الرئاسة لا تعني الحل حسام الضاوي تتسارع الايام الساخنة في الملف الرئاسي اللبناني، وتتقاطع عنده اجتماعات كثيرة من واشنطن الى باريس الى لندن الى القاهرة والرياض وصولا الى استنبول حيث سيكون الملف اللبناني حاضرا على هامش اجتماع دول جوار العراق الذي تشاركه فيه دمشق وهي المعنية بهذا الملف وان تكون متهمة دائما بأنها تتدخل في الشأن اللبناني وهو في كل حال قد اصبح ملفا دوليا اقليميا بامتياز عال بحيث ان تهمة التدخل اصبحت متداولة بين الجميع لكثرة التدخلات. لا يعني ذلك كله ان الحسم قد اقترب بالضرورة وان لبنان سيشهد في جلسة الثاني عشر من هذا الشهر للبرلمان انتخاب رئيس جديد للجمهورية فلا معطيات مقنعة ترجح هذا الاحتمال حتى هذه اللحظة بل على العكس من ذلك فان المحاولات الجارية ما زالت تلعب لعبة الوقت بانتظار ما سيكون عليه الموقف الاميركي، ولكن ما بدأ يظهر الآن وهو شديد الخطورة يتمثل في ان الربط بين معالجة مشكلة الرئاسة اللبنانية وصناعة الحل في لبنان هو ربط غير منطقي تطغى عليه الشكلانية اكثر من الواقعية الموضوعية، وبتعبير آخر ان ما يجرى حاليا هو محاولة للاتفاق على اسم الرئيس الجديد وليس للاتفاق على تسوية سياسية شاملة تؤدي الى استقرار وطن بمعنى انه قد يكون ممكنا تمرير الاستحقاق الرئاسي فيما تبقى المشكلة السياسية قائمة وعندئذ سيدخل لبنان في مرحلة جديدة لادارة الازمة، وهذا ما حصل سابقا في عام 1976 عندما جرى انتخاب الرئيس الراحل إلياس سركيس من دون تسوية وطنية فاستمرت الازمة حتى اتفاق الطائف عام 1989 . المخاوف من تكرار هذه التجربة كبيرة جدا ومخاطرها اوسع مما كانت عليه في عام 1976 فإذا لم يتم انجاز تسوية في لبنان هذه المرة فإن ادارة الازمة فيه ستكون ادارة دموية وستفجر ازمات في المنطقة العربية، ولهذا بالضبط لم يعد التركيز في لبنان على من سيكون الرئيس، بل على نوعية الصفقة او التسوية التي ستكون وراء اختياره، لقد عاش اللبنانيون سابقا هاجس المشكلة الرئاسية مرات عديدة، اما اليوم فسيعيشها العرب معهم، فإما تسوية في لبنان توقف اتساع النار واما رئيس بصفقة عابرة، تمهد لنيران جديدة تتجاوز لبنان مثل النار العراقية تماما. عن صحيفة الوطن القطرية 4/11/2007