أبعاد فوز المعارضة في لبنان حسام الضاوي لم يعرف لبنان في كل تاريخه الكياني الحديث منذ عام 1945 اية انتخابات نيابية او رئاسية دون مؤثرات وتدخلات خارجية اقليمية ودولية بحسب ظروف كل مرحلة، وكانت نتائج الانتخابات تقرأ دائما على مستويين لبناني داخلي اي ما هو مقدار المعادلة المحلية في تكوين النتائج وخارجي اي ما هو مقدار الحضور الاقليمي الدولي في تكوين النتائج وتوظيفها والامثلة على ذلك كثيرة لا تستوعب هذه الزاوية ذكرها ولكن الخلاصة العلمية تؤكد على الدوام ان المعادلات في لبنان هي في الوقت نفسه تعبير عن معادلات عربية اقليمية دولية وبالتالي فان الانتخابات الفرعية التي جرت في 5/8/2007 لاختيار نائب مسيحي ماروني ونائب سني مكان النائبين اللذين جرى اغتيالهما بيار الجميل ووليد عيدو لا تخرج على هذه القاعدة فهي تعكس المزاج اللبناني مثلما تعكس مواقف عربية واقليمية ودولية ومن هنا تندرج اهميتها الاضافية كونها اي هذه الانتخابات تسبق موعد استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان بأقل من شهرين. لقد فاز في الانتخابات الاخيرة مرشح المعارضة كميل خوري للمقعد المسيحي الماروني الذي تركزت عليه المعركة الانتخابية بينما فاز مرشح السلطة للمقعد السني بسهولة محمد عيتاني كون المعارضة لم تشارك في الانتخابات على هذا المقعد، ان اهم المعاني لفوز المعارضة تكاد تنحصر في النقاط الآتية: 1 مرشح المعارضة في المنطقة المسيحية يستند الى قوة النائب ميشال عون بوجه الرئيس الاسبق للجمهورية امين الجميل وبالتالي فان خسارة الجميل هي خسارة مدوية للسلطة كلها. 2 ان قوى الموالاة لم تعد قادرة على فرض مرشحها لرئاسة الجمهورية وباتت امام احد خيارين لا ثالث لهما فاما التوافق على رئيس جديد للجمهورية مع المعارضة واما تعطيل الانتخابات وجر لبنان الى مزيد من الخراب. 3 ان سقوط امين الجميل بالذات هو سقوط لحكم عائلة سياسية استمر بالتوارث حوالي ربع قرن، وهذا السقوط يلوح بالخطر الداهم على باقي العائلات السياسية الاقطاعية في لبنان. 4 ان واشنطن التي وقفت علنا مع السلطة بوجه المعارضة، وشكلت هيئة الطوارئ القومية لدعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة اصيبت بنكسة كبيرة، فهي كانت تريد ضرب المعارضة في البيت المسيحي كي تتمكن من عزل حزب الله وتصويره انه خارج الحياة السياسية اللبنانية ففشلت هذه الخطة بسبب نجاح مرشح المعارضة في منطقة لا وجود فيها لحزب الله، وبناء على ذلك فان المرحلة المقبلة في لبنان ستكون محكومة بالنتائج الجديدة كما ستكون واشنطن مضطرة للاعتراف بمأزقها في لبنان هذه المرة مثلما هو في العراق. عن صحيفة الوطن القطرية 7/8/2007