واشنطن- ( روسيا اليوم) منذ 1 ساعة 47 دقيقة دعا الرئيس الباكستانى آصف على زردارى الولاياتالمتحدة إلى الحوار مع إسلام آباد بدلا من المواجهة وتوجيه الاتهامات إليها، مؤكدا أن المسلحين هم أكثر من استفاد من التصريحات الهجومية الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين ضد باكستان، وأنها تصب في صالح الإرهابيين بشكل مباشر. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر اليوم السبت 1 أكتوبر مقالا لزرداري كتب فيه أن "الديمقراطية تفضل دائما الحوار على المواجهة، وهذا الأمر ينطبق على باكستان أيضا حيث استفاد الإرهابيون، الذين يهددون بلدنا والولاياتالمتحدة من الهجمات اللفظية للبعض في واشنطن على باكستان". وأكد أن الاستراتيجية التي انتهجتها الولاياتالمتحدة تدمر العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن وتقوض الأهداف المشتركة لقمع الإرهاب والتطرف. ووصف الاتهامات الأخيرة ضد باكستان بأنها خطوة إلى الوراء في المجهود الحربي والمصالح الاستراتيجية المشتركة. ونوه الرئيس الباكستاني بأن بلاده قدمت التضحيات أكثر من أي طرف آخر في الحرب على الإرهاب، مؤكدا التزام بلاده بمواصلة الحرب ضد الإرهابيين رغم الظروف الصعبة التي تواجهها. وأعرب عن خيبة أمله من الموقف الأمريكي قائلا في مقالته: "لم نكن نتوقع رد أمريكا الحليف الأقوى لنا، بهذه الاتهامات في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون الباكستانيون من كارثة الفيضانات، ما صدم جميع أطياف الأمة التي تعاني من خطر الإرهاب على مدى عقود". وقال زرداري: إنه "بعد هجمات 11 سبتمبر دعمت الولاياتالمتحدة، وهي أكبر ديمقراطية في العالم، ديكتاتورا في باكستان (برويز مشرف)، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن قتل 30 ألف مدني باكستاني و5000 عسكري ورجل أمن بسبب العقلية العسكرية التي تتهم أمريكا اليوم باكستان بدعمها". وأضاف "عانينا من 300 تفجير انتحاري من قبل قوات يقال إنها تجد الملاذ ضمن حدودنا. انفقنا حوالي 100 مليار دولار على المجهود الحربي، وخسرنا مئات مليارات الدولارات بسبب وقف الاستثمارات الأجنبية". واشار إلى ان "الشارع الباكستاني لديه الآن الكثير من الأسئلة، وشعبي يسأل، هل دماؤنا رخيصة إلى هذا الحد؟ هل حياة أطفالنا لا قيمة لها؟ هل يجب علينا أن نحارب وحدنا فى منطقتنا؟". وتابع: "نحن نخطط حاليا للتحضير لمرحلة ما بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من أفغانستان، وأشعر أننا سنواجه عاصفة من النار، إذا لم نضع خططا بديلة للقضاء على هذه المجموعات الإرهابية، ونتحمل المسئولية وحدنا. أين الولاياتالمتحدة الآن؟، فنحن نقاتل نفس العدو، ونتقاسم نفس القيم الديمقراطية، ونقدر معا الأزمات الاقتصادية، لكن تم مؤخرا توجيه الاتهامات ضدنا وضد مجهودنا الحربي ومصالحنا الاستراتيجية المشتركة. لكن لم نتوقف إطلاقا، وسنستمر فى استصلاح الأراضي وتعمير بلادنا من دون الولاياتالمتحدة، لأننا شعب عنيد، ولن نسمح أن يكون الدين سببا للإرهاب والاضطهاد. واختتم المقال قائلا: "أخيرا كلما أسرعنا فى وقف إطلاق السهام اللفظية، ونسقنا مواردنا ضد التعصب، سيكون باستطاعتنا استعادة الاستقرار والامن لبلادنا ".