الحكومة الأفغانية تحذر الغرب إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم في صالح القاعدة وطالبان محيط - وكالات محتجون ضد الإساءة للرسول الكريم عواصم: حذرت الحكومة الأفغانية من أن إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في صحف دنماركية، وبث فيلم أعده السياسي الهولندي خيرت فيلدرز يتطاول فيه على القرآن الكريم والذات الإلهية، سوف يؤديان إلى زيادة أعداد المنضمين إلى تنظيم القاعدة وحركة طالبان. ومن المتوقع ان يعرض فيلدرز فيلمه في وقت لاحق من الشهر الجاري. وتتحسب الحكومة الهولندية لردود أفعال عنيفة بسبب الفيلم الذي ينتقد القرآن ويصفه بالفاشية، ورغم ذلك أكد رئيس الوزراء الهولندي إنه لن يطالب فيلدرز بمنع عرض الفيلم احتراما لحرية الرأي. ووصفت طالبان التي أطيح بها من السلطة عام 2001 ، الفيلم المقرر عرضه هذا الشهر وإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة بأنه يجيء ضمن "حرب صليبية" ضد المسلمين. وجاء تحذير الحكومة الأفغانية في الوقت الذي هدد فيه الآلاف من الطلبة الأفغان بشن هجمات على القوات الأجنبية في البلاد خلال تظاهرة نظموها بمدينة جلال آباد شرقي أفغانستان احتجاجا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وطالب المتظاهرون الحكومة بطرد القوات الدنماركية والهولندية العاملة في بلادهم بسبب "الإهانات" التي لحقت بالإسلام في هاتين الدولتين . وأحرق المحتجون الذين رددوا هتافات ضد الغرب، الأعلام الدنماركية والهولندية مطالبين بمحاكمة صاحب الرسوم والسياسي الذي يعتزم عرض فيلمه هذا الشهر. وكانت تظاهرات دامية جرت في أفغانستان في فبراير/ شباط 2006 احتجاجا على نشر صحف دنماركية هذه الرسوم الكاريكاتورية للمرة الأولى أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. الدنمارك وهولندا محتجون يحرقون علم الدنمارك كانت حوالي 17 صحيفة دنماركية قد أعادت الشهر الماضى نشر رسم من بين 12 رسما أثارت أعمال شغب فى كثير من البلدان الإسلامية فى عام 2006 إظهارا للتضامن مع الرسام بعدما اعتقل ثلاثة رجال للاشتباه فى تآمرهم على قتله. وفجر إعادة نشر الرسوم بركانا من الغضب في العديد من الدول الإسلامية، حيث خرجت المظاهرات احتجاجا وتنديدا بحكومات هذه الدول بسبب عدم تدخلها لمنع الإساءة للدين والمعتقدات الإسلامية، كما طالب الكثير من المنظمات الإسلامية والدعاة، بمقاطعة بضائعها في محاولة لإرغامها على احترام كل ما يمت للإسلام بصلة. في غضون ذلك، أعلن وزير خارجية الدنمارك بيير موللر، إن المقاطعة الإسلامية باتت تأخذ أبعادها وتأثيرها على البضائع الدنماركية ويتوقع أن تزداد أكثر مما كانت عليه منذ سنتين عندما قدرت خسائر الشركات الدنماركية بأكثر من 350 مليون دولار أي بنسبة 11% من الصادرات الدنماركية لدول إسلامية. وقال موللر، إن الوضع يتأزم رغم بطء المقاطعة ونراقب الوضع في العديد من الدول الإسلامية التي بدأت تنفيذ قرار المقاطعة وخاصة دول الخليج. وكان زعيم حزب الشعب الاشتراكي الدنماركي فيللي سفندال، قرر تنظيم مظاهرة تضم 100 ألف من الدنماركيين والمهاجرين ضد الجالية الإسلامية في البلاد بسبب رفضهم رسوم الكاريكاتير التي نشرها رسامون دانمركيون تجسد الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وخير سفندال مسلمي الدنمارك بين قبولهم ل "الديموقراطية الدنماركية" كما هي ووضعها قبل معتقداتهم الدينية وتقديم السياسة على الدين، أو "رحيل من لا تعجبه تلك المبادئ والقيم إلى الجحيم". وأعتبر عدد من السياسيين الدنماركيين المعتدلين أسلوب سفندال في مهاجمة المسلمين بأنه سيزيد الأطراف اليمينية في البلاد تطرفا ضد المسلمين، وسيغرق الدنمارك في معارك عنصرية شبيهة ب" الهولوكوست الذي نفذه هتلر ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية". أما في هولندا، فيلدرز فقد دأب زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني خيرت فيلدرز على مهاجمة الإسلام والمسلمين، حيث قال في تصريحات نشرت له مؤخرا: إن "الإسلام لا يستحق الاحترام، بل تجب محاربته بوصفه إيديولوجية فاشية غير متسامحة"، على حد زعمه، كما انتقد غير المسلمين الذين يتعاطفون مع المسلمين ويقضون مصالحهم. كما لم يسلم النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من لسان هذا السياسي الهولندي، حيث وصفه عليه السلام ب "الرجل الفظيع"، وتمنى لو يرمي بكتاب الله العزيز في القمامة، على حد ما ورد في بعض التصريحات الكثيرة المسيئة التي تبرز أحقاد هذا السياسي الهولندي تجاه الإسلام والمسلمين. وكان فيلدرز قد طالب بإصدار قرار حكومي بحظر القرآن الكريم ومصادرة تداوله أو بيع المصاحف على الأراضي الهولندية. وقال "إن هذا الكتاب (المصحف الشريف) كان يجب حظر تداوله أو ترويجه في هولندا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لأنه كتاب فاشي ذو تعاليم فاشية". وتمادى فيلدرز في تطرفه قائلا "يجب منع تداول القرآن أو قراءته في المساجد والمنازل، ومن يضبط بحوزته القرآن يجب أن تتم معاقبته، فمصادرته ستكون علامة وإشارة هولندية لرفض العنف بين المسلمين". وزعم فيلدرز بأن فيلمه الذي يصر على اذاعته هذا الشهر، سيكشف "كيف يحض القرآن على التعصب ضد النساء والمثليين وكيف يستغله المتشددون للتحريض على العنف"، وقال فيلدرز إنه سيسعى لعرض فيلمه، الذي لن يتجاوز زمن عرضه 10 دقائق، عبر إحدى القنوات التليفزيونية، وفي حالة رفض عرضه فسوف يبثه عبر شبكة الانترنت. ويقول مراقبون إن الفيلم الذي ينتجه فيلدرز، سيكون تكملة لفيلم "الخضوع" الذي أخرجه المخرج السينمائي الهولندي ثيو فان خوخ ، والذي وردت فيه مشاهد أجساد نساء عاريات، كتبت عليها آيات قرآنية، وبعد عرضه في التلفزيون بثلاثة أشهر استطاع شاب مغربي يدعى محمد بوييري أن يقتله، وحكم على بوييري بالسجن المؤبد، لكنه تقبل الحكم بهدوء لأنه جاء نتيجة دفاعه عن الإسلام.