إفريقيا وازدواجية المعايير د. طارق الشيخ في تصفح للإنترنت لفت نظري مقال في الصحيفة الإلكترونية (افرو امريكان ريبورت) يتحدث عن ازدواجية المعايير الأمريكية تجاه ما أسمته الدكتاتوريات الافريقية . ويشير مقال حمل نفس العنوان الي أن ادارة الرئيس جورج بوش قد اصطفت دكتاتورية روبرت موغابي في زيمبابوي وكأنما كان موغابي هو الدكتاتور الوحيد علي وجه الأرض. وفي الواقع وفقا للمقال فقد تمتعت الولاياتالمتحدةالأمريكية بعلاقات جيدة مع سوازيلاند والكنغو والكاميرون وتوغو وتشاد وكوت دي فوار ورواندا والغابون ومصر وتونس ولم تكن من بينها دولة واحدة جرت فيها انتخابات ديمقراطية. ويشير الي التناقض الكبير الذي وقعت فيه السياسة الأمريكية تجاه القارة الافريقية والتي وقفت مشيدة بحكم الرئيس ثيودور أوبيانغ نغويما مباسوغو في غينيا الاستوائية. بينما هذا الرئيس قد قتل عمه من أجل السيطرة علي الحكم وأصبح أحد الأثرياء الكبار في القارة الافريقية مسيطرا علي معظم عائدات بلاده النفطية. وبلغ بالرئيس ثيودور انعدام الثقة في أهله وعشيرته فاستأجر حراسا شخصيين له ولأسرته من المغرب. ومايهمنا من هذا الحديث تأكيد الولاياتالمتحدة في كل مرة علي تمسكها بقضايا مبدأية مثل حقوق الانسان والانتخابات الحرة والديمقراطية والنزيهة باعتبار أن هذه معايير واشنطن في التعامل مع الحكومات في العالم. ومن ثم كانت انتقادات واشنطن والغرب عموما عنيفة للغاية تجاه موغابي. وبلا أدني شك فان موغابي يستحق كل ماطاله من انتقادات ولعنات ولكن ليس هنا القضية بل أن هذه المعايير المزدوجة في النظر الي هذه القضايا وماشابهها هي التي تجعل الدكتاتوريين يمضون في غيهم وفرض نظم قمعية لأن الغرب نفسه وأمريكا بشكل خاص تمنحهم الحماية والمساعدة غير المشروطة والتغاضي عن كل حماقاتهم وجرائمهم التي يرتكبونها ضد شعوبهم وفقا لتقربهم للغرب والولاياتالمتحدة . فما حاجتنا اليوم الي تضامن الشعب الأمريكي كما دعت لجنة الكونغرس للتضامن مع شعب زيمبابوي اذا ماغابت المبدأية هنا لتظهر هناك وفقا للمصالح الغربية . فالموقف المبدئي المستقيم والواضح هو المدخل الحاسم للقضاء علي الدكتاتوريات المتبقية في عالمنا والتي تاريخيا ترعرعت واسبغت عليها الحماية من ذات المطالبين لها اليوم بالرحيل وهنا المأساة. عن صحيفة الراية القطرية 12/7/2008