في زمن تتسابق فيه الشركات لابتكار مشروبات توصف بأنها "أكثر صحة" و"أقرب للطبيعة"، يظهر منتج جديد يثير الفضول قبل أن يروي العطش: ماء الموز مشروب غير تقليدي، لا هو عصير ولا سموذي، يتسلل بهدوء إلى رفوف المتاجر ومنصات التواصل الاجتماعي، مصحوبًا بأسئلة كثيرة حول طعمه، قيمته الغذائية، وهل يستحق فعلاً كل هذا الاهتمام؟ اقرأ أيضًا | هل من الصحي تناول عصير الموز بالحليب؟ - ما حقيقة ماء الموز؟ وسط سوق مزدحم بالمشروبات الصحية المبتكرة، يبرز ماء الموز كمنتج غير مألوف يُستخلص مباشرة من ثمرة الموز نفسها، ويقدمه مصنعوه على أنه مشروب طبيعي يمنح الترطيب ويحتوي على فوائد غذائية، وهو ما أشعل جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، نقلاً عن موقع "mohavedailynews". تفاوتت ردود الفعل حول الطعم والرائحة؛ فكتب أحد مستخدمي منصة "ريديت": "رائحته تشبه الموز الناضج قليلًا، لكنه ليس سيئًا كما توقعت'. في المقابل، قالت مستخدمة على إنستجرام: "رائحته تشبه طعام الأطفال". ورغم هذه الانطباعات المتباينة، يظل الفضول هو الدافع الأساسي لتجربة هذا المشروب. على عكس العصائر التقليدية، يتميز ماء الموز ببساطة مكوناته؛ موز فقط دون إضافة مياه، دون سكريات مضافة، دون مواد حافظة. وهو ما يجعله خيارًا جذابًا لمحبي المنتجات النباتية والبسيطة، بحسب مؤسسي علامتي "باناغوا" و"ودستوك"، يُنتج ماء الموز في تايلاند باستخدام أصناف موز عضوي محلي. - تمر عملية التصنيع بعدة مراحل: طهي الموز على البخار أو هرسه. إضافة إنزيمات خاصة تفصل الماء الطبيعي الموجود داخل الثمرة عن اللب. تصفية الناتج للحصول على سائل خفيف القوام. والنتيجة مشروب ليس عصيرًا بالمعنى التقليدي، ولا سموذي، بل سائل شفاف نسبيًا بطعم خفيف. - القيمة الغذائية والتسويق يُسوق ماء الموز كبديل لمشروبات الرياضة، لاحتوائه على: البوتاسيوم المغنيسيوم فيتامين A فيتامين C كما أنه خالٍ من: السكر المضاف الدهون الصوديوم الكوليسترول وتتراوح السعرات الحرارية بين 50 و80 سعرة حرارية للعبوة الواحدة. - رأي الخبراء رغم هذا التسويق الإيجابي، يحذّر مختصون من تضخيم فوائده الصحية. يقول الدكتور توماس شيرمان، أستاذ الصيدلة وعلم الفسيولوجيا: "إذا كان الهدف هو الطعم أو اختيار مشروب نباتي منخفض السكر فهذا مناسب، لكن إذا كان الهدف تعويض الإلكتروليتات بشكل فعّال، فالأطعمة الطبيعية تؤدي هذه المهمة بشكل أفضل". من جهتها، ترى خبيرة التغذية فانيسا كينغ أن تصنيفه كمشروب رياضي قد يكون مضللًا، موضحة: "مشروبات الرياضة تهدف أساسًا لتعويض الصوديوم المفقود أثناء التمرين، وهذا المشروب لا يحتوي على كمية كافية من الصوديوم ليؤدي هذا الدور". رغم الانتقادات، يتفق الخبراء على أن ماء الموز يظل مصدرًا مقبولًا لبعض العناصر الغذائية، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والفيتامينات، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن نظام غذائي متوازن أو عن مشروبات رياضية متكاملة، يبدو أن ماء الموز يمثل اتجاهًا غذائيًا عصريًا يجمع بين الابتكار وحب التجربة، لكنه يظل أقرب إلى خيار ترفيهي صحي المظهر، أكثر من كونه حلًا غذائيًا شاملًا.