الجزائر : صدرت عن منشورات البرزخ بالجزائر الترجمة العربية لرواية "كما يفعل في البحر الغريق" للروائي الراحل الصادق عيسات والتي كتبها باللغة الفرنسية، ترجمة إلياس تملالي. عن الرواية يقول بشير مفتي بجريدة "الحياة" اللندنية انها قصة شخص يسرد حكاية فشله مع نفسه، وقد قطع نهائياً علاقته بوطنه، وهي قصة شخص آخر يشبهه تماماً سيرمز اليه ب "د. ز" من نفس الطينة نفسها بالأحلام المكسورة عينها، فإذا كان البطل هو صاحب القلم فإن "د. ز" هو صاحب الكلمة. تبدأ الرواية من إخبارنا بما سيحدث "لقد مات جلول. غادر" د. ز". عثروا على جثة سيدي أحمد، ذهبت "سيان" و"حبيب" إلى محطة تزلج في الجبال. قبل أن تسكت نهائياً أضحى مذاق الجعة أكثر حلاوة في فمي، وبدل المقاومة قررت الاستسلام الى العناق"، ثم يأتي بعدها تدفق المشاعر والحكايات مع الشخصيات التي ستتقاطع في أمكنة مضغوطة، مغلقة كالملجأ، كالحانة، كساحات العامة، فهي تعيش هامشها فقط، وتستجيب لنداء حياة فارقتها، ولم يبق منها إلا خيالات واهية، وأحلام فاتها قطار الوصول إلى بّر الأمان. شخصيات الصادق عيسات من لحم ودم، لكنها تعيش على حافة النسيان، وفي طريقها الى توديع العالم تشعر أن زمنها انتهى حتماً. وتبدو الرواية بأكملها مثل نشيد رحيل أخير، رحلة النهاية الحتمية التي لن يبقى منها إلا أصداء الذكرى، موسيقى الجاز والشعبي الجزائري وأشعار بيسوّا، ومحمود درويش وأمكنة ضائعة، مجرد خيالات وأشباح، ولئلا تفقد الروح جدواها فهي ستسعى الى الحب مع «سيان» التي تطرق باب القلب من دون أن يتمكن من الفوز بها. سيبقى حبها رعشة فقط في زمن الجليد والموت، وقصتها خيالا يتغنى به الفؤاد والجسد في ليال أرقة وحزينة.