دعا وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم حسين الحركات المسلحة في دارفور للجنوح للتفاوض مع الحكومة والبحث عن حل سلمي محذرا من الصيف الحالي سيكون حاسما لها. ونقلت صحيفة "سودان تربيون" عن الوزير قوله في احتفال لقوات الدعم السريع في الفاشر الجمعة :"إن الحكومة ترحب بالراغبين من حركات التمرد في دارفور في الجلوس للتفاوض للانضمام لمسيرة الأمن والاستقرار، وأضاف "على المتمردين العودة للسلام قبل أن يطالهم الحسم". مؤكدا أن الحكومة أعدت العدة للقضاء على التمرد في الإقليم. وأشاد الوزير بقوات الدعم السريع وقال إنها قدمت نموذجاً إنسانياً في التعامل مع الأسرى والمواطنين وقدمت الخدمات للمحتاجين بالقرى، وأضاف أنها أبلت بلاءا حسنا في القتال، وقال (إنها رفعت رأس القوات المسلحة). من جانبه أعلن مدت عطا مدير جهاز الأمن الذي تتبع له هذه المليشيات عن إرسال متحرك قوات الدعم السريع الثاني إلى جنوب كردفان لمحاربة التمرد والعمل على بسط الأمن في الولاية التي تنشط فيها قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال . وكان جهاز الأمن قد عمل على تكوين هذه المليشيا منذ شهر أغسطس من عام 2013 بعد قيام قوات الجبهة الثورية بتكوين قيادة مشتركة وشن هجمات على عدد من المدن في جنوب وشمال كردفان في ابريل من العام الماضي. ومن جانبها أعلنت الجبهة الثورية في بيان أصدره عبدالعزيز الحلو قائد القيادة العسكرية المشتركة لقوات تحالف الحركات المسلحة عن أنهم تلقوا (معلومات مؤكدة) حول خطة ينفذها جهاز الأمن بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية وقوات الدفاع الشعبي وقوات التدخل السريع، تهدف لتجنيد مليشيات قبيلة لمحاربة مقاتلي الجبهة في النيل الازرق وجبال النوبة وشمال كردفان ودارفور. وأضاف ان هذه المليشيات التي تتضمن قوات استجلبت من خارج السودان ستعمل على استهداف المدنيين وسيتم تغطية هذه الاعتداءات ووصفها بأنها اشتباكات قبلية في حين انها في الحقيقة مدبرة من قبل النظام بهدف تهجير الاهالي والعمل على عزل التمرد من أي قاعدة اجتماعية قد يستند عليها. وأضاف البيان (الآن أسندت هذه المهمة في منطقة رشاد بجبال النوبة لقوة متحرك يسمى بمتحرك الشهيد أمين النور المرتكز في قرية الفيض أم عبدالله حالياً وبقيادة العميد ركن عبدالصمد بابكر والمقدم محمد الفاتح أحمد والرائد محمد الربيع محمد بمساندة كتيبة مجاهدين الخرطوم المسماه (أسد الله) وكتيبة الدفاع الشعبي المكونة من مواطني الفيض والمسماه سيف الله.) وذكر أن هذه القوات قصفت بالمدفعية أمس الخميس مسنودة بقصف الطيران الجوي مناطق تومي والمنصور وحرق قرى (تومي - المنصور - طراوة - كلورو - تنديمن - تاجلبو – تيري) وعشرات القرى الأخرى الواقعة في نفس الشريط لإجبار المواطنين على النزوح إلى مناطق تحت سيطرة القوات الحكومية. وناشد الحلو المنظمات الحقوقية وكل الناشطين في مجال حقوق الانسان التنديد بسياسة الأرض المحروقة التي شرع النظام في تنفيذها والعمل على فضح وتعرية سياسية النظام القمعية ضد المواطنين العزل. ومن جانبه نفى قائد قوات الدعم السريع في دارفور، محمد حمدان دقلو، قيام مليشياته بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق المدنيين في الإقليم وأتهم الحركات المسلحة بالعمل على تشويه صورتهم. وكان محمد بن شمباس رئيس بعثة اليوناميد قد اتهم صراحة قوات الدعم السريع بسن هجمات على قرى المدنيين وأدان ذلك في خطاب له ألقاه في ملتقى أم جرس القبلي في نهاية الشهر الماضي وقال إن هذا العنف كان السبب الرئيسي في فرار ألآلاف من سكان القرى التي تعرضت لهذه الهجمات.