في ظل ظروف استثنائية تتمثل بانتفاضات العديد من شعوب العالم العربي ضد أنظمة الاستبداد المتأصلة في أكثر أقطاره منذ عقود مديدة..أعلنت القائمة الأولي للبوكر العربية والتي وصل إليها أربعة روائيين مصريين ومثلهم من لبنان وروائي من الأردن وسوريا والجزائروتونس وروائية من العراق إلي القائمة الطويلة للفائزين، يتم اختيار ست روايات للقائمة القصيرة وتكافأ كل رواية بمبلغ 10 آلاف دولار، يليها اختيار الرواية الفائزة التي يحصل صاحبها علي 50الف دولار أمريكي وترجمة روايته إلي اللغات الانجليزية والفرنسية والايطالية والألمانية. وقد رأينا عرضا لهذه الروايات الفائزة للوقوف معا أمام الرواية التي تستحق الجائزة.. وهي روايات »النبطي« ليوسف زيدان و»العاطل« للدكتور ناصر عراق و»عناق عند جسر بروكلين« للدكتور عز الدين فشير و»كائنات الحزن الليلية« للكاتب الصحفي محمد الرفاعي من مصر ورواية »سرمدة« للكاتب السوري فادي عزام و»تبليط البحر« للكاتب اللبناني رشيد الضعيف و»شريد المنازل« لجبور الدويهي، و»دمية النار« لبشير مفتي، و»نساء البساتين« لحبيب السالمي، و»تحت سماء كوبنهاجن« لحوراء النداوي، و»رحلة خير الدين« لإبراهيم زعرور ثم »دروزبلجراد« لربيع جابر. النبطي ويوسف زيدان رواية النبطي للدكتور يوسف زيدان الصادرة عن دار الشروق واحدة من الروايات التي وصلت إلي القائمة الأولي للاختيار وكان دكتور زيدان قد حصل علي هذه الجائزة من قبل عن روايته عزازيل أما رواية النبطي فهي تدور علي خلفية تاريخية متلاطمة من أحداث القرن السابع الميلادي. ويسعي يوسف زيدان في "النبطي" إلي تلمس الجوهر البسيط لما هو - فعلا - إنساني في محيط من القسوة واللا إنسانية في ذلك التاريخ كان الصراع علي أشده بين الإمبراطورية البيزنطية والفارسية. كانت المسيحية ممزقة بين مذاهبها التي تتصارع بلا هوادة، وكان الإسلام يتأهب لفتح العالم بلا تردد، واليهود مضطهدون أينما حلوا. وسط ذلك الصخب تسعي "النبطي" إلي كشف النقاب عن حقيقة الأنثي ممثلة في "ماريا" تلك الفتاة الفقيرة القبطية التي تعيش سنوات مراهقتها في مصر البيزنطية الفارسية. تولد "ماريا" في قرية علي ضفاف دلتا النيل، بعيدا عن تعقيدات الحياة في المدن الكبري، قبل أن تتنقل بين حيواتها الثلاث التي تُحدثنا عنها؛ في قريتها المصرية، ثم في رحلتها الصحراوية، وأخيرا في بلاد الأنباط التي كانت تفصل حينها بين الشام شمالا والصحراء العربية جنوبا، "ماريا" هي الراوية، تحكي لنا مرة بحكمة إدراك الأحداث بعد وقوعها، ومرة أخري باضطراب يورطنا معها لنفهم ما لم تفهم.. فتظل أنوثتها - رغم تلك الخلفية التاريخية والإنسانية الثرية - هي مناط الحدث وصانع ذروته. فكلما زادت روحها اضطرابًا، تذوي براءتها شيئا فشيئا لصالح التشكك والألم اللذين يصبغان تطورها كامرأة. وتسرد الرواية خفايا وأسرار الأنباط العرب كأصحاب حضارة وشعر، وقصة تلك العروس المصرية ماريا التي ذهبت إلي ارض الأنباط بعد زواجها من نبطي وعلاقاتها مع عائلته لتكتشف من خلال أم البنين وسلومة وسارة وعميرة عادات وتقاليد اجتماعية عربية مستمدة من الحضارة النبطية المنسية.