تمكنت قوى «14 آذار» من الاحتفاظ بنسبة الأغلبية فى البرلمان اللبنانى بعد حصولها على 71 مقعدا مقابل 57 مقعدا لقوى «8 آذار» المعارضة التى يقودها حزب الله، وذلك حسب النتائج النهائية الرسمية للانتخابات التى أعلنتها وزارة الداخلية أمس. ووعد النائب سعد الحريرى زعيم قوى «14 آذار» التى تحظى بدعم الغرب بمد الأيدى للعودة الى العمل من أجل لبنان، فيما حذر حزب الله الذى يحظى بدعم سوريا من محاولة الانفراد بالحكم. وأعلن وزير الداخلية زياد بارود ان نسبة المشاركة فى الانتخابات النيابية «قياسية منذ انتهاء الحرب الاهلية» فى 1990، حيث بلغت 54 %. وقال بارود «انه رقم قياسى بالمقارنة مع السنوات العشرين الماضية». وأضاف ان نسبة المشاركة «تخطت المتوقع»، مشيرا الى ان نسبة المشاركة فى انتخابات 2005 بلغت 45 %. واوضح ان النسبة الاعلى للمشاركة سُجلت فى المناطق المسيحية التى كان لها دور كبير فى حسم السباق الانتخابى. وأشارت النتائج الى فوز «14 آذار» فى دوائر بيروت الأولى والثانية والثالثة، حيث حصدت المقاعد الخمسة المخصصة للدائرة الأولى، والمقاعد العشرة المخصصة للدائرة الثالثة التى كان أبرز الفائزين فيها رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريرى، كما حصدت المقعدين المخصصين لمدينة صيدا بجنوب لبنان، وكان الفائزان فيها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ووزيرة التربية والتعليم بهية الحريرى. وفازت قوى «14 آذار» فى دائرة زحلة شرق لبنان وحصدت فيها 7 مقاعد، وعكار بالشمال وحصدت فيها 7 مقاعد، والبترون التى حصلت فيها على مقعدين، وطرابلس حصدت فيها 8 مقاعد. وحصلت المعارضة على معظم مقاعد جنوب لبنان وبعبدا وجبيل وكسروان وزغرتا وبعلبك الهرمل، حيث حصد معظم أصوات الجنوب حزب الله وحركة أمل التى فاز رئيسها نبيه برى ولائحته فى دائرة الزهرانى، فيما حصل تيار التغيير والإصلاح الذى يتزعمه ميشيل عون على مقاعد دائرة جزين الثلاثة. واحتفظ تيار عون بدائرة جبيل وحصد مقاعدها الثلاثة، كما حصل على 5 مقاعد بدائرة كسروان بجبل لبنان والفوز بخمسة مقاعد من إجمالى سبعة مقاعد فى دائرة المتن الشمالى التى حصل فيها النائب ميشال المر على مقعد، والمقعد الآخر ذهب الى المرشح سامى الجميل نجل الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميل، كما حصل عون على 6 مقاعد فى دائرة بعبدا. من جانبه، اعتبر النائب سعد الحريرى زعيم قوى الاغلبية أن فوز «14 آذار» بالانتخابات هو «انتصار للحرية والديمقراطية». وقال الحريرى فى كلمة ألقاها بين حشد من انصاره ومعاونيه ومن النواب الفائزين فى الانتخابات فى منزله فى قريطم غرب بيروت خلال اعلانه فوز «14 آذار»: «اثبت اللبنانيون تمسكهم بالحرية والتزامهم الديمقراطى»، وأضاف: «مبروك للديمقراطية، مبروك للحرية». ووصف الحريرى نتيجة الانتخابات ب»المشرفة»، مؤكدا انه «ليس فى هذه الانتخابات رابح وخاسر، الرابح الوحيد هو الديمقراطية والرابح الأكبر هو لبنان». ودعا انصاره وجماهير «14 آذار» الى ان «يكون انتصارنا راقيا وايجابيا» والى الانضباط فى التعبير عن الفرح بالانتصار بلا استفزاز او تعكير للامن. وتقدم الحريرى بالشكر الى «كل من ادلى بصوته للوائح المنافسة وساهم فى تكريس الديمقراطية». وتوجه الى هؤلاء بالقول: «واجبنا ان نسمع اصواتكم اولا وان نسمع قبل كل شىء الإرادة العميقة والصادقة لجميع اللبنانيين». ووعد «بأن نمد الايدى وأن نشبك الهمم لنعود جميعا ومعا الى العمل بجد وجدية من اجل لبنان». وأكد النائب وليد جنبلاط، القيادى البارز فى قوى «14 آذار»، انه يجب مشاركة تحالف «8 آذار» فى الحكومة الجديدة. وقال الزعيم الدرزى انه لا يؤيد فكرة «منح حق الفيتو فى الحكومة الجديدة للائتلاف المنافس الذى خسر الانتخابات»، حيث دعا حزب الله سابقا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تعطى تحالف الأقلية فى البرلمان حق النقض (الفيتو) بشكل فعلى. وأضاف جنبلاط: «قلت لا للاقلية المعرقلة». واعتبر رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة أنه رغم كل المخاوف والاعتراضات التى ظهرت من أطراف عديدة فقد أثبتت التجربة أن الدولة اللبنانية قادرة على إنجاز خطوات متقدمة فى كل المفارق الصعبة، فضلا عن أن الشعب اللبنانى قادر على مواكبة دولته فى كل الإنجازات الوطنية الكبرى. من جهته، دعا حزب الله بعد خسارته للانتخابات الى ضرورة المشاركة فى الحكم والقبول بمبدأ التوافق، محذرا من الانفراد بالسلطة. وقال النائب فى حزب الله حسن فضل الله إثر اعلان قوى «14 آذار» فوزها بالانتخابات: «نحن نعتبر ان لبنان محكوم بالشراكة، ومهما كانت نتيجة الانتخابات فإنها لن تستطيع ان تغير التوازنات الحساسة القائمة او إعادة استنساخ التجربة الماضية التى جرّت الويلات على لبنان وأثبتت عجز فريق واحد عن الاستئثار بالسلطة». وأضاف فضل الله: «من يرد الاستقرار السياسى والمحافظة على الوحدة الوطنية والنهوض بلبنان فلن يجد خيارا سوى القبول بمبدأ التوافق الذى تنادى به المعارضة، وأن محاولة الانفراد ستؤدى الى توليد ازمات عانى منها اللبنانيون جميعا».