الوضع في اليمن يزداد سوءا قُتل ستة جنود من قوات الأمن المركزي في رداع جنوبي اليمن في هجوم على دورية أمنية شنه مسلحون مجهولون، حسب مراسل بي بي سي في اليمن نقلا عن مصادر أمنية. وأدان معارضو النظام اليمني في رداع الحادث وطالبوا بتحقيق عاجل للكشف عن الجناة. وأكدت مصادر طبية في المستشفى الميداني بتعز لبي بي سي سقوط عشرات الجرحى برصاص القوات الحكومية عند تصديها لتظاهرة حاشدة كانت تجوب شوارع المدينة في حين اتهمت الأجهزة الأمنية المتظاهرين بمحاولة الاعتداء على المؤسسات الحكومية. وتمكن المعارضون من إغلاق بوابات ثلاثة مكاتب حكومية بالسلاسل الحديدية بعد أن كتبوا عليها عبارة "مغلق من قبل الشعب" في إطار الخطة التصعيدية للاحتجاجات التي أعلنوا عنها مؤخرا والتي طالبوا فيها بطمس كل رموز النظام وإزالة صور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وإغلاق المؤسسات الحكومية دون تدميرها أو اقتحامها. وتشهد مدينة تعز انتشارا أمنيا غير مسبوق بعد الاضطرابات التي شهدتها خلال الأيام الأربعة الأخيرة والتي أسفرت عن مقتل أربعة متظاهرين واصابة العشرات على أيدي القوات الحكومية. يأتي ذلك فيما يشهد عدد من المدن اليمنية منها عدن وتعز وإب والحديدة عصيانا مدنيا شل الحركة فيها بشكل كبير فيما كان العصيان في بقية المدن بنسب متفاوتة وضعيفا جدا في العاصمة صنعاء وسط اتهامات السلطة للمعارضين بمحاولة فرض العصيان المدني بالقوة من خلال اجبار مالكي المحلات التجارية على اغلاقها. وحددت اللجنة التنظيمية لما يسمى بثورة التغيير السلمي في اليمن يومي السبت والأربعاء من كل اسبوع للعصيان المدني كما تم تحديد الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء القادم يوما للزحف على أهم مؤسسات الدولة لكنه قرار لا يحظى بإجماع شباب الثورة حتى الآن. ومن جهة أخرى، قال الرئيس صالح في تصريحات لصحيفة عكاظ السعودية "إن المبادرة الخليجية بحاجة الى آلية تنفيذية زمنية ومتسلسلة تكون ملحقة بها حتى يضمن لها النجاح". يأتي ذلك فيما دعا مجلس الأمة الكويتي اليوم الحكومة الكويتية الى " دعم ثورة الشعب اليمني" والانسحاب من المبادرة الخليجية. وقد جدد صالح رفضه التخلي عن منصبه. وفي كلمة أمام متظاهرين مؤيدين له في صنعاء، اتهم صالح المحتجين المناوئين له بأنهم "مخربون يسعون الى التربع على كراسي السلطة" وهدد بعدم السكوت عن ذلك. وقد رفضت المعارضة اليمنية خطاب صالح، واعتبره صلاح الحنجلي وهو من قيادات المعارضة في صنعاء تحريضاً على الحرب الأهلية. وأعلنت قطر انسحابها من المبادرة الخيلجية احتجاجا على تصعيد القمع ضد المتظاهرين في اليمن وتأخير التوقيع على المبادرة كما صرح وزير الخارجية القطري. وفي مؤشر على تزايد الضغوط على صالح، طالبت ألمانيا بملاحقة المسؤولين اليمنيين المتورطين في قتل المتظاهرين السلميين في اليمن. ودعت الولاياتالمتحدة إلى صالح إلى العمل بسرعة على نقل السلطة سلميا في البلاد والتوقيع الفوري على المبادرة الخليجية. ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش دول الخليج إلى سحب الضمانات والحصانة من المبادرة المطروحة.