من على قائمة الإرهاب الأميركية؟ ليونارد بويل أصبحت قائمة مراقبة الإرهابيين المدمجة الموحدة التي تعدها الحكومة الفيدرالية الأميركية مسألةً محوريةً في الجدال والنقاش حول كيف يمكننا أن نؤمن وطننا على النحو الأفضل. وللأسف، ما زالت الأساطير والخرافات بشأن قائمة مراقبة الإرهابيين مستمرةً في الزيادة والتنامي في كل تقرير وكل حكي أو رواية ثانية أو بشكل آخر كم مرة سمعتَ ما يلي: أن هناك مليون إرهابي في قائمة مراقبة الإرهابيين المدمجة الموحدة! أن آلافا من الأميركيين يتم اعتقالهم ومعاملتهم بشكل غير مناسب يوميا بسبب أخطاء في قائمة المراقبة! هم (أي الأميركيين) ليسوا كذلك.. إن مناقشة وجدلا قويا بشأن أفضل سبيل للاستمرار في حماية أمتنا أمر حيوي، كما أن قائمة مراقبة الإرهابيين يجب أن تكون جزءا من ذلك النقاش. وبوصفي مديرا ل" مركز فحص الإرهابيين " الفيدرالي الأميركي، أعرض خمس حقائق لتذكرها بشأن قائمة مراقبة الإرهابيين المدمجة الموحدة التي تعدها الحكومة: - تساعد في محاربة الإرهاب.. وقد أورد "مكتب المحاسبة الحكومية"، وهو الذراع الحقيقي المستقل للكونجرس الأميركي، أورد في شهر أكتوبر أن مراجعته لمحصلات ونتائج مُستمدة من مواجهات لقائمة مراقبة الإرهابين تُظهِر أنها ساعدت في محاربة الإرهاب. وذكر تقرير "مكتب المحاسبة الحكومية" أن قائمة مراقبة الإرهابيين" ساعدت في عملية الفحص الفيدرالي وعلى مستوى الولاية والمحليات وحصول مسئولي تنفيذ القانون على المعلومات لاتخاذ القرارات المبنية على اطلاع ومعلومات أفضل عندما يصادفون فردا في القائمة فيما يتعلق بالتهديد الذي يشكله والاستجابة المناسبة أو العمل أو الإجراء الذي يُتخذ". - تعزز مشاطرة المعلومات.. خلال وقفة مرورية العام الماضي، استخدم ضابط شرطة في منطقة حضرية كبرى قائمة مراقبة الإرهابيين لتحديد ثلاثة موضوعات لتحقيقات عن الإرهاب قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي " في نفس السيارة. وكان الارتباط بينها غير معلوم مسبقا. وفي هذه الحالة فقط، تم الربط بين النقاط المهمة وتمت المشاركة في المعلومات الاستخبارية الحيوية عبر أجهزة فيدرالية ومحلية وتابعة للولايات. هناك أمثلة كثيرة مثل هذا المثال، والذي دفع "مكتب المحاسبة الحكومية" إلى ملاحظة أن قائمة مراقبة الإرهابيين" تعزز جهود مكافحة الإرهاب الأميركية " لأن المواجهات توفر الفرصة لجمع المعلومات والمشاركة فيها حول إرهابيين معروفين أو مشتبه بهم لدى وكالات وأجهزة تنفيذ القانون والدوائر الاستخباراتية". - تتم مراجعتها باستمرار للحد من إساءة تحديد الهويات أو تحديد هوية خاطئة، وبعيدا عن الشكاوى التقويم والإصلاح التي يمكن للمسافرين أن يقدموها، فإن "مركز فحص الإرهابيين" يجري مراجعات تأكيد الجودة على بيانات قائمة مراقبة الإرهابيين كل يوم. ولا تقدم دراسة قام بها "مكتب المحاسبة الحكومية "بعنوان" جهود المساعدة في الحد من الآثار العكسية على العامة" أية توصيات فيما يتعلق بصيانة وحفظ قائمة مراقبة الإرهابيين - وهو شيء نادر الحدوث جدا