أعلنت الخرطوم الثلاثاء أنها تقدمت بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي ضد جمهورية جنوب السودان تتهمها فيها بإثارة الاضطرابات في السودان ودعم الحركات المتمردة ضد الحكومة السودانية في ولاية جنوب كردفان وإقليم دارفور، فيما قال الجيش السوداني إنه أوقف قوة من متمردي الجيش الشعبي حاولت الأحد التسلل لثلاث مناطق في جنوب كردفان. ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح أن مندوب الخرطوم لدى الأممالمتحدة سلَّم رئيس مجلس الأمن الدولي للدورة الحالية شكوى ضد حكومة جنوب السودان باسم وزير الخارجية السوداني علي كرتي. وأضاف أن "حكومة جنوب السودان ظلت تثير الاضطرابات في دولة السودان من خلال دعمها لحركات التمرد في كل من جنوب كردفان ودارفور بالتدريب والدعم والتحريض". وقال علي كرتي في نسخة من الشكوى التي نقلتها وكالة السودان للأنباء إن السودان ملتزم بالاستقرار والسلام ولكن حكومة جنوب السودان تعادي جيرانها. وتابع أنه "عند إعلان انفصال جنوب السودان كدولة مستقلة كان السودان أول من اعترف بالدولة الجديدة ومد لها يد العون"، متهما رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالسعي لضم ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وكلتاهما تقع إلى الشمال من حدود الدولة الجديدة. ومضى يقول "ليس غريبا أن تنتهج دولة الجنوب هذا المسلك العدائي ضد الدولة التي منحتها حق تقرير المصير وظهر ذلك جليا في تجاوزاتها وخروقاتها السافرة بدءا باستضافة حكومة جنوب السودان لقيادات حركات دارفور المتمردة وتوفير المعسكرات والمأوى والتدريب لها وتزويدها بالسلاح الذي استخدمته ضد جمهورية السودان. وما زالت تواصل هذا الدعم". وتدور مواجهات بين الجيش السوداني ومتمردين تابعين للحركة الشعبية منذ يونيو/حزيران الماضي في ولاية جنوب كردفان المتاخمة لجنوب السودان الذي أصبح دولة مستقلة منذ التاسع من يوليو/تموز الماضي. تسلل وحصار وفي تطور ذي صلة، أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد الثلاثاء أن الجيش السوداني أوقف قوة من متمردي الجيش الشعبي حاولت الأحد التسلل لثلاث مناطق في جنوب كردفان. وقال الصوارمي إن "قوة من متمردي الجيش الشعبي تسللت إلى منطقتي أم الفيض عبد الله وخور دليب، وحاولت الدخول لمناطق المنصورة والبير وتومي في محاولة منها لاستغلال وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الجمهورية مؤخرا". وأضاف "تعاملت القوات المسلحة مع هذه القوة وقامت بمحاصرتها". وكانت وكالة السودان للأنباء أوردت الاثنين أن قوة من الجيش الشعبي هاجمت منطقة (الصبي) قرب مدينة الدلنج. وكان الرئيس السوداني عمر البشير أعلن الأسبوع الماضي وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في جنوب كردفان لمدة أسبوعين. من جهة أخرى طالبت منظمتان معنيتان بحقوق الإنسان السودان اليوم الثلاثاء بإنهاء ما وصفته بالقصف العشوائي للمدنيين في ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وقالت منظمتا هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية (أمنستي) اليوم إن القوات المسلحة السودانية شنت غارات جوية على مدنيين بمنطقة جبال النوبة التي يسيطر عليها متمردو الجيش الشعبي، قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب. وأضافت المنظمتان أنهما لاحظتا خلال زيارة للمنطقة استمرت أسبوعا غارات شبه يومية، تنفذها طائرات تابعة للحكومة السودانية على القرى والمزارع.