الدرع الصاروخي والنووي الإيراني د.هاني شادي ألمح دانيال فريد نائب وزيرة الخارجية الأميركية في الآونة الأخيرة إلى احتمال تغيير الولاياتالمتحدة لموقفها من نشر الدرع المضاد للصواريخ في أوروبا لو كفت إيران عن تخصيب اليورانيوم. ويرى مراقبون روس أن هذا التصريح يمثل رسالة إلى روسيا لتقوم بالضغط على إيران من أجل إقناعها بوقف كافة أنواع العمل المتعلق بتخصيب اليورانيوم وبدء التعاون مع المجتمع الدولي وتبني سياسة معتدلة. ويعتقد هؤلاء المراقبون أيضا أن الأمر قد يتعلق بصفقة ربما حملها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القيادة الإيرانية أثناء زيارته الأخيرة إلى طهران . ويفترض رجب صفاروف مدير مركز الدراسات الإيرانية المعاصرة بموسكو أن الرئيس الروسي اقترح على الإيرانيين التوقف عن التخصيب والموافقة على تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا أو في أي دولة أوروبية أخرى مقابل ضمان موسكو للأمن الإيراني وتحسين العلاقات مع الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة وإلغاء العقوبات المفروضة على طهران . ويبدو أن هذه المقترحات الإيرانية تقف بدرجة أو بأخرى وراء استقالة لاريجاني واستبداله بسعيد جليلي . ويعتقد بيوتر غونتشاروف الخبير الروسي في الشؤون الإيرانية أن لدى موسكو وسائل وأدوات يمكن أن تضغط بها على إيران من أهمها إكمال بناء محطة بوشهر الكهرذرية ، والسماح لإيران بالمساهمة في نشاط المركز الدولي لتحضير الوقود النووي، وكل ما يتعلق بمشكلة تجهيز الوقود النووي لمحطة بوشهر . ويعتقد كثير من المراقبين الروس بإمكانية حل المشكلة الإيرانية من خلال التعاون بين روسياوالولاياتالمتحدة الأميركية على أن ُتمنح موسكو الدور الرئيسي في هذه العملية ، ذلك الدور الذي قد يشبه الدور الصيني في حل المشكلة النووية لكوريا الشمالية . ولكن هل ستوافق روسيا على المقترح الأميركي بمقايضة الدرع بالبرنامج النووي الإيراني ؟ المراقبون يعتبرون هذا المقترح لا يزال غير رسمي وينفون أن تكون موسكو تسلمت مقترحا مكتوبا بهذا الشأن. ولكن هؤلاء المراقبين يذكرون بتصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه في موسكو هذا الشهر بكل من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبيرت غيتس. آنذاك قال لافروف " إن واشنطن غالبا ما تربط قضايا نشر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا بتسوية مشكلة البرنامج النووي الإيراني". وبغض النظر عن هذه التكهنات ، وبغض النظر عن طبيعة الرد الإيراني على مثل هذه المقترحات ، يبقى من الواضح تماما أن مشكلة الملف النووي الإيراني دخلت مرحلة حاسمة تحتاج إلى حل سواء بالطرق السياسية أو غير السياسية ، كما يرى الكثير من المراقبين الروس. عن صحيفة الوطن العمانية 24/10/2007