حصد منتخب مصر بطاقة التأهل إلى دور الستة عشر من كأس الأمم الأفريقية المقامة فى المغرب عقب وصوله إلى النقطة السادسة على حساب جنوب أفريقيا، مما منح الفراعنة حرية إجراء سلسلة من التجارب فى الجولة الثالثة. مر المنتخب بالكثير من الضغوطات خاصة عقب البطاقة الحمراء التى حصل عليها الظهير الأيمن محمد هانى أمام جنوب أفريقيا والتى استدعت اللعب أكثر من نصف المباراة بنقص عددى مما منح المنافس قدرة على السيطرة والاستحواذ غير أنه فشل فى هز شباك الحارس المتألق محمد الشناوي.
واتخذ حسام حسن قرارًا مناسبًا بإشراك إمام عاشور فى مركز الظهير الأيمن لعلاج النقص العددى بعد طرد هانى، حيث تألق اللاعب الذى لم يكن غريبًا عليه اللعب فى خط الدفاع، حيث سبق له الأداء بهذا الموقع فى ثلاث مرات خلال مباريات سابقة. تنظيم دفاعي نجح حسام حسن المدير الفنى لمنتخب مصر فى تنظيم اللاعبين دفاعيًا عقب طرد هانى واعتمد على دفاع الكتلة بحيث تتكاتف كل الخطوط فى حماية مرمى الشناوى مع الاعتماد على المرتدات لمحاولة إزعاج جنوب أفريقيا والتخفيف من الضغط. قرأ حسام حسن المشهد جيدًا حيث كان جنوب أفريقيا فى الشوط الثانى يسيطر على مجريات المباراة ولكنه اضطر لعلاج التكتلات عبر الكرات العرضية التى كانت فريسة لدفاع مصر وابتعد عن الجمل التكتيكية واللعب المنظم. وقرر حسام حسن إجراء سلسلة من التغييرات فى الجولة الثالثة أمام أنجولا التى بدأت صافرتها أمس، والمجلة ماثلة للطبع، من أجل تجربة بعض الأسماء التى لم تحظ بالحصول على دقائق كثيرة فى الجولتين الماضيتين لا سيما أن المجهود البدنى المبذول من العناصر الأساسية يحتاج إلى بعض الراحة لالتقاط الأنفاس.
مجهود كبير أثنى ضياء السيد مدرب منتخب مصر السابق فى تصريحات ل«صباح الخير» على أداء الفراعنة أمام جنوب أفريقيا حيث قال «الأداء كان بطوليًا ورائعًا، الروح كانت عالية، وهو ما ساهم فى تحقيق الفوز على جنوب أفريقيا، وضمان التأهل إلى الأدوار الإقصائية فى كأس الأمم الأفريقية». وواصل: «الفوز كان مستحقًا على جنوب أفريقيا رغم النقص العددى الذى تعرض له المنتخب خلال الشوط الأول واضطراره إلى التراجع نوعًا ما، ولكن مع الاستمرار فى خوض المنافسات المستوى سيرتفع تدريجيًا، وآمل أن نصل إلى مراحل متقدمة فى كأس الأمم الأفريقية وربما حصد اللقب». وأكمل لاعب الأهلى السابق حديثه: «النجم الأول فى رأيى خلال مباراة جنوب أفريقيا هو الحارس محمد الشناوى، بالإضافة إلى الالتزام الذى كان سمة خط الدفاع، مما ساهم فى الخروج بنقاط المباراة». وأضاف ضياء: «مع فرحة الوصول إلى الأدواء الإقصائية أعتقد أن حسام حسن نجح فى تقديم الكثير خلال المباراتين سواء زيمبابوى أو جنوب أفريقيا، ولا يمكن توجيه أى انتقادات للأداء فى ظل الظروف الحالية». ويرى وائل القبانى قلب دفاع الزمالك السابق أن حسام حسن كان مضطرًا إلى اللعب بهذا الشكل الدفاعى حيث أكد فى تصريحات ل«صباح الخير»: «المدير الفنى لمنتخب مصر كان عليه التكتل فى الخلف مع الاعتماد على التحولات، وهذا لا يقلل منه على الإطلاق، لأن هذا الأسلوب الأنسب للخروج بالمباراة إلى بر الأمان». وأوضح: «من الجيد أن يفكر حسام حسن فى إراحة اللاعبين بعد المجهود الكبير المبذول فى مباراة جنوب أفريقيا حيث اضطر النجوم لتحمل النقص العددى، والضغط البدنى، وذلك حتى يتفرغ إلى الاستعداد للمنافسات الإقصائية، لا سيما أن المباريات مع الفرق فى القارة السمراء دائمًا ما تتسم بالخشونة والاحتكاك». ملامح المنافسة بعد مرور جولتين من دور المجموعات بدأت ملامح المنافسة على لقب كأس الأمم الأفريقية تتضح حيث ظهر بعض المنتخبات القوية مثل السنغال والجزائر والمغرب بجانب مصر، حيث كان الفراعنة أول المنتخبات التى وصلت إلى العلامة الكاملة من أول مباراتين. واستعاد منتخب مصر ذكريات بطولة 2010 التى حصدها فى أنجولا والتى استطاع فيها الفوز خلال أول مباراتين أمام نيجيريا وموزمبيق مثلما هو الوضع حاليًا فى النسخة المقامة فى المغرب، حيث انتصر أيضًا فى أول مواجهتين ضد زيمبابوى وجنوب أفريقيا.
