أعلنت قوى 14 آذار يوم الإثنين فوزها في الانتخابات النيابية التي جرت يوم الأحد على الرغم من عدم صدور أي نتائج رسمية بعد ، في الوقت الذي جددت فيه المعارضة مطالبتها بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات. وقال النائب سعد الحريري - أبرز أقطاب الأكثرية - في كلمة ألقاها بين حشد من أنصاره ومعاونيه ومن النواب الفائزين في الانتخابات في منزله في قريطم في غرب بيروت : "أثبت اللبنانيون تمسكهم بالحرية والتزامهم الديمقراطي" ، مضيفا "مبروك للديمقراطية .. مبروك للحرية". ووصف الحريري في الكلمة التي نقلت مباشرة عبر تليفزيون "المستقبل" نتيجة الانتخابات ب"المشرفة" ، مضيفا أن "الرابح الكبير هو لبنان ، ولا رابح وخاسر في الانتخابات". وشكر الحريري أنصاره والأجهزة الأمنية والرسمية التي ساهمت في إنجاح العملية الانتخابية. كما شكر "كل من أدلى بصوته للوائح المنافسة وساهم في تكريس الديمقراطية" ، وتوجه إلى هؤلاء بالقول : "واجبنا أن نسمع أصواتكم أولا ، وأن نسمع قبل كل شيء الإرادة العميقة والصادقة لجميع اللبنانيين". ووعد بأن "نمد الأيدي ، وأن نشبك الهمم لنعود جميعا ومعا إلى العمل بجد وجدية من أجل لبنان". كما دعا أنصاره إلى "أن يكون الانتصار راقيا والفرح إيجابيا" ، وحثهم على رفض "الانجرار إلى أي استفزاز وإخلال بالأمن يهدف غلى تعكير هذا اليوم الكبير في الديمقراطية" ، كما دعا جميع أنصار تياره "المستقبل" إلى "إزالة الصور والشعارات الانتخابية بدءا من يوم الاثنين. وكان النائب وليد جنبلاط - وهو من أقطاب الأكثرية – قد وجه في وقت سابق نداء إلى أنصاره بعدم "تعكير نصر" قوى 14 آذار بالاحتفالات "الغوغائية والتجمعات الحزبية" التي يمكن أن تفسد الأجواء في البلد. من جانب آخر ، أقرت قوى 8 آذار ، وأبرز أركانها حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشيل عون ، بالخسارة. وقال القيادي في التيار الوطني الحر ميشيل دو شادرفيان لوكالة الأنباء الفرنسية : "هذا انتصار لتحالف قوى 14 آذار وخسارة للبنانيين الذين كانوا يأملون بحصول تغيير في البلد". وأضاف "نحن حزب ديمقراطي .. ونحترم إرادة الشعب" ، ولكنه عبر عن "خيبة أمله" في نتيجة الانتخابات. ومن جانبه ، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رئيس الوزراء فؤاد سنيورة الذي حافظ على مقعده بالبرلمان عن ميناء صيدا جنوبي البلاد في تصريحات لقناة "إل.بي.سي." التليفزيونية اللبنانية إن نتائج الانتخابات هي قرار الشعب. كما أكد مصدر مقرب من حزب الله أيضا للوكالة الألمانية أيضا أنهم خسروا الانتخابات وأنهم "سيقبلون النتائج كما هي". ولم تصدر بعد نتائج رسمية للانتخابات ، إلا أن الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل الذي يرأسه الحريري أعلنت أن الأكثرية والمستقلين فازوا ب70 مقعدا من 128 مقابل 58 للمعارضة. وقالت مصادر في وزارة الداخلية إن نسبة المشاركة بالانتخابات تراوحت بين 55 و65% ، مشيرة إلى أن نسبة الإقبال على التصويت في المناطق المسيحية كانت أكبر منها في المناطق ذات الأغلبية المسلمة. ومن الواضح ، بحسب النتائج الأولية ، أن المناطق المسيحية التي اعتبرت مهمة لترجيح كفة فريق على آخر انقسمت بين المعارضة والموالاة كما هي حال المسيحيين ، ففازت الأكثرية بأقضية زحلة (شرق) والبترون والكورة (شمال) والأشرفية (بيروت) مقابل فوز المعارضة في أقضية بعبدا (شرق بيروت) وكسروان وجبيل (شمال العاصمة) ، وفاز مرشحان من المعارضة في دائرة المتن (شمال بيروت) مقابل ستة للأكثرية. في هذه الأثناء ، عمت المظاهر الاحتفالية عددا كبيرا من المناطق ، فاحتفلت المعارضة في المناطق التي فازت بها واحتفلت الأكثرية في المناطق التي حصدت فيها المقاعد ، وسمعت المفرقعات والأناشيد والأغاني وأطلقت أبواق السيارات.