ذكر موقع «هافينجتون بوست» الأمريكي، في مقال لدافيد هيرست، أن «صعود المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، من ضابط وظيفي لمنقذ وطني، تذكرنا برجل آخر يعتبر نكسة لقضية الديمقراطية في بلاده قبل عشرات السنين، وهو رئيس روسيا، فلاديمير بوتين». وأوضح «هيرست» أن «السيسي، مثل (بوتين)، كان شخصية غير معروفة عندما تم تعيينه رئيسا للوزراء من قبل الرئيس الروسي السابق، بوريس يلتسين، وانطلق (بوتين) إلى الشهرة عن طريق حملة أمنية عنيفة، مثل السيسي، فشن هجوما واسعا، وحتى أكثر وحشية على الانفصاليين الإسلاميين في شمال القوقاز». وقال «إن السيسي مثل (بوتين) قدم وعودا بتحقيق الاستقرار في البلاد، التي هزتها الصراعات، وكان يتعامل مع التحديات السياسية باعتبارها تهديدات وجودية، فلا تفاوض، أو انتخابات ديموقراطية استطاعت التخلص منهم. وأشار إلى أن «بوتين» كان لا مفر منه بالنسبة لروسيا، خاصة وأن النظام الذي سبقه كان فاسدا جدا، وكانت غالبية الشعب الروسي يتوق لرجل قوي يمكنه استعادة الكرامة الوطنية». ويرى أنه «في نهاية المطاف، قوة بوتين أضعفت روسيا بشكل كبير، فلا تزال مناطق واسعة من البلاد تعاني من التدهور، وانهيار البنية التحتية، مع عدم وجود سياسة صناعية ذات مصداقية، بالإضافة لاستنفاد رأسمالها البشري لهجرة ألمع الخريجيين». وأشار إلى أن «الجيش دفع الأمور في مصر إلى مواجهات خطيرة مع الإسلاميين، وهو ما يتوقع استمراره، خاصة أن مصر لديها جيران غير مستقرين، مثل ليبيا، والسودان، وغزة». واعتبر الكاتب أن «مصر ليست بحاجة إلى روسيا لتذكرتها بتاريخها المرير مع الحكام العسكريين»، مضيفا أن «مصر اختلفت بعد ثورة 25 يناير، حتى أولئك الذين صوتوا لأحمد شفيق، مرشح الدولة العميقة، يجب أن يعيدوا نظرهم بشأن السيسي، ومدى صحة وضع كل هذا القدر من السلطة في أيدي رجل واحد».