بالنسبة لمراجعي مكتب المحاسبة الحكومية" لأن الوكالات أو الأجهزة لديها مبادرات جارية لتحسين جودة البيانات والمعلومات، وتخفيض عدد الهويات المحددة خطأ أو تلافي آثارها، وتعزيز جهود التقويم والإصلاح". وأحد الأمثلة الحديثة هو "عملية مراجعة مواجهة الإرهابيين. ففي ظل هذه العملية، ستتم مراجعة سجلات الأفراد الذين لهم مواجهات متكررة مع قائمة مراقبة الإرهابيين تلقائيا من قبل "مركز فحص الإرهابيين" حتى إذا لم يتم تقديم شكوى للتقويم والتصحيح. وهذه المراجعة ستقيم ما إذا كانت السجلات ذات الصلة ما زالت جارية ودقيقة ومنضبطة وما إذا كانت المعلومات تسوغ تضمينا مستمرا في قائمة المراقبة. وهذا الجهد سيكون معينا مساعدا بشكل خاص لقطاعات من السكان يمكن أن تكون قلقة بشأن الأجهزة الحكومية المنخرطة والمتدخلة بشكل مباشر وقد لا تقدم شكوى للتقويم والتصحيح. - "سجلاته" ليست مثل "أفراده".. فالإرهابيون يعملون بجد للتملص والهروب من أمننا متعدد الإجراءات والمستويات، وكذلك استحداث هويات مزيفة وفيرة. ولمجابهة تلك الجهود، ينشئ المركز سجلا منفصلا لكل اسم مزعوم وتاريخ ميلاد وهمي ورخصة قيادة مزورة واسم مختلف مرتبط بفرد ما. وكنتيجة لذلك، فإن فردا واحدا يمكن أن يستحدث مئات من السجلات داخل قائمة مراقبة الإرهابيين المدمجة الموحدة. - يتفق حجمه مع التهديد. إنه عالم كبير. حتى النسبة المئوية الصغيرة من الناس المتورطين في أنشطة إرهابية يمكن أن تساوي أعدادا كبيرة. هناك أكثر قليلا من مليون سجل في قائمة الإرهاب، والتي تقترب تقريبا من 400.000 فرد. والأغلبية الغالبة من أولئك الأفراد ليسوا في الولاياتالمتحدة الأميركية حتى الآن - كما أن قائمة مراقبة الإرهابيين قد تم استحداثها للحفاظ على ذلك المنحى. ويبلغ عدد سكان الولاياتالمتحدة الأميركية 300 مليون نسمة. ومن بين الأفراد الموجودين في قائمة مراقبة الإرهابيين، هناك 95 % تقريبا ليسوا مواطنين أميركيين أو مقيمين بشكل قانوني؛ وعدد الأشخاص الأميركيين صغير جدا نسبيا. ويصدق نفس الشيء على الآخرين في قائمة مراقبة الإرهابيين - وهؤلاء الأفراد يتم استقطابهم من عبر أرجاء العالم ويمثلون نذرا يسيرا من أكثر من 6.6 مليار شخص على كوكب الأرض. إن قائمة مراقبة الإرهابيين تستمر في الزيادة والتنامي في الوقت الذي تتحسن فيه جهود تنفيذ القانون والاستخبارات ومشاطرة المعلومات وفي الوقت الذي تكون فيه الحكومة الأميركية قادرة على أن تحدد بشكل أفضل الإرهابيين المشتبه فيهم ووثائقهم الثبوتية المحددة لهوياتهم. من الصحيح والمفيد مناقشة التكتيكات المستخدمة للحفاظ على قائمة واحدة لإرهابيين معروفين أو أولئك المشتبه في صلتهم بنشاط إرهابي. ولكن الحقائق تبلور قضية مؤثرة بأن قائمة مراقبة الإرهابيين الفيدرالية المدمجة الموحدة هي مقوم وعنصر أساسي ناجح للأمن متعدد الإجراءات والمستويات الذي طبقته دولتنا بعد هجمات 11 من سبتمبر 2001. نشر في صحيفة " لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست " ونقل من صحيفة " الوطن العمانية " 20/7/2008