ضيق خليجي من إيران سليمان نمر لا نستطيع القول أن هناك أزمة في العلاقات الإيرانية - الخليجية هذه الأيام، بقدر ما نستطيع أن نقول أن هناك ضيقا خليجيا من تصرفات إيرانية تبعث على إثارة مزيد من الشكوك تجاه إيران وأهدافها السياسية في المنطقة والعالم العربي واللغط الذي شهدته منطقة الخليج خلال الأيام القليلة الماضية بشأن مسألة حضور الرئيس الإيراني قمة مسقط الخليجية القادمة في شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل. يعبر عن الضيق الخليجي المتزايد من تصرفات طهران، وبعض مسؤوليها والتي يمكن وصفها بأنها تصرفات فوقية أو كما قال مسؤول خليجي رفيع لنا لا تبعث على الاطمئنان فمن طهران صدر إعلان بأن إيران تلقت دعوة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لحضور القمة الخليجية في مسقط، الأمر الذي أثار استغرابا خليجيا مصحوبا بشيء من الاستنكار، وانتهى بتوضيح من مسؤول عماني يؤكد فيه أن بلاده وهي صاحبة الحق في توجيه الدعوات للقمة الخليجية باعتبارها الدولة المضيفة لم توجه وليس لديها النية لتوجيه دعوة لقادة غير خليجيين لحضور القمة . ولا شك أن أمير قطر يعرف أن من حق سلطنة عمان - مستضيف القمة القادمة - توجيه الدعوات لحضور هذه القمة ،مثلما استخدم أمير قطر هذا الحق ودعا الرئيس الإيراني احمدي نجاد العام الماضي لحضور قمة الدوحة الخليجية، لذا ربما أن أمير قطر في زيارته لطهران قبل نحو أسبوعين حث الرئيس الإيراني على إجراء المزيد من المشاورات والحوار مع جاراتها الخليجيات العربيات من اجل إزالة الشكوك المثارة بين طهران والعواصم الخليجية.( وربما فهمت طهران أنها دعوة لحضور قمة مسقط او ارادت توجيه رسالة لتوجيه دعوة إليها). ويبدو أن هذه الشكوك ستبقى قائمة طالما أن إيران تقوم بتصرفات غير ودية تجاه جاراتها ، مثل افتتاح مكتبين حكوميين في جزيرة أبو موسى الإماراتية التي احتلتها إيران عام 1971 ، وهو تصرف يعني فرض سياسة الأمر الواقع، ومثل التصريحات التي يكررها مسؤولون إيرانيون حول النظم الخليجية ، ومثل التهديدات بإغلاق مضيق هرمز، والاهم من كل ذلك، استمرار طهران بلعب دور تدور حوله الشكوك في العراق. وهذه التصرفات والتصريحات الإيرانية بالطبع ليست جديدة، ولكن استمرارها يعبر عن استمرار السياسة الفوقية لطهران تجاه دول المنطقة والتي تؤدي إلى فرض الهيمنة وهي سياسة تستند إلى اختلال موازين القوى الإقليمية في المنطقة - بعد الحرب على العراق واحتلاله، واختلال موازين القوى وسعي طهران لفرض هيمنتها كقوة إقليمية أوحد واكبر. عن صحيفة الرأي الاردنية 1/9/2008