خبير : "السلاح النووي" يحول دون تحول الركود إلى حرب عالمية رئيس الوزراء الروسي السابق يفجيني بريماكوف محيط – زينب مكي
في الوقت التي باتت فيه الأزمة العالمية ككرة الثلج التي اجتاحت العالم ولم تستثنى دولة ولا مؤسسة من آثارها، استبعد خبير دولي بارز الآراء المشيرة إلى أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية يمكن أن تفضي إلى اندلاع حرب عالمية "ثالثة" باعتبار أن الحرب مخرج الأزمة الاقتصادية كما كان حال الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ويقول يفغيني بريماكوف، وهو خبير دولي وكان رئيسا للحكومة الروسية في عام 1998 ومديرا لجهاز الاستخبارات الخارجية في وقت سابق، في صحيفة "ارغومينتي إي فاكتي" الروسية أن الركود العالمي الحالي لن يتحول إلى حرب لأنه يوجد الآن ما يمنع هذا التطور وهو "السلاح النووي" الذي لن يفلت منه مَنْ يشن الحرب.
ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية (نوفوستى) عن بريماكوف "فلم يكن هناك رادع كهذا عندما أشعل الإمبرياليون الطامحون باقتسام "كعكة المستعمرات" نار الحرب العالمية الأولى، وكذلك لم تر اليابان الطامحة باحتلال نصف العالم وهتلر الساعي إلى فرض سيطرته على أوروبا، رادعا يمنعهما من إشعال نار الحرب العالمية الثانية