السؤال: يلجأ بعض الناس إلي حجز مكان معين بالمسجد ثم الجلوس في الخلف حتي يأتي الإمام مما يحرِّم المكان علي الناس وفي الوقت نفسه فهم لا ينتفعون بالمكان إلا عند الاقامة. مع العلم بأن الأحاديث توحي بأن الصحابة لم يفعلوا ذلك حيث قال النبي - صلي الله عليه وسلم - في الصف الأول "حتي لو لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا". وحديث أنس في صحيح البخاري أنه قال: "... حتي إذا قضيت الصلاة تبادروا إلي السواري" فما حكم حجز الأماكن في المساجد طبقا للشريعة؟ ** يجيب فضيلة الدكتور عبدالله ربيع - أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر - فيقول: حجز الأماكن في المساجد يراه بعض العلماء انه جائز من المطلق سواء كان الإنسان في المسجد أو خارجه وهذا هو المشهور عند الحنابلة في كتب الفقه انه يجوز للإنسان ان يحجز ومتي جاء دخل في مكانه ولكن الصحيح ان هذا حرام وانه لا يجوز ان يحجز لأنه بذلك يمنع غيره مما هو أحق به منه ولأن ذلك يؤدي إلي أن يتراخي هو أيضا في الحضور لأنه إذا اطمأن ان مكانه في الصف الأول تهاون ولم يأت إلا متأخراً ولانه يترتب عليه أحياناً ان يؤذي المصلين بتخطي رقابهم إذا لم يكن للمسجد مدخل من الأمام. أما إذا كان الإنسان في المسجد ويضع شيئاً يحجز به المكان فلا بأس في ذلك بشرط ألا يلزم منه التخطي لرقاب الناس وعلي هذا فاذا حجزت مكانا في الصف الأول ثم وصل الثاني إلي مكانك وحاذاه فانه يجب عليك أن تتقدم لئلا تتخطي رقاب الناس ما لم يكن للمسجد مدخل من الأمام تدخل منه. المصدر: مجلة "حريتي ".