محيط - وكالات عواصم: فور إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات الفرعية التي جرت بمنطقتي بيروت والمتن الشمالي في جبل لبنان لاختيار نائبين بديلين عن بيار الجميل ووليد عيدو اللذين اغتيلا في عمليتي تفجير عامي 2006 و2007، بدأت عمليات فرز الأصوات وسط توقعات بفوز كميل خوري ممثل التيار الوطني الحر على رئيس حزب الكتائب أمين الجميل في دائرة المتن . وفيما قالت مصادر بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب ميشيل عون إن خوري حصل على 55% من أصوات الناخبين، أكد حزب الكتائب أن الوضع صعب للغاية، وقد تراوحت نسبة المشاركة في الانتخابات الفرعية بين 48% إلى 50 % . ويرى مراقبون في انتخابات المتن "انتخابات تجريبية رئاسية"، على أساس أن الفائز سيثبت شعبيته في الوسط المسيحي الماروني الذي يحق له تقديم المرشح الرئاسي طبقا للعرف الدستوري. أما بالنسبة للوضع في بيروت فقد كان على النقيض من المتن حيث شهدت الانتخابات هدوء كبيرا في غياب منافسة حقيقة لاختيار نائب خلفا لوليد عيدو الذي اغتيل في يونيو/حزيران 2007، وتبدو المعركة شبه محسومة لمصلحة محمد الأمين عيتاني مرشح تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري ، ولم تتبنى المعارضة رسميا أي دعم لمنافسه إبراهيم الحلبي مرشح حركة الشعب. كما لم ترد أنباء عن وقوع أي حوادث في خلال الاقتراع حيث أن نسبة الاقبال ازدادت عند منتصف النهار، وأشاد الجميّل بأجواء العملية كثافة المشاركة وقد شهدت الساعات الاخيرة قبل اغلاق ابواب الاقتراع تزايد حجم الاقبال على الاقتراع في كلتا الدائرتين فيما بدا الموقف في دائرة بيروت الثانية شبه محسوم لمرشح تيار المستقبل للعديد من الاعتبارات أهمها احجام قوى المعارضة المؤثرة عن دخول هذه المعركة والترشح فيها وعلى رأس هؤلاء حزب الله وحركة أمل بينما اكتفت حركة الشعب المنافسة بمرشحها ابراهيم الحلبي . في المقابل حظيت دائرة المتن بكل الاهتمام نظرا لاهميتها للتنافس المحموم بين التيار الوطني الحر الذي يدعم المرشح كميل خوري وبين الرئيس الاسبق أمين الجميل على الاستحقاق الاهم المتمثل باستحقاق الرئاسة الذي يحين موعده في 25 سبتمبر المقبل . ويلحظ المتتبع لمجريات المعركة الانتخابية ان المرشحين استخدموا الاساليب المقبولة تارة والمستهجنة تارة أخرى للتغلب على خصمه بحيث تحولت المعركة الى معركة أكبر مما يقتضيه التنافس على مقعد نيابي شاغر . وقد ترافقت عملية الانتخابات مع اجراءات أمنية مشددة نفذتها قوى الجيش والامن الداخلي التي فرضت سيطرتها على الشارع وفي محيط مراكز الاقتراع للحيلولة دون اي اخلال بالامن وانتشرت الحواجز في معظم مفاصل العاصمة بيروت ودائرة المتن الجبلية . وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت مراكز الاقترارع ابوابها في صباح اليوم وبدأ الناخبون يتوافدون عليها في الساعة السابعة من صباح اليوم ب"التوقيت المحلي" . انتخابات غير شرعية ومن جانبه انتقد مكتب اعلام الرئاسة اللبنانية تعرض بعض السياسيين لمواقف الرئيس اللبناني العماد اميل لحود من مسألة الانتخابات الفرعية في دائرتي بيروت الثانية والمتن الشمالي. ودعا المكتب في بيان له اليوم الى عدم استغلال موقف الرئيس لحود عشية اجراء الانتخابات الفرعية خصوصا وانه يعتبر ان الدعوة إلى اجراء الانتخابات الفرعية تخالف الدستور والانظمة والقوانين كونها صدرت عن حكومة فقدت دستوريتها وشرعيتها وميثاقيتها منذ نوفمبر عام 2006. ولفت البيان الى ان الرئيس لحود امتنع عن توقيع مشروع مرسوم الدعوة للانتخابات الحالية لانه يعتبره مخالفا للدستور ومن منطلق الحفاظ على صلاحيات الرئاسة بدليل انه سبق ان وقع مرسومي الدعوة إلى انتخابين نيابيين فرعيين شغرا باغتيال النائب جبران تويني ووفاة النائب الراحل ادمون نعيم لانهما اعدا وفقا للاصول. وطالب البيان اركان الموالاة الذين يبدون حرصا على صلاحيات رئاسة الجمهورية والدفاع عنها ان يطلبوا من الحكومة التي يدعمونها ان تكف عن انتهاك الدستور واتخاذ القرارات التي تضر بوحدة لبنان وبالشراكة الوطنية وبالديموقراطية التوافقية. تعطيل المبادرات إلى ذلك حمل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بعض أقطاب الموالاة مسئولية تعطيل المبادرات وآخرها المبادرة الفرنسية، مشيرا الى ان هناك مكونات داخلية للأزمة الحالية لايمكن تجاوزها . ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر مقربة من بري قوله:" ان هذه الأزمة خاضعة لحوارات في الداخل "، ورأى أن فريق الموالاة يريد الاستئثار بالحكم ولا يريد حلولا خصوصا بعدما عاد الحديث حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقا لصيغة "19 + 10 + 1" التي قال انه تم تخطيها منذ فترة طويلة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والسفير السعودي عبد العزيز خوجة. وقالت الصحيفة: ان بري أكد انه سيحترم المهل الدستورية وقد حدد جلسة الانتخابات الرئاسية في 25 سبتمبر المقبل ، وسيبدأ بعد العشرين من شهر أغسطس الجاري بتحرك في كل الاتجاهات ضمانا لانجاز هذا الاستحقاق في موعده على أساس التوافق وبنصاب الثلثين لجلسة الانتخاب، وأكد أن المعارضة حتى لو امتلكت أكثرية النصف زائدا واحدا فان موقفها لن يتغير، وهو أن جلسة انتخاب الرئيس ينبغي أن تعقد بنصاب الثلثين. وأوضح ان وزير الخارجية الاسبانية ميجيل انخل موراتينوس أبلغه ارتياح وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير -الذي التقاه في مطار بيروت قبيل مغادرته- الى المرونة التي أبداها والى الضمانات التي قدمها بشكل منصف لطرفي الموالاة والمعارضة، فيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية وعدم استقالة الوزراء، واعتبار حكومة الشراكة الوطنية عاملا مسهلا للوصول الى توافق على موضوع رئاسة الجمهورية.