نسعى لسد الفجوة الثقافية عند الشباب العربي لا نتوقف عند الاتهامات .. والإسلام ثابت لا يخضع للأهواء الكتب المخترقة للتابو الديني أو الأخلاقي مرفوضة بعض الناشرين يتعامل مع الكتب كسلق المكرونة "معرفةٌ تقودُ إلى الوعيّ ، ووعيٌ يوصِلُ إلى الإيمان ، وإيمانٌ يحضُّ على الحركة" تلك ببساطة هي المباديء التي صاغها الشبان الثلاثة: الدكتور أنس خالد والدكتور أحمد وجيه وأحمد عبدالفتاح ، حين فكروا منذ سنة تقريبا في إطلاق دار نشر مصرية تسد الفراغ المعرفي والثقافي الكبير لدى الشباب المصري. وبالفعل خرجت باكورة أعمال الدار ليعكس كل عنوان فيها الكثير من الأصالة والإمتاع، كما احتلت بعضها قوائم الأعلى مبيعا في معرض القاهرة للكتاب في دورته الحالية، لدينا مثلا ترجمة "استعمار مصر" لتيموثي ميتشل المفكر البريطاني ، "دراسات في السلفية الجهادية" للمفكر الأردني الشهير أكرم حجازي، "الفكر السياسي للإمام حسن البنا" وهي أطروحة الماجستير للدكتور إبراهيم البيومي غانم، رواية "سراي نامة الغازي والدرويش" لمحمد عبدالقهار والتي تدور في العصر العثماني، قصص "نظرية اللعبة" لخالد العبدالله، رائعة "معذبو الأرض" لفرانز فانون، "نقد التصوف" للدكتور أحمد قوشتي، "من مكة إلى لاس فيجاس" وهو دراسة عمرانية رائعة للدكتور علي عبدالرءوف"وأخيرا "التوحيد" لإسماعيل راجب الفاروقي.. السطور التالية تحمل لقاء "محيط" مع الدكتور أنس خالد والباحث أحمد عبدالفتاح حول رؤية الدار الوليدة .. محيط : ما هي محددات النشر لديكم لأي عمل ؟ - نرتبط بنشر الدراسات المتعلقة بإسلامية المعرفة ونقدها، التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي للإسلام، الدولة القومية الحديثة ، النقد الثقافي والاستشراق، وأخيرا الحركات الجهادية، ويتضح من ذلك أننا لم نرد أن نحصر أنفسنا في دائرة ضيقة بل أردنا أن نعمل في نطاق رحب يضيف لوعي الشباب العربي ونعمل لذلك بربط النشر بالإنتاج الإعلامي وتنظيم الحلقات النقاشية ونشر السلاسل المبسطة لإتاحة العلم الذي نراه نافعاً وفقاً لضوابط عديدة محيط : بصراحة، ألم توجه إليكم تهمة الانتماء للإخوان المسلمين بعد أن قدمتم عملا هاما للدكتور إبراهيم البيومي ؟ - لا نلتفت للاتهامات، وقد نشرنا ما نقتنع بأهمية نشرنا له، وبالفعل فقد اتهمنا باتهامات كثيرة لتنظيمات مختلفة ، ونذكر مثلا أنه بعد أن نشرنا ترجمة "استعمار مصر" لتيموثي ميتشل، اتهمنا المترجم بالتأثير على القراء، لمجرد أننا قررنا وضع كلمة لنا كناشرين تعبر عن رؤيتنا للكتاب ، فمن الطبيعي أن الكاتب الغربي يختلف في نظرته للمجتمع المسلم عنا، وقد أردنا توضيح ذلك، ففوجئنا بتقرير يكتبه أحد الصحفيين بجريدة قومية يدعي فيه أننا متطرفون ! أما بخصوص كتاب الفكر السياسي للإمام حسن البنا، فهو دراسة أكاديمية، ورسالة ماجستير محترمة، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع أفكار الإخوان. محيط : هل تؤمنون بفكرة الإسلام الحضاري ؟ - لا يوجد إسلام حضاري وإسلام غير حضاري، الإسلام هو الإسلام، ولا ينبغي أن نحرفه ليتماشى مع الشكل الحضاري الذي نبتغيه، تماما كأنك لديك هدف والله يريدك أن تقصده من خلال طريق محدد وليس أي طريق تختاره، والإسلام رحب وسمح ولكن به أصول لا يمكن تجاوزها وهي القرآن والسنة (الوحي). كما أن الإسلام نظام حياة كامل، ليعطي نظرة لكل أمر فيها. محيط : هل توزعون لدور نشر أخرى ؟ - نعم ، نوزع أعمال شبكة نماء ومركز التأصيل ومنتدى المعارف ومركز تفكُّر وغيرهم، ونسمح بتوزيع أعمالنا لدى ناشرين آخرين أيضا ، وخاصة خارج أيام المعرض لأننا لم ننته من تجهيز منفذ بيع خاص لأعمالنا حتى الآن. محيط : بصراحة ، كيف تنظرون لسوق النشر في الفترة المقبلة ومدى الحريات المتاحة لها ؟ - الحريات مصدر قلق لنا جميعا، ولكننا سنمضي بنشر ما يستحقه القراء العرب، والحقيقة أن أعمالنا معظمها فكري أكاديمي وليست من ذلك النوع الشائع إثارته للجدل، أو الذي لا ينبني عليه سوى الكلام. محيط : وهل يمكن أن تراهنوا على هذا النوع من الإصدارات ، في الوقت الذي يراهن غيركم على الكتب الخفيفة والتي تصبح أكثر مبيعا بسرعة ؟ - الجودة ستصل بنا للمبيعات العالية أيضا، فهناك شريحة واسعة من الشباب المثقف الذي يبحث عن الكتاب القيم الذي يحترم عقله، بدلا من ظاهرة الاستسهال في النشر، وقد أصبح "الناشر الجديد" ينشر الكتاب من أجل تحصيل الربح فقط، هكذا ببساطة، وكل من يستطيع تركيب جملتين لهما نفس النهاية ينظر لنفسه كأديب، وهذا الاستسهال أضر بعملية النشر كثيرا . محيط : ما هو الكتاب الذي لا ترضون بنشره لديكم ؟ - هناك كتب تخرج عن سوقنا المستهدفة، ومنها كتب التراث الإسلامي الشرعية كصحيح البخاري وغيرها، وهناك كتب لا تحوي إلا على "الفراغ" لتسوِّق لأفكار فارغة منافية للفطرة والعقل والدين، فهذه لا نستطيع نشرها، وهناك كتب خارجة أخلاقيا وفنيا وكتب غير موضوعية فكريا ، فنحن نقرأ الأعمال التي تقدَّم لنا قبل نشرها، ثم نقرر بعد ذلك إذا ما كنا سننشرها أم لا