باكستان و" حرب الارهاب " جعفر محمد أحمد التفجير الارهابي الذي استهدف أحد فنادق العاصمة الباكستانية اسلام اباد وخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى، والذي يعد الاعنف من نوعه والاكبر في تاريخ باكستان، يثير العديد من التساؤلات ويضع علامات استفهام كثيرة امام حرب باكستان على “الإرهاب" ومدى جدواها بعد سبع سنوات من الانضمام إليها، كشريك قوي وداعم لواشنطن وسياسة الرئيس الامريكي جورج بوش المتعلقة بما اسماها “الحرب على الارهاب" بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والتي استخدمها كمبرر لغزو افغانستان والعراق. الحادث الدامي الذي هز باكستان وقوبل بإدانات واستنكارات دولية واسعة لبشاعته، هو رسالة تتضمن في طياتها اكثر من رسائل اراد منفذوه ايصالها للداخل والخارج معا، خاصة اذا نظرنا الى التوقيت الذي جاء بعد ساعات من إلقاء الرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زرداري خطبته الأولى أمام البرلمان، وقبل أيام من لقائه الأول بالرئيس الأمريكي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اضافة الى أن التفجير الانتحاري وقع عشية الاحتفال باليوم العالمي للسلام وبعد 9 أيام فقط من ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول. ليس غريبا أن يكون الهدف من التفجير الارهابي هو إحداث البلبلة وزعزعة الحكومة الباكستانية وكذلك تدمير ثقة المجتمع الدولي بالقيادة السياسية الجديدة التي خلفت الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف، خاصة أن الرغبة في زعزعة استقرار الحكومة الجديدة تنبع بشكل خاص من أنه ينظر إلى زرداري، - كما كان يعتبر مشرف - بأنه صديق للولايات المتحدة، وهو الامر الذي جعل الجنرال هو السبب الرئيسي في اندلاع اعمال العنف والتصعيد من قبل الجماعات المسلحة في منطقة القبائل المجاورة لافغانستان، احتجاجا على مشاركة حكومة اسلام اباد في الحرب الامريكية على ما تسميه ادارة بوش “حرب الارهاب". تفجير الفندق هو بلا شك من مخلفات تركة الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف واعتماده سياسة استخدام القوة ضد الجماعات المسلحة كما تريد واشنطن لا اسلام أباد. الآن وبعد التفجير الانتحاري الاخير لابد من مراجعة السياسة السابقة والوضع في الاعتبار ان الامن والاستقرار والهدوء في باكستان من مصلحة دول المنطقة كافة، وهو امر حيوي ومطلوب. من حق باكستان كدولة ان تحارب بأكبر قدر من الحزم آفة الارهاب والتفجيرات غيرالمبررة التي تستهدف المدنيين الابرياء، ولكن بعيدا عن التدخل الامريكي المرفوض من الشعب الباكستاني حتى لا يستمر التوتر والعنف سيدي الموقف. عن صحيفة الخليج الاماراتية 23/9/2008