شبهت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، المشير عبد الفتاح السيسي بالرئيس الروسي فلامبدير بوتين والذي لم يكن معروفًا ثم أصبح رئيسًا للبلاد. وأشارت الصحيفة في مقالها المنشور الثلاثاء للكاتب البريطاني ديفيد هيرست، المخضرم في شئون الشرق الأوسط، أن بوتين الذي كان رئيساً لحكومة روسيا باختيار من الرئيس بوريس يلتسن والذي كان مريض آنذاك، اشتهر أيضًا بعد موجة من العنف اجتاحت روسيا من قبل الانفصاليين الإسلاميين في شمال القوقاز. وقارنت الصحيفة بين السيسي وبوتين، قائلة أن بوتين قدم نفس الوعود حول عودة الاستقرار للبلاد مرة أخرى، واستخدم النزعة القومية لإقناع شعبه، وتعامل بوتين مع التحديات السياسية على أنها تحديات وجودية، واستبعد أي محاولة للتفاوض مع الأطراف المتصارعة. وأضافت الصحيفة أن الأمر المثير للريبة هو معرفة القليل عن تاريخ المشير عبد الفتاح السيسي وإنجازاته والمناصب التي شغلها حيث من المتوقع أن يصبح هذا الرجل رئيس مصر القادم. وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي والذي اختاره الرئيس المعزول مرسي ليشغل منصب وزير الدفاع في عهده، تسبب في الإطاحة به من منصبه، كان لابد أن يضع في عين الاعتبار أنه يشكل خطورة كبيرة لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وأوضحت الصحيفة أن مرسي كان يعتقد أنه يقدر على إصلاح الجيش من الداخل وذلك بعد أن نفذ «تمثيلية»، على حد وصف الصحيفة وعزل المشير محمد حسين طنطاوي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتعيين السيسي بدلاً منه، لافتة إلى أنه في ذلك الوقت كانت أيدي السيسي ترتجف عندما صافح مرسي. ورأت الصحيفة الأمريكية أن السيسي اثبت أنه ممثل جيد، بعد أن استطاع أن ينشأ سمعة جيدة له، موضحة أن المشير يقول شيئًا ويفعل عكسه. ونوهت الصحيفة إلى أن الجيش واصل نظامه السابق قبل حكم مرسي، وبالرغم من استبدال ثلاث أرباع القيادات بالجيش المصري من قبل مرسي؛ إلا أن المؤسسة العسكرية استمرت على نفس المسار وأعلنت عن ولائها للسيسي، موضحة أن الحليف الأقوى للسيسي آنذاك كان اللواء محمد فريد التهامي. واعتبرت الصحيفة أنه من الغريب تعيين الرئيس المؤقت للبلاد عدلي منصور ل"موافي" بعد يومين فقط من «الانقلاب»، على حد وصفها، كرئيس لجهاز المخابرات العامة المصرية.