" من بين كل ستة قساوسة في إنجلترا، وتوالت الدعوات والمطالب فى بعض دول الأغلبية الإنجيلية حتى وصلت بطلب تعيين المرأة أسقفا "كبير قساوسة" الأمر الذى أشارت إنجلترا أنه يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتمحيص وأرجأت البت فيه إلى عام 2012.
وأضاف رئيس الطائفة الإنجيلية، أن نسبة السيدات المصليات في الكنيسة تتخطى ال50 % أي تتجاوز عدد الرجال المواظبين على الحضور وهو ما يدفعنا لتعيين قسيسات وخادمات يستطيعون التعامل مع المصليات وإرشادهن روحياً واجتماعياً بصورة أفضل إلى جانب وجود عجز في نسبة الرجال المناسبين لتولى المنصب فى بعض المناطق فيكون البديل الأمثل هو اللجوء للمرأة للقيام بهذا الدور.
وأكد البياضى أن البابا الراحل شنودة الثالث سبق ورسم سبعة شماسات (خادمات مكرسات) من كبار السن وعندما سأل عن السبب قال مداعبا (اخترتهم كبار في السن عشان محدش يعلق عليهم).
وأضاف أنه تعرض لحملة انتقادات واسعة من التيارات الأصولية التابعة لبعض الطوائف الأخرى لكن الكنيسة الإنجيلية لن تتراجع عما تؤمن به طالما تناقش القرارات بشكل ديموقراطي و بالتوافق بين أعضاء السنودس والشعب ولذلك فلن يتم رسامة قسيسة إلا بعد موافقة مجلس أدارة الكنيسة التابعة لها خاصة في بعض المناطق التي تسود فيها الأعراف القبلية بالصعيد
كما سبق وخاضت الطائفة معركة سنة 91 لرسامة المرأة في منصب (شيخة) أو معلمة ولاقى الاقتراح رفضا كبيرا مما دفع البياضى لتهديد المعارضين بتحريض كل السيدات على مقاطعة القداسات وعدم الذهاب للكنيسة في أطار النضال اللا عنفي وهو ما جعلهم يضطرون للموافقة ويعلنون تأييد القرار.
وأكد البياضي أنه تقدمت سيدة واحدة تدعى "آن أميل" بأوراق ترشحها لهذا المنصب إلى إدارة الطائفة الإنجيلية بينما لم يتم الإعلان عن مرشحات أخريات قبل صدور القرار المباشر من مجمع السنودس العام.
رأي الكنيسة الأرثوذكسية
تؤمن الكنيسة الأرثوذوكسية أنه ليس من حقه أن تضع تعليمًا أو تشريعًا أو نظامًا في الكنيسة لا يتفق مع تعليم الكتاب المقدس ، ولهذا فالقديس بولس الرسول يوصي أهل تسالونيكي قائلًا: "فاثبتوا إذًا أيها الأخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا" (تسالونيكي الثانيه 15:2) ثم يؤكد هذا المعنى محذرًا إياهم قائلًا: "ثم نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب الترتيب الذي أخذه منا" (2تس6:3).
وكان تقليد الكنيسة وبخاصة في عصورها الأولى على اعتبار أنها أخذت التعليم من مصادره السليمة من السيد المسيح .
رأي المجلس القومي للمرأة
أشاد المجلس القومي للمرأة بالتصريحات التي أدلى بها القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، والتي أكد من خلالها على أن المجمع الإنجيلي سوف يجتمع في أواخر الشهر الحالي ابريل، من أجل عرض قرار مجمع القاهرة بالموافقة على تنصيب المرأة قساً بالكنيسة .
