عندما وقع اختيار المهندس هانى أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة وعضو الفيفا البارز، على اختيار د. مصطفي عزام مديرًا تنفيذيًا للاتحاد، تفاءلت كثيرًا؛ لما يمتلكه د. مصطفي عزام من خبرات علمية وعملية اكتسبها من تجارب ناجحة له سواء فى وزارة الشباب والرياضة أو فى شركة سيتى كلوب التى رأسها عزام ونجح خلال فترة وجيزة فى أن يُعظّم مواردها ويساهم فى وضعها على صدارة المشهد، كما أن عزام يمتلك شخصية قوية وحازمة ولا يميل إلى الألوان الرمادية عندما يتخذ قرارًا.. ورغم مرور أقل من عام على تولى د. مصطفى عزام الإدارة التنفيذية للجبلاية، إلا أن بصمته تجدها واضحة فى كل الملفات؛ فهو منفذ جيد جدًا لاستراتيجية مجلس الإدارة بقيادة المخضرم هانى أبو ريدة، إلى جانب أنه خبير فى فن التعامل وإدارة الملفات الصعبة، ومع نجاحه الملموس للجميع والذى تحوّل معه مركز المنتخبات الوطنية بمدينة 6 أكتوبر «مشروع الهدف» إلى ما يمكن وصفه ببيت الكرة المصرية الأوروبي من حيث الشكل والمضمون والانضباط، والذى جعله عزام أسلوب حياة داخل اتحاد الكرة مع حرصه الشديد على تنفيذ سياسة الثواب والعقاب، وهى أمور لم تكن موجودة فى فترات سابقة، ما جعلنى يومًا ما أصف أحوال الفوضي داخل الجبلاية فى أوقات سابقة بأنها تُشبه مرجيحة الحظ «اللونا بارك» التى تتسارع فيها الكرات الملونة وتتناحر على من يدخل حفرة الحظ أولًا. فى تخيلى أن د. مصطفى عزام الذى يستحق لقب «ناظر الجبلاية النموذجى» نجح فى الارتقاء بالمنظومة التنفيذية لاتحاد الكرة مدعومًا من المهندس هانى أبو ريدة أحد أبرز أعضاء لجنة العظماء الستة الذين يديرون كرة القدم فى العالم، ولأن الإرث كان ثقيلًا والعدد فى الطابور الخامس كان كثيرًا جدًا قبل قدوم عزام، فإنه من الطبيعى أن تجد لحركة الإصلاح مقاومة؛ لأن عزام بجرأته المعهودة وضع نفسه فى مواجهة مباشرة مع حرافيش الطابور الخامس ومن على شاكلتهم ممن يناهضون الإصلاح والانضباط، وعلى خلفية ذلك ظهرت بعض أصوات المعارضة الباهتة لمنهجيته وسياسته فى الإدارة الكروية، وهذه المقاومة لن تستمر طويلًا؛ لأن د. مصطفى عزام يدافع عن الحق ويسعى لترسيخ العدالة، والعقل والمنطق يؤكدان أنه لا يوجد صراع بين الحق والباطل.. نموذج د. مصطفى عزام فى الجبلاية والذى يستحق عليه أبو ريدة ورفاقه التحية، أتمنى تكراره فى الأندية والاتحادات الرياضية الكبيرة؛ لأن الإصلاح لن يظهر للنور بدون متابعة تنفيذية على أرض الواقع.. مركز المنتخبات الوطنية أو بيت الكرة المصرى صار يمتلك إدارة تنفيذية محترفة وملاعب أوروبية وفندق «سفن ستارز» وغرف مميكنة تُدار بتقنية إلكترونية عالية الجودة وللمثال لا الحصر: غرفة الفار التى تدير مباريات الدورى عن بُعد وبنظام حديث، وصالات الجيم والمحاضرات، وهى كلها أشياء تجسد روعة الأجواء الإيجابية التى تبشّر بدخول كرة القدم المصرية عصر النمو والازدهار والرخاء خاصة فى ظل وجود عقلية وشخصية محترفة بحجم هانى أبو ريدة مهندس البطولات والإنجازات الكروية.. كل ما أتمناه هو استمرار عملية النهوض مع توفير كوادر فنية من الأسماء العالمية الكبيرة تتناسب مع حجم التطور الرهيب والقفزة النوعية التى حدثت على صعيد الإدارة والمنشآت، لأنه بدون قيادات فنية خبيرة وعالمية لن نجلب حضارة الآخرين، وبالتالى لن يلاحظ المشجع العادى ورجل الشارع كل ما يجرى من ثورة إصلاح فى الكواليس، لأنه يقف عند حدود مشاهدة ما يحدث فى المباريات، وسبق لمصر الكروية الوصول إلى مرحلة الإبهار الجماهيرى فى متعة الأداء عندما قادها العالمى كيروش إلى أبعد نقطة متفوقًا على المغرب بكامل قوته فى أمم أفريقيا السابقة، وأيضًا مع الداهية البرازيلى ميكالي الذى قاد الجيل الأوليمبى إلى مربع الكبار فى دورة باريس 2024 بعد إسقاطه أوزبكستان وإسبانيا وباراجواى «قاهرة البرازيل والأرجنتين» ولولا معاندة الحظ لعاد ميكالي ورفاقه بميدالية أولمبية تاريخية لمصر. الأجواء الإيجابية فى جبلاية أبو ريدة لا أحد يختلف على أنها «كاملة الأوصاف» والشىء الوحيد الذى ينقصها هو وجود عقليات فنية خبيرة عالمية تكون على قدر التطور الرهيب الذى يحدث فى المدارس الكروية العظمى، وإذا حدث ذلك، وهذا ما يتم دراسته بقوة ودقة فى الوقت الراهن، ستجد مصر الكروية مسيطرة من جديد على البطولات القارية والعالمية والأولمبية.. وكلنا ثقة فى عقلية أبو ريدة الذى يحظي بدعم لا محدود من الدولة المصرية متمثلة فى د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، وهذا وضح عمليًا فى لقائه مع وزير الرياضة منذ أيام ضمن جلسات البحث والمناقشة لوضع خارطة طريق تليق بكرة القدم المصرية وباسم أبو ريدة الذى يقف أمامه قيادات الكاف والفيفا كثيرًا تقديرًا واحترامًا له ولتاريخه.. كل الأمنيات القلبية لمصر الكروية بمزيد من التقدم والازدهار.