القمة العربية يعني اجتماع ملوك ورؤساء الدول العربية ليس مبادرة فردية من أي من القادة أو الزعماء إلا في حالة طلب انعقاد قمة طارئة لسبب معين يوافق عليه ثلثا القادة. أما الاجتماع الدوري السنوي للقمة فقد أصبح جزءا من تنظيم الجامعة العربية يتيح تفعيل هيكلها السياسي بحيث يستطيع القادة الاجتماع بصفة دورية لمناقشة القضايا التي يرونها مهمة. ينعقد الاجتماع في العواصم العربية ويرأسه قائد الدولة المضيفة الذي يتولي توجيه الدعوات للزعماء الآخرين واستقبالهم مع وفودهم في بلاده. الأمور تسير علي هذا النحو سيرا حسنا إلا في بعض الحالات التي تطرأ فيلجأ بعض القادة للاعتذار عن عدم الحضور الشخصي ويكلفون آخرين الحضور نيابة عنهم وهو ما يطلق عليه تخفيض مستوي التمثيل في القمة. حدث ذلك في آخر قمة انعقدت دمشق في أوائل العام الماضي وكان السبب في عدم حضور قادة بارزين للقمة باشخاصهم هو التوتر في العلاقات بسبب الأزمة اللبنانية التي تم حل بعض رموزها وألغازها بصفة مؤقتة في وقت لاحق من انعقاد القمة بدمشق. هذه المرة تنعقد القمة العربية في الدوحة بدولة قطر الشقيقة، برزت مشكلة تواجه انعقاد القمة علي أعلي مستوي، أي قد تواجه القمة خطر عدم حضور قادة بارزين بأشخاصهم. السبب هو ما يتردد عن نية "الدوحة" دعوة الرئيس الايراني للحضور كضيف علي القمة ورغبة زعماء عرب آخرين في عدم دعوته لحضور اجتماع القمة كضيف نظرا لوجود اختلافات ذات طبيعة استراتيجية في توجهات الدولة الايرانية عن المصالح العربية. ربما تري "الدوحة" غير ذلك وتري ان الحوار مع ايران ضرورة.. وهذا حق "الدوحة".. كما أن آخرين قد يؤيدون هذه الوجهة.. كما انني شخصيا أري أن الحوار هو القاعدة وان الاستثناء هو تجميده لبعض الوقت حتي تتهيأ الظروف لذلك. ربما يكون اليوم أو الغد وقتا غير ملائم لحوار بناء.. ربما تأتي الأيام التالية بظروف مرجحة للحوار.. هكذا يجب عدم إغلاق باب الحوار بالضبة والمفتاح لانه حتي الأعداء وفي حالات الحرب يتركون أبوابا خلفية مفتوحة للسماح بموازنة الأمور عند الضرورة. لا بأس إذن ان يذهب أمير قطر وهي دولة ذات سيادة إلي طهران.. ولا بأس ان يأتي الرئيس الإيراني إلي الدوحة.. فهذا شأن من شئون سيادة كل دولة وقد يأتي وقت يكون للاتصال مع إيران عن طريق قطر فائدة.. وقد لا يكون.. المهم ان هذا الموضوع لا ينبغي ان يعطل أعمال مؤسسة القمة.. وبالتالي فلا ضرورة لان تحاول دولة قطر فرض ضيفها علي الرؤساء الآخرين بما لا يتفق مع حسابات مصالح بلادهم. إن القمة التي تبدأ بمثل هذا النوع من الخلاف لا جدوي من انعقادها.