ويرى المجلس أن إعلان القس البياضي موقفه من تولي المرأة منصب القس على قدم المساواة مع الرجل، جاء في الوقت المناسب ليدحض الأفكار السلبية التي يروجها بعض الأفراد، ويعد مؤشراً واضح الدلالة على انتهاء قهر المرأة وإقصائها والانتقاص من شأنها، ولكن يعد تنصيب المرأة قساً ضرباً بكل قوانين الكنيسة الأم في مصر، حيث إن دخول المرأة إلى حقل الكهنوت بدرجاته "القسوسية والأسقفية" يعد أبرز مواطن خلاف الكنيسة الإنجيلية مع الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية، نظرا لاعتبارهما الكهنوت "سر مُقدس" وليس مجرد وظيفة رعوية يمكن أن يتقلدها أي شخص كما تراه الكنيسة الإنجيلية.
التعليم في الكنيسة
يقول القديس بولس الرسول: "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع ولكن لست آذن للمرأة أن تُعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت لأن آدم جُبل أولًا ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي. ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل" (تيموثاؤس الأولى 11:2-14) .
يلاحظ أن تعليم القديس بولس الرسول في هذا المجال قد قدم تبريراً لهذا المنع لا علاقة له بالظروف الاجتماعية السائدة في ذلك الزمان ولا بالظروف الخاصة للكنيسة التي كان يرعاها تلميذه تيموثاوس، بل استند إلى أمور تخص الرجل والمرأة منذ بداية الخليقة وحتى قبل خروج آدم وحواء من الفردوس بسبب الخطية.
فإذا علمنا أن المرأة لا ينبغي أن تعلم في الكنيسة فمن باب أولى لا يجوز منحها درجة من درجات الكهنوت حيث أن الكاهن يمارس خدمة الأسرار إلى جوار التعليم وقيادة الكنيسة في حدود مسئوليته.
الرجل رأس المرأة في الكتاب المقدس
يقول القديس بولس الرسول "أيتها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء" (افسس 5: 22-23). كيف يمكن تطبيق هذا التعليم في حالة منح الكهنوت للمرأة؟ كيف تخضع لرجلها في كل شيء إن كانت هي التي تقوم بعمل القيادة والرعاية والتعليم؟ المفروض أن الخراف هي التي تخضع لراعيها والتلاميذ لمعلمهم والأفراد لقائدهم والأبناء لآبائهم.
الكاهن يمثل المسيح نفسه
لقد أعطى السيد المسيح للرسل بسلطان الروح القدس في الكهنوت أن يغفروا الخطايا على الأرض وأن يصالحوا الناس مع الله وأن يحملوا بركات الخلاص والفداء لجميع شعوب العالم، إذ صاروا وكلاء أسرار الله (1كو1:4).
والكهنوت هو امتداد لعمل المسيح الخلاصي على الأرض ولهذا فالكاهن يمثل السيد المسيح في رسالته الخلاصية. وقيل عن السيد المسيح أنه رئيس كهنة وليس رئيس كاهنات.
وعلى جانب آخر لم يكن بلا ترتيب أن جاء السيد المسيح رجلًا وليس امرأة، لهذا يقول الكتاب المقدس "يسوع الناصري رجل وقد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب آيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضًا تعلمون" (سفر أعمال الرسل 2: 22)
ويلاحظ أن كل طفل يولد من الممكن أن يكون ذكرًا أو أنثى أما السيد المسيح فقد ولد ذكرًا إذ هو رئيس الكهنة الأعظم. وله الأبوة الروحية والرئاسة على الكنيسة كلها إذ هو رأس الكنيسة لهذا قيل عنه "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام" (إشعياء 9: 6، 7).
فالوحي الإلهي هنا يعلن بوضوح أن هناك علاقة وثيقة بين الأبوة والرئاسة والقيادة والإرشاد.
التاريخ والتقاليد يمنعون ترسيمها
السيد المسيح نفسه اختار رسله من الرجال ولم يختر بينهم امرأة واحدة ولا على سبيل الاستثناء، بل سلم الكنيسة لاثني عشر رجلًا، ثم أرسل إرسالية من سبعين رجلًا، وأوصى بالكنيسة لتلاميذه (إنجيل متى 28) و(مرقس 16) وكلهم من الرجال. كذلك الآباء الرسل لم يختاروا امرأة واحدة لتصير كاهنة بل أقاموا جميع خلفائهم من الرجال فقط بلا استثناء واحد.
عقبات عملية
وهناك عدد من العقبات عملية بالنسبة للمرأة في فترات الحمل والولادة والرضاعة الأمور التي تأخذ بسببها بعض النساء الموظفات عطلات طويلة من وظائفهن. وربما يؤدى الانشغال بعمل الكهنوت إلى إهمال وظيفة ربة البيت تمامًا بما في ذلك تربية الأطفال ، كما لا يوجد في الإنجيل نص واحد يؤكد أن المرأة تصلح لتدخل سلك الكهنوت
فالمرأة لم تقم بالتعليم في الكنيسة، كما أن الرجل هو رأس المرأة حسب تعليم الكتاب المقدس، والكاهن يمثل السيد المسيح نفسه، فضلاً عن أنه لم يسبق في التاريخ أو التقليد مثل هذا الكهنوت للمرأة، وحتى العذراء القديسة مريم لم تتولَّ أي عمل من أعمال الكهنوت، فلو كان يحق الكهنوت للمرأة لكانت هي أولى من غيرها في كل زمان ومكان.
هذه هي الرؤية التي تتبناها الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية في الجدل الدائر حول مبادرة الكنيسة الإنجيلية لرسامة المرأة قساً في الكنيسة ، ومن هذا المنطلق كان لنا هذا التحقيق لمعرفة أراء الكنائس الثلاثة في هذا الأمر والخلفية العقائدية التي يستند عليها كل منها.
القسيسة فيً الكنيسة الإنجيلية و في الأرثوذكسية
في البداية أكد الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية أن التقليد الكنسي والإنجيل لم يذكر أي منهما أن المرأة دخلت سلك الكهنوت، كما أن قوانين الكنيسة تشدد على قصور الكهنوت على الرجال فحسب، خاصة أن "سر الكهنوت" هو أحد الأسرار الكنسية السبعة المقدسة في المسيحية والذي يمنح لرجال الدين أثناء رسامتهم وهذا الأمر محفوظ للرجال فقط ، لان السيد المسيح اختار تلاميذه من الرجال وجعل السيدات يقمن بمهمة التبشير والخدمة بالكنائس وهو ما تقوم به الخادمات والراهبات الآن.
مشيراً إلى أن الكنيسة الإنجيلية ليس لديها كهنوت وممارسة للأسرار المقدسة لذا فترسيم المرأة قسيساً في الكنيسة الإنجيلية أمر عادي لأنها تقوم بمهمة الوعظ والصلاة فقط كما تقوم الخادمة أو الراهبة في الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية.
ويقول الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة وتوابعها و رئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس أن رسامة المرأة قساً في الكنيسة الإنجيلية تختلف عن مفهوم القس في الأرثوذكسية، لأنها تعتبر خادمة وهي كالمكرسة ولكنها متزوجة وبالتالي لا تعتبر قسا من الناحية اللاهوتية وإنما خادمة
وعن رؤية ووجهة نظر الكنيسة الإنجيلية تحدث القس رفعت فكري رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية قائلاً : أنا مع رسامة المرأة لدرجة القس، حيث إن الكنيسة الإنجيلية تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة فالقس بالكنيسة الإنجيلية "معلم" و المعلم يصلح للتعليم سواء كان رجل أو أمرآة ، كما إن الكنيسة الإنجيلية هيكل إداري والفارق ما بين القسيس والشيخ هو أن القس متفرغ للخدمة، والفكر الإنجيلي يؤمن بكهنوت جميع المؤمنين مستشهدا بأحد آيات الكتاب المقدس "جعلت ملوكًا وكهنة".
لافتا إلى أن هناك آراء مختلفة داخل المجامع الإنجيلية حول رسامة المرأة قسيساَ، فمن المعترضين من يقول بأن تلاميذ المسيح لم يكن فيهم سيدات، ومنهم من يفسر النصوص الكتابية بشكل حرفي،وآخرون يرفضون لظروف المجتمع المصري ، ولكن هناك من يقبل بذلك إيمانا بكهنوت المؤمنين، مستشهداً بأن مريم شقيقة موسى النبي كانت نبية، وشخصية تدعى دبورة في العهد القديم كانت نبية كما أن ليس هناك أمور لاهوتية تحذر ذلك
- جدير بالذكر أنه في العام 1970،شهدت كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة تخريج أول سيدة بدرجة بكالوريوس الفلسفة والعلوم اللاهوتية، وهي الدرجة العلمية المؤهلة للرسامة قساً، وكانت تلك السيدة هي فيكتوريا فهيم عزيز ، وفي عام 1971 اتخذ مجلس الكنيسة الإنجيلية بالملك الصالح، قرارا برسامة المرأة شيخا مدبرا للكنيسة وبالفعل تمت رسامة سيدتين للمشيخة في الكنيسة، وذلك لأن رسامة الشيوخ حق أصيل لمجلس الكنيسة يكفله دستور الكنيسة الإنجيلية المسيحية.
النساء واعظاتً و قساوسة
النساء يتميزون بالرحمة ، التعليم والمساعدة، الكثير من خدمات الكنيسة تعتمد على النساء ويذكر أن النساء في الكنائس ليس محظور عليهم الصلاة جهراً أو التنبؤ فقط محظور عليهم سلطة التعليم الروحي على الرجال.
فالكتاب المقدس جعل النساء كما الرجال مدعوين لأن يبشروا للآخرين وأن يظهروا ثمار الروح القدس، وتبشير الكتاب المقدس للضالين.
تهديد بانقسامات في الكنيسة
كان البابا شنودة أعلن موقفه من ذلك الخلاف بقوله إن الرجل هو رأس المرأة حسب تعليم الكتاب المُقدس والكاهن يمثل المسيح نفسه، كما أن العذراء مريم لم تتول أي عمل من أعمال الكهنوت فلو كان يحق الكهنوت للمرأة لكانت هي أولى من غيرها.
بينما تري الكنيسة الإنجيلية أن رسامة المرأة قساً أمراً عادياً، خاصة في ظل موافقة الجميع على أن المساواة بين المرأة والرجل أمر عادي، وكان مجمع القاهرة الإنجيلي قد اتخذ قراراً وصف في الأوساط المسيحية بأنه تاريخي في يناير 2012 برسامة المرأة قساً لأول مرة وذلك عقب تقدم السيدة "آن إميل زكي" بطلب للرسامة قساً للكنيسة في عام 2009، إلا أن هذا القرار لم يتخذ حيز التنفيذ.
وقال القس رفعت فكرى، رئيس اللجنة الإعلامية بمجمع القاهرة الإنجيلي، إن القرار ينتظر موافقة "السنودس الإنجيلي"، الذي يعد الهيئة التشريعية للطائفة، حتى يتم تنفيذه، وأكد أن القرار جاء متوافقاً مع نصوص الكتاب المقدس الذي لا يفرق بين ذكر وأنثى".
بينما قال إبرام لويس رئيس رابطة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسري، إن الشعب المسيحي لن يتقبل أن تكون المرأة قسيساً وذلك لطبيعة المجتمع والتربية فيه التي تعود فيها الناس علي رؤية الرجل كاهناً وليس المرأة وأشار إلي أنه في حالة تنفيذ هذا القرار سيصاب المجتمع بكل طوائفه بالاندهاش ولن يتقبل الفكرة.
فيما أكد إبرام أن الكنيسة الأرثوذكسية لن تعترف بذلك حيث أنه لا يوجد بالإنجيل نص صريح يؤكد السماح للمرأة بأن تكون قساً ولكن هذا لا يعني أنها لا تملك دوراً بالكنيسة فالمرأة تشارك بشكل أساسي في التربية والرعاية بكل المراحل الخدمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.