أسفرت انتخابات محتدمة لملء مقعد شاغر في البرلمان اللبناني بمنطقة المتن بجبل لبنان عن فوز مرشح المعارضة كميل خوري من التيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون على مرشح الأكثرية رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل الذي اعترض على النتيجة. وأوضح وزير الداخلية حسن السبع أن خوري حصل على 39 ألفا و534 صوتا مقابل 39 ألفا و116 صوتا للجميل أي أن الفارق هو 418 صوتا. وفي السياق سبق لوزير الداخلية أن أعلن الليلة الماضية فوز مرشح تيار المستقبل محمد أمين عيتاني بالانتخابات الفرعية بالعاصمة بيروت. وقال إن عيتاني فاز بالمقعد السني الشاغر بمنطقة بيروت الثانية بواقع 22 ألفا و988 صوتا، وبفارق شاسع عن مرشح حركة الشعب (معارضة) إبراهيم الحلبي الذي حل ثانيا ب3556 صوتا. التصويت المحتدم الذي اتسمت به المعركة الانتخابية في المتن بجبل لبنان كرس الانقسام بين المسيحيين، وبفوز مرشح ميشال عون سجل المرشح أمين الجميل اعتراضه على النتيجة مشيرا إلى وجود خروقات انتخابية. وأشار وزير الداخلية اللبناني حسن السبع إلى أن محضر لجنة القيد الانتخابية بشأن النتائج أرفق باعتراض لمندوب للجميل عن حصول مخالفات وتزوير في عملية الاقتراع، من دون أن يوضح هذه المخالفات. وقد طالب الجميل -الذي رفض الاعتراف بالهزيمة- بإعادة الانتخابات في المنطقة الأرمينية (منطقة برج حمود ساحل المتن)، وذكر أن بطاقات انتخابية أعطيت لأشخاص في هذه المنطقة "لا حق لهم فيها". وقال إن مجموعة شكاوى وردته من مندوبين وموظفين في مراكز اقتراع في المنطقة ذات الغالبية الأرمينية تتحدث عن مخالفات. وأضاف الجميل "اكتشفنا بالعين المجردة عملية تزوير طويلة عريضة عند حزب الطاشناق (الأرمني حليف عون بمنطقة برج حمود) وضبطناهم بالجرم المشهود. وقد تقدمنا بشكوى أمام القضاء". أما عون فقد أكد هو الآخر بتصريح تلفزيوني حصول خروقات قانونية ارتكبها منافس مرشحه ببعض الدوائر، واتهم وزارة الداخلية بتسهيل احتساب أصوات ملغاة لحساب أمين الجميل. كما لفت النائب إلى محاولات الفريق الآخر إلغاء بعض مراكز الاقتراع، في إشارة منه إلى الشكوى التي تقدم بها الكتائب بخصوص مركز برج حمود. وكان كلا المرشحين بالمتن الشمالي أكد فوزه بالانتخابات مع تبادل الاتهامات بتزوير الأصوات، الأمر الذي أبقى المعركة الانتخابية على أشدها حتى بعد إغلاق صناديق الاقتراع. حدة المنافسة خلقت أجواء انتخابية ساخنة غيرأن الإشكالات التي وقعت بين الطرفين بقيت في إطار محدود، ولم تصل لمستوى خطير بفضل الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها قوى الجيش والأمن الداخلي. وكانت مشادات حصلت في عدد من المناطق بين أنصار مرشح التيار الوطني الحر ومرشح حزب الكتائب، وأفيد بسقوط جريح نتيجة إلقاء بعض المناصرين الحجارة على آخرين، بحسب ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس. وخوفا من تصعيد التوتر، دعا زعماء الفريقين إلى الهدوء وضبط النفس والانسحاب من الساحة. وتجمع في ساعات فرز الأصوات الليلة الماضية وحتى فجر اليوم مئات المناصرين من التيار الوطني الحر من جهة وأنصار حزب الكتائب الذي يتزعمه الجميل وأحزاب أخرى من قوى 14 آذار من جهة ثانية في ساحة الجديدة في ساحل المتن أمام مقر السراي حيث كانت تجرى عمليات فرز الأصوات. وفصلت بين الجانبين قوات من الجيش مع آليات. تجدر الإشارة إلى أن الانتخاب الفرعية في دائرتي بيروت الثانية والدائرة الثانية بجبل لبنان في قضاء المتن الشمالي أجريت لشغل المقعدين اللذين شغرا باغتيال النائبين وليد عيدو في 13 يونيو 2007 وبيار نجل أمين الجميل في 21 نوفمبر 2006.