وبما أن المغرب هو المنتخب المرشح الأول لحصد اللقب باعتبار أن البطولة على أرضه وبين جماهيره وسبق له دخول المربع الذهبى فى كأس العالم 2022 التى أقيمت فى قطر فضلًا على تفوقه على صعيد الأداء خلال الفترة الماضية فإنه أيضًا تعرض لانتقادات بعد التعادل مع مالى بهدف لمثله فى الوقت الذى كان مدربه وليد الركراكى من ضمن الذين نالتهم حالة الغضب الجماهيري. وما زاد من الضغط الذى تعرض له الركراكى أن أسلوب لعب المغرب يمكن توقعه، فى الوقت الذى بدأ يطارده تألق المدرب طارق السكتيوى الذى فاز مع المغرب ببطولة كأس العرب بالمنتخب الرديف. وفى المقابل كان البلجيكى توم سينتفيت المدير الفنى لمنتخب مالى قد انتقد أداء التحكيم واعتبره أحد الأسباب التى حرمت فريقه الفوز على المغرب فى مفاجأة كانت سيكون لها أصداء كبيرة. أما منتخب الكاميرون فكان محظوظًا بالفوز على الجابون بهدف نظيف سجله المهاجم المميز إيتا إيونج (22 عامًا) الذى أصبح هدفًا للكثير من أندية أوروبا ومنها برشلونة وبعض أندية الدورى الإنجليزى، وذلك عقب تألقه مع ناديه ليفانتى الإسبانى الموسم الحالي. ومن المؤكد أن منافسات كأس الأمم الأفريقية فى المغرب يجرى مراقبتها من أندية كثيرة على أمل الحصول على بعض الصفقات خاصة أن البطولة تصادف إقامتها خلال فترة الانتقالات الشتوية التى عادة ما تبدأ فى شهر يناير وحتى آخره مما سيضع العيون على النجوم الأفريقية اللامعة. ومن بين الأسماء التى تألقت فى كأس الأمم الأفريقية إبراهيم دياز مهاجم منتخب المغرب ونادى ريال مدريد، بالإضافة إلى السنغالى نيكولاس جاكسون لاعب نادى تشيلسى الإنجليزى، فضلًا عن الجناح الجزائرى رياض محرز لاعب الأهلى السعودى، والمالى لاسين سينايوكو مهاجم أوكسير الفرنسي. وبالطبع فإن النجم المصرى محمد صلاح لمع هو الآخر بتسجيله هدفين خلال أول مواجهتين فى البطولة، مما يخفف الضغط التى تعرض له خلال الشهور الماضية نتيجة تراجع مستواه مع ناديه ليفربول الإنجليزي.
جدل تحكيمي واعتبر توفيق السيد الحكم السابق فى تصريحات ل«صباح الخير» منتخب مصر محظوظًا بالحصول على تحكيم عادل فى مباراة جنوب أفريقيا، حيث رأى أن كل القرارات كانت سليمة حيث قال: «محمد هانى كان يستحق الطرد، لأن القانون واضح حيث يعاقب دهس القدم بالإنذار الوجوبى، وبما أن اللاعب كان لديه بطاقة صفراء سابقة فكان يجب استخدام البطاقة الحمراء». وأشار: «حسام حسن طالب الحكم بالرجوع إلى حكم الفيديو المساعد لمشاهدة لقطة محمد هانى، ولكن يجب أن يعلم أنه لا يحق لأى شخص داخل غرفة ال(VAR) التدخل إلا فى البطاقة الحمراء المباشرة فقط وليس الإنذار الثانى وكان يجب على مدافع منتخب مصر توخى الحذر والحيطة لأن الكرة كانت فى منتصف الملعب وبالقرب من الخط ولا تستوجب التدخل بهذا الشكل المتهور». وقال: «التحكيم فى القارة السمراء عليه الكثير من علامات الاستفهام حيث إن المغرب قد تعرضت لمجاملة واضحة خلال البطولة وربما يكون ذلك سمة التعامل مع الدولة المنظمة من جانب الحكام، ولكن مصر حتى الآن تبدو محظوظة». وأوضح: «فى المنافسات الدولية يجرى منح التحكيم الأفريقى مباريات ليست مهمة ومن ثم يجرى استبعادهم سريعًا من الأدوار الإقصائية بسبب المستوى الذى يظهر ويجب أن نتعامل مع هذا الموقف باعتباره أمرًا واقعًا، فعلى سبيل المثال مباراة الأهلى والجيش الملكى فى دورى أبطال أفريقيا كان يجب معها التعامل بحسم شديد، ولكن كما هو واضح لم تظهر أى قرارات صارمة على الإطلاق، بالإضافة إلى أن ركلة الجزاء المحتسبة ضد ديانج لاعب المارد الأحمر غير صحيحة». واختتم توفيق حديثه: «على الفراعنة عدم الوقوع فى أخطاء قد يمكن تداركها لأن التحكيم لن يكون مميزًا فى كل مواجهة سيخوضها منتخب مصر خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية».