سقوط قتلى في الحديدة وعدن وصنعاء وفشل الاجتماع الدولي بشأن اليمن صنعاء: قال شهود عيان الاربعاء إن مسلحا على دراجة نارية فتح النار على مخيم احتجاج مناهض للحكومة اليمنية فجر اليوم في بلدة الحديدة الساحلية مما أسفر عن سقوط قتيل، وذلك بعد ساعات من مقتل ثمانية متظاهرين وإصابة المئات في كل من صنعاء وتعز والحديدة إثر إطلاق قوات الأمن النار وقنابل الغاز على عشرات الآلاف من الثوار المتظاهرين. وأضاف الشهود إن المسلح توجه إلى طرف ميدان في البلدة المطلة على البحر الأحمر وفتح النيران على المحتجين أثناء صلاة الفجر ثم فر. الى ذلك ، قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون اليوم في خور مكسر بمدينة عدن (جنوب). واكد مصدر طبي مقتل الشرطي واشار الى ان المستشفى استقبل قتيلا وثلاثة جرحى جميعهم من عناصر قوات النجدة. وقال شهود عيان ان الاشتباكات نشبت بعد قيام وحدات من الجيش والنجدة والأمن المركزي بفرض طوق محكم على الحي. واكد احدهم انه "عندما حاولت القوات اقتحام حي السعادة تصدى لها مسلحون ودارت اشتباكات بين الطرفين استخدموا فيها الاسلحة الرشاشة". وشلت الحركة بشكل شبه تام الاربعاء في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن التزاما ب"عصيان مدني" دعت اليه تنسيقية شباب "ثورة 16 فبراير" في المدينة للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وطالبت "ثورة 16 فبراير" في عدن المواطنين بعدم الذهاب الى مقار الاعمال او الدراسة يومي السبت والاربعاء من كل اسبوع. واغلقت المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة ابوابها وخلت شوارع المدينة من المارة. وقال مصدر طبي في مستشفى النقيب ان المستشفى استقبل جريحين بالرصاص من سكان المنصورة. وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري ان مجموعة من جنود القوات البحرية قاموا فجر الاربعاء بعملية تمرد على قيادتهم بعد ان طلب منهم النزول لفض العصيان المدني. واكد المصدر ان عددا من الجنود "رفضوا اوامر اصدرها قائد المدرسة البحرية العقيد الركن عبد الله سالم النخعي تقضي بانزالهم الى الشوارع صباح اليوم الاربعاء بهدف تأمين عدد من الطرقات وفتحها في حال قام المحتجون بقطعها، وهو ما رفضه الجنود". ليلة ساخنة ويأتي ذلك بعد ليلة ساخنة بالعاصمة صنعاء حيث لقي خمسة متظاهرين مصرعهم وأصيب المئات بعدما أطلقت قوات الأمن المركزي النار وقنابل الغاز على أكثر من 100 ألف متظاهر تجمعوا أمام مبنى وزارة الخارجية، ورددوا هتافات تدعو الرئيس علي عبد الله صالح للتنحي الفوري كما تطالب بمحاكمته على قتل المتظاهرين. وقالت وسائل إعلام يمنية إن الرئيس صالح أمر بإجراء تحقيق في الأحداث، ملقية اللوم على المحتجين الذين رشقوا شرطة مكافحة الشغب بالحجارة وأشعلوا النار في سيارة تابعة لقوات الأمن. كما اعتصم الآلاف بساحة الحرية في مدينة تعز الواقعة جنوب غربي البلاد، ودعوا لتنحي صالح ومحاكمته هو وأعوانه، فردت قوات الأمن بإطلاق النار مما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة عدد آخر. وطالب معتصمون في ساحة الحرية بتعز مجلس الأمن الدولي بتبني خيارات الشعب اليمني، كما دعا بعضهم المجلس إلى إصدار قرار يتعامل مع الرئيس صالح كمجرم حرب بالاستناد إلى ما وصفوها بأعمال القتل التي مورست وتمارس ضد المتظاهرين العزل. وردا على سقوط ضحايا الساعات الماضية، دعا المعارضون اليمنيون المعتصمون أمام جامعة صنعاء منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر في بيان "اللجنة التنظيمة للثورة الشعبية السلمية " إلي عصيان مدني ، ومسيرات مليونية ابتداء من الاربعاء بمختلف المحافظات اليمنية . واتهم البيان السلطات الأمنية اليمنية بأنها استخدمت الرصاص الحي والقنابل الغازية وتفريق المتظاهرين بخراطيم مياه الصرف الصحي والمياه الحارة حتى مغرب الثلاثاء . وكانت المصادر الأمنية الرسمية قد ذكرت أن هذه الأحداث أسفرت عن إصابة 50 مواطنا و30 جنديا واختطاف 10 جنود في اعتداءات نفذتها عناصر مسلحة تابعة للمعارضة اليمنية، ووفرت الحماية لها قوات أمنية تابعة للفرقة الأولي مدرع التي أعلن قائدها اللواء علي محسن في وقت سابق تأييده السلمي للمظاهرات الاحتجاجية السلمية المطالبة بإسقاط النظام باليمن. فشل مجلس الأمن وعلى صعيد التحركات السياسية لحل الأزمة التي تعيشها اليمن ، فشل مجلس الأمن الدولي الذي عقد أول اجتماع له امس الثلاثاء حول الوضع في اليمن، في صياغة إعلان مشترك وقد أعرب بعض الدبلوماسيين عن "قلقهم" حيال القمع الدموي الذي يقوم به النظام اليمني. وقال دبلوماسيون إن المانيا ولبنان، العضوين غير الدائمي العضوية في مجلس الامن، قدما اعلانا ولكن اقلية اعضاء المجلس عرقلته. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس للصحفيين "كان الاعلان يتضمن دعوة إلى ضبط النفس واستمعنا إلى معلومات مقلقة حول اليمن". واضافت إن "اعضاء مجلس الأمن أجروا محادثات لكنها لم تثمر" بدون أن تعطي اية تفاصيل. وأوضحت رايس أن أعضاء المجلس اعربوا عن دعمهم للوساطة التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي لايجاد مخرج للازمة في اليمن حيث يتمسك الرئيس علي عبد الله صالح بالسلطة بالرغم من المظاهرات والاحتجاجات في الشارع. ومن ناحيته، قال سفير المانيا في الاممالمتحدة بيتر ويتينج الذي دعا الى هذا الاجتماع "اعربنا عن قلقنا حيال الوضع الذي يتدهور في اليمن ودعونا الى ضبط النفس والحوار". ولكنه لم يوضح ما اذا كان ما قاله يعبر عن موقف المانيا أو موقف مجلس الامن. وفي الوقت نفسه اجتمع وسطاء خليجيون مع وفد من الحكومة اليمنية في أبو ظبي لمناقشة خطة لانتقال السلطة في هذا البلد العربي الفقير. وانتهى الاجتماع في الامارات العربية المتحدة باصدار بيان مقتضب يقول إن المحادثات كانت "بناءة وتعبر عن رغبة الاطراف في الوصول الى اتفاق" وذلك على الرغم من ان المعارضة نفسها لم تشهد الاجتماع.