قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري السبت (13-2)، إن إقامة علاقات جيدة بين بلاده والهند أمر حيوي لمكافحة ما أسماه "التشدد"، في وقت بدأ فيه الخصمان القديمان تحضيرا لمحادثاتهما الرسمية الأولى منذ هجمات "مومباي" نهاية العام 2008. وشدد زرداري أثناء اجتماع مع السفير الباكستاني لدى "نيودلهي" على ضرورة إجراء "محادثات ذات مغزى ومثمرة" مع الهند.
وينتظر أن يجتمع وكيلا وزارتي الخارجية بالبلدين في نيودلهي يوم 25 فبراير الجاري لاستئناف الحوار بين البلدين الذي علق عقب هجوم "مومباي" في نوفمبر 2008، والذى أسفر عن مقتل 166 شخصا.
وطالبت الهند باكستان باتخاذ إجراءات ضد من تقول إنهم يقفون وراء ذلك الهجوم قبل استئناف عملية السلام، لكنها عرضت الشهر الحالي إجراء محادثات رفيعة المستوى بين الجانبين.
ووفقا لزرداري فإن تلك المحادثات ستمثل استئنافا كاملا لعملية سلام تركز على ما يعرف بالحوار المركب بشأن كل القضايا الثنائية بما في ذلك النزاع الرئيسي بينهما على كشمير.
وبحسب بيان صادر عن مكتب زرداري فإن "علاقات حسن الجوار ضرورية لرخاء البلدين وكذلك لمحاربة التشدد".
وتحث الولاياتالمتحدة البلدين على استئناف التواصل للمساعدة على إشاعة "الاستقرار" في أفغانستان التي أرسلت إليها الآلاف من قوات الاحتلال الإضافية لمقاتلة مجاهدي حركة طالبان. مطالبة الغرب بتعويض باكستان ومن جهة أخرى، شدد الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، على ضرورة أن يعوض الغرب باكستان عما قدمته خلال "الحرب على الإرهاب"، ويتحمل مسئوليته التاريخية في تعزيز الحركات الإسلامية لمواجهة الاتحاد السوفياتي.
وقال المتحدث باسم زرداري، فرحة الله بابار، إن الرئيس الباكستاني التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيمس جونز، وجدد التذكير خلال اللقاء بمزاعم أن الغرب يقف وراء اتساع نفوذ الحركات "المسلحة" في المنطقة، إذ انه استخدم الأخيرة ساحة معركة لمحاربة "إيديولوجيا منافسة"، في إشارة إلى الاتحاد السوفياتي، و"تخلى عن المنطقة بعد هزيمة هذه الإيديولوجيا".
وأضاف أن المجتمع الدولي يدين لباكستان بمساعدتها في إعادة إعمار نفسها، اقتصاديًا واجتماعيًا.
وتابع أنه من المهم أن يفي منتدى "أصدقاء باكستان الديمقراطية" بالوعود التي قطعها لمساعدتها، مشيرًا إلى حاجة بلاده لخطة «"مارشال" لتجاوز المشاكل الاقتصادية التي تضاعفت بسبب الحرب على المنظمات المسلحة.
اغتيال خان ومن ناحية أخرى، كشفت مصادر باكستانية وأمريكية أن شركة "بلاك ووتر" الأمريكية الإجرامية توجد في باكستان منذ أكثر من ستة أشهر، مشيرة إلى مساعٍ من قبل المخابرات الأمريكية لاغتيال العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان.
وقالت المصادر إن موجهات متعددة وقعت بين الشرطة والأجهزة الأمنية الباكستانية ومسلحي "بلاك ووتر" في العاصمة الباكستانية إسلام آباد وبعض المدن الأخرى خلال هذه الفترة.
وأضافت أن معظم هؤلاء المسلحين قد أطلق سراحهم فور إيقافهم أو إثر وصولهم إلى محطات الشرطة بتدخل من السفارة الأمريكية في إسلام آباد، التي يسميها البعض "البنتاجون الصغير"، مشيرة إلى أنها بررت تدخلها بأن المسلحين من موظفيها الدبلوماسيين.
"بلاك ووتر" و "سي آي أيه" وعلى صعيد آخر، ذكرت صحف أمريكية أن "بلاك ووتر" توجد في باكستان ومختلف مدنها لمساعدة عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال "سي آي أيه" وحمايتهم والعمل على المطارات التي تديرها ال "سي آي أيه" لإدارة الغارات الجوية بالطائرات بدون الطيارين على المناطق القبلية الباكستانية أو أفغانستان.
كما كشفت تقارير أمريكية أن ال "سي آي أيه" قد خولت إلى "بلاك ووتر" مهمة اغتيال العالم النووي الباكستاني الدكتور عبد القدير خان أيضًا, إلا أن الحكومة الأمريكية لم توافق على تلك العملية.
وأضافت أن عناصر "بلاك ووتر" تتولى حماية أعضاء السلك الدبلوماسى الأمريكي في باكستان.
جدير بالذكر أن وزير الداخلية الباكستاني، عبد الرحمن مالك كان قد أكد أن إسلام آباد ترفض تمامًا وجود "بلاك ووتر" في بلاده.