وتعالج الرواية المغلفة بقراءة تاريخية، أحوال مصر إبان احتلال الفرس لمصر، وتتوقف علي محطات تاريخية عايشتها مصر تحت وطأة حروب متعاقبة خاضتها جيوش عربية وفرس ورومان ويهود، تم توظيفها فنيا لفترة بالغة الأهمية من تاريخ مصر والعرب. عناق عند جسر بروكلين "عناق عند جسر بروكلين" للروائي عز الدين شكري فشير والصادرة عن دار العين..تحكي قصة "سلمي" يوم بلوغها الواحدة والعشرين وهي في الطريق من واشنطن إلي نيويورك حيث ينتظرها جدها للاحتفال مع أقاربها المقيمين بالولايات المتحدة بعيد ميلادها. الجد درويش أستاذ تاريخ حاد الطبع يعيش بالولايات المتحدة منذ عقود، قرر حين علم بمرضه القاتل أن يعتزل حياته الجامعية وينتقل للحياة في شاليه منعزل يقضي فيه عامه الأخير. هو الذي أتي بسلمي من مصر كي يراها لمرة أخيرة، ويحتفل بعيد ميلادها ليري عددا من معارفه وأقاربه لتوديعهم ولتسوية شئونه الأخيرة معهم. عدنان، قريبه البعيد، يمر بواشنطن العاصمة ليسوي متعلقات أبيه المتوفي ويزور مدرسته الابتدائية ويواجه ذكريات طفولته القاسية كطفل مصري تربي في وسط أمريكي لا يرحم الغرباء. أبو سلمي، الطبيب لقمان الذي يقضي عاماً في أحد مستشفيات نيويورك، يستعد لحضور عيد ميلاد ابنته لكنه يلتقي بالصدفة مع ماريك الهولندية التي أحبها وأحبته عبر سبع سنوات، ويأخذه اللقاء لمعضلته وإياها التي فرقتهما في الماضي وتفرقهما الآن، لكنه أيضاً يلقي له بضوء جديد علي مشكلة قديمة. يوسف، خال سلمي، يحاول الوصول في الموعد الذي اتفق عليه مع أبيه للاستعداد للحفلة، الا أن موعدا مع زميلة سابقة واسترجاعه لتجربته المؤلمة في العمل الإنساني في دارفور تؤخره، كما هي العادة التي يقاومها ويلومه عليها أبوه في صراعهما القديم المكتوم. الشيخ داود، زوج خالة سلمي، يجلس في وسط القاعة التذكارية لضحايا أحداث 11 سبتمبر. هو الذي يعرف كل شيء عن هذه العملية، يستدعي تاريخاً طويلاً من الصراع بين "العرب" و"أمريكا". رباب، طالبة سابقة لدي درويش وصديقة أم سلمي المقربة (التي عادت لمصر واستقرت بها). هي المحامية المحنكة ذات الخبرة الواسعة في الدفاع عن حقوق العرب في أمريكا تجد نفسها بلا حول ولا قوة وقد انقطع بها السبيل في مطار كيندي. لكنها لا تيأس وتواصل المحاولة كي تصل عيد ميلاد سلمي ولو متأخرة. رامي، المترجم الذي عاش حياته يحمي حلمه الأمريكي يشاهد حلمه يتداعي نتيجة سلسلة من الأمور التي بدت شديدة العادية في بدايتها، ويواجه الحياة بعد الحلم. من خلال سرد قصص الشخصيات الرئيسية، وآخرهم سلمي التي فاتها القطار وتحاول الآن الوصول قبل منتصف الليل، نري أهل سلمي في دروبهم المختلفة داخل وحول نيويورك. دروب لا تصل بهم لغاياتهم لكنها تأخذهم لأماكن لم يحسبوا لها حساباً. يمرون دائماً بالماضي الذي يحمل في طياته الألم والحنين، وأشياء أخري يلاحظونها أو يتجاهلونها. "عناق عند جسر بروكلين" ليست مجرد رواية عن اللقاءات المعقدة بين الشرق والغرب، بل هي في المقام الأول رواية عن بشر في صراعهم مع ومن أجل الحياة. بشر عاديون يصارعون ذواتهم، وباختياراتهم وظروفهم يصنعون مأساتهم ويتعاملون معها كيفما استطاعوا. العاطل وأزمة الشباب رواية " العاطل" للروائي والكاتب الصحفي "ناصر عراق"، عن الدار المصرية اللبنانية يروي خلالها قصة شاب من الطبقة العريضة في الشعب المصري آلامه وأحلامه، معبرا في الكثير من التفاصيل التي يسردها واقع الكثير من الشباب الذي يتخرج من الجامعة ليصطدم في بداية حياته العملية بواقعه المهين وتدفعه البطالة للعمل بأعمال لا تتناسب مع مؤهله الدراسي، كبطل رواية ناصر عراق "محمد عبد القوي الزبال"، الذي يشير إلي مشكلاته التي قابلته في حياته بدءا من لقبه الذي جر عليه الكثير من الأزمات في صغره، ومرورا بالعديد من الأمور التي قابلته في حياته التي تقترب من الثلاثين إذ لم يعد يفصل بينه وبين الثلاثين سوي شهر واحد. "نعم... أنا لم أتمكن من تقبيل أي فتاة طوال حياتي، علي الرغم من أنني سأكمل ثلاثين عاماً بعد شهر واحد فقط من الآن"، بهذا الجملة بدأ بطل الرواية سرد حكايته وبها انتهت فصول الرواية والتي عنونها عراق بأبطال العمل الذي يخرج خلاله صوت واحد يحكي ويقلب دفاتر الماضي ليعبر عن حياته، ويدون ما قابله فيها من صعاب. ورغم أن بطل العمل والذي يتجه إلي التدوين وكتابة سيرته الذاتية في إطار روائي لم يقدر طيلة حياته أن يقرأ كتابا أو يوغل في قراءة رواية إلا أنه يتجه إلي الكتابة ليعبر من خلالها أزمته الجسدية والروحية، وهو ما يظهر في نهاية العمل الذي يظهر للقارئ في النهاية أن الشاب الذي يقف علي مشارف الثلاثين يعاني أزمة ذكورية، حالت بينه وبين زوجته بعد مرور ثلاثة شهور من زواجهما، أيقن بعدها ومن خلال مساعدة ابن خالته مرشده وموجهه الدائم، والذي فتح عينه علي العالم وعلي القضايا المختلفة من خلال علاقتهما الدائمة، وأحد الأصدقاء المقربين من ابن خالته. وتكمن أزمة محمد عبد القوي الأساسية في والده الذي كان سببا رئيسيا في أزمته النفسية فكرهه ولعنه وتمني موته، وحتي موته لم ينه الأمر،وهو ما تكشف عنه الرواية، من خلال الكثير من الأمور التي كان يقدم عليها والده حياله هو وإخوته الثلاثة وهو الأمر الذي لم تسلم منه أيضا والدته. ويجول بطل العمل بين مصر وأحد أحيائها الفقيرة البسيطة الفقيرة، وصولا إلي دولة الإمارات التي يذهب إليها بحثا عن لقمة العيش بعد أن ضاقت به أروقة الوطن وبعد أن اضطر للتخلي عن شهادته الجامعية وذهب للعمل بأحد المقاهي ليقدم المشروبات لرواد المقهي. شريد المنازل "شريد المنازل" رواية " الكاتب والروائي اللبناني جبور الدويهي"،يروي من خلالها حياة مدينة بيروت وموتها من خلال موت "نظام" بطل روايته قتلاً، في محاولة لوضع هذا العمل لا في مواجهة المدينة وحدها، بل أيضاً في مواجهة معانٍ وعلاقات أخري، وأحداث ضمها العمل الروائي. في هذا العمل يرسم "الدويهي" كتالوجاً للطوائف والجماعات والتناقضات التي وسّم بها المجتمع اللبناني، ويتطرق إلي علاقة الريف بالمدينة واتصال لبنان بالعالم الخارجي. يقول الكاتب عن عمله هذا "... حاولت أن استكشف فيها كيف يمكن لشاب من دون مزايا ولو إقتباساً عن عنوان رواية "روبير موزيل" الذائعة الصيت، لكن أيضاً من دون إنتماء ديني أو جغرافي مثبتْ وذلك لأسباب تتعلق بحياته العائلية وفصول طفولته الخاصة، كيف يمكنه أن يجتاز المدينة بمختلف وجوهها والنساء بتنوعهن وفورة الأفكار المثالية وكيف يواجه الانهيار المدوّي والمفاجئ للأمكنة التي كانت تؤدي وتشهد إقباله الفرح علي حياة اعتقد لوهلة أنها رائعة وفريدة وبمتناوله ومن حقه". "بكلام مباشر، أردت أن أبين كيف دمرّ شيئاً فشيئاً حيزاً عاماً للحياة والحب والأذواق والثقافة والتمتع الذي ساد بيروت الستينيات وبلغ ذروة تألقه في النصف الأول من السبعينيات، وهي ذروة تزامنت مع الانفجار كأنها تسبب به، حيّز من الجامعات والمقاهي والشوارع وجوهه المعاصرة (اليسارية الثورية والميول الفنية والثقافية الشائعة) وترتدي رداءه المديني (سلوك الحرية في القول والتجمع والعلاقات الخاصة) واعتقدت أن تغيير العالم من حولها مسار لا جدال فيه". دمية النار من الجزائر "دمية النار" هو عنوان الرواية التي صدرت حديثا للروائي الجزائري المعروف "بشير مفتي" يضعنا فيها الكاتب أمام تراجيديا حقيقية يفتح بها أقفالاً مغلقة في سراديب مظلمة عاشتها بلاده في سبعينيات وثمانينيات هذا القرن، حين التقي الروائي بطل روايته "السيد رضا شاوش" في العام 1985 عندما "حدث الانفجار الذي هزّ البلد بأكمله، وكان البطل قد أنهي لتوه دراسته الجامعية حينما بدأت تحدث الاغتيالات العجيبة في صفوف المثقفين، ثم راحت أخبار الانفجارات التي تقع في كل مكان من هذه الأرض. في هذه الرواية يترك الروائي البطل يتكلم عن سيرته الشخصية عندما يفاجئ بمخطوط يصله بعد عشر سنوات علي اختفاء "رضا شاوش" وانتهاء الحرب، أو توقفها لزمن معين يقول: حينما حمل لي البريد ظرفاً بداخله مخطوط مع رسالة قصيرة جاء فيها:عزيزي الروائي بشير م. يصلك هذا المخطوط وأنا ربما في عالم آخر، ليس بالضرورة الموت، وإن كنت لا أستبعد هذا، وفيه ما وعدتك به، المخطوط الذي كتبته تأريخاً لحياتي تلك (...) إنها قصتي أنا بكل حروفها السوداء، وأبجديتها الخارقة. إنها قصتي التي عشتها وتخيلتها، وإنها ذاكرتي التي صنعتها وصنعتني في نفس الوقت، وإنني لأتمني صادقاً أن تكتب اسمك في أعلي صفحاتها، وتنسبها لنفسك فتكون بالنسبة إليك كقصة خيال مروعة علي أن يراها الناس حقيقة مؤكدة.. مع أنني، من خلال ما عشت، لم أعد قادراً علي التفريق بين ما هو خيال وحقيقة، واقع وحلم.. شكراً لك علي التفهم، وداعاً.. رضا شاوش". يقول الروائي (...) تركت صوته يحكي قصته كما كتبها هو، وعلي لسانه، متمنياً أن يكون الرجل علي قيد الحياة، وأنه سيقرأ كتابه كما تركه بلا أي تغيير أو رتوش.. لا شك أن مضمون الرواية هو محاولة لاستنطاق الماضي.. صراع البشر أو بالأحري صراع الأقوياء، وعدم الجرأة علي مخالفة قانون الأمر الواقع الذي يقع تحت وطأته الضعفاء وكيف يتحول الإنسان إلي شخص آخر. يقول "رضا شاوش" فإذا بي أولد شخصاً آخر مليئاً بأشياء أخري، ودماء جديدة.. دماء آخرين امتص منهم روحهم، روحهم البريئة لأعيش، صرت الشر، ودمية الشر، صرت الشيطان، ودمية الشيطان، صرت تلك النار اللاهبة والمستعرة، النار الحارقة والمسعورة، صرت مثل دمية النار، تحرق من يمسكها. نساء البساتين في تونس عن دار الآداب اللبنانية صدرت رواية جديدة للكاتب التونسي الحبيب السالمي، بعنوان "نساء البساتين". تبدأ الأحداث عند زيارة الراوي المغترب في فرنسا، بلده تونس لقضاء إجازة مدتها 19 يوماً، بعد غياب استمر خمس سنوات. الراوي، مدرس التاريخ في إحدي الثانويات بباريس، يفاجأ بجو التناقض، والخوف الذي يعيشه الناس في وطنه، وحلم الهجرة الذي يسيطر علي الجميع، رجالا ونساء، بداية من النادل في المقهي، مروراً بصديق الراوي المعلم، وصولاً إلي ليلي المتزوجة والموظفة المستقرة، إذ تقول للراوي في أحد الحوارات: "تعبت من تونس الحياة صعبة هنا.. وتتصورين أن الحياة في فرنسا سهلة؟ إنها أصعب.. أعرف.. ولكنها أحلي، في تونس أحس أني مخنوقة.. ما أستطيع أن أتنفس.. كل الناس يراقبون بعضهم البعض، تونس صارت مثل جهنم..". تدور الرواية حول حياة أسرة متواضعة في أحد أحياء تونس تتدبر أمر عيشها اليومي من هذا العالم الصغير الذي تمتلك فيه المرأة حضورا قويا. وتتفتح الرواية علي عالم أكثر رحابة وثراء وتعقيدا، تتجلي فيه تناقضات الذات التونسية والعربية عموما وهشاشتها وشروخها، في مجتمع يتأرجح بين تقاليد دينية ثقيلة، وحداثة مربكة. ويقول المؤلف عن دلالة اسم روايته: ان- لفظة "البساتين" هي اسم الحي الذي تدور فيه أحداث الرواية، وفي الحقيقة الحي الذي أصفه في الرواية، وهو حي شعبي كبير معروف في مدينة تونس لا يحمل هذا الاسم وإنما اسما آخر، أحب اللعب علي الأسماء لكن شريطة أن يكون لهذا اللعب دلالة أي أن لا يكون لعبا مجانيا خاويا، اخترت هذه اللفظة لأن هناك أحياء كثيرة في عدة مدن تونسية تسمي "البساتين" أو أشياء من هذا القبيل مثل " الحدائق" و"الياسمين" و"الزهور"، وهي في مجملها أحياء شعبية فقيرة، بائسة لا شيء فيها يذكر بالياسمين أو الزهور. أما لفظة "نساء" فقد اخترتها في العنوان لأن النساء يمتلكن حضورا قويا في الرواية، وهذا أمر طبيعي للمكانة البارزة التي تحتلها المرأة في المجتمع التونسي. رحلة خير الدين العجيبة تسرد رواية (رحلة خير الدين بن زرد العجيبة) للكاتب الأردني إبراهيم زعرور والصادرة حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمان موضوعاتها في خليط بين الواقع والفانتازيا. التقط زعرور خيوط الرواية التي انتزعت مكانة لائقة لها ضمن القائمة الطويلة لمسابقة البوكر، من تلك الوقائع الصعبة التي تصادف شرائح بشرية في حراكهم اليومي المعتاد. يرسم الروائي زعرور شخصيته الرئيسة كباحث في التاريخ ليصعد من خلالها الأحداث ذات اللحظة الصادمة بغرائبيتها حين يجد نفسه أمام ثروة توقظ في داخله كوامن خوف وقلق وحيرة. تنجرف الرواية في الولوج إلي أحاسيس ومشاعر تسير علي حدي الواقع والخيال الروائي الخصب بغية تفجير وعي إنساني علي حافة صراع ينذر بتهديد كينونة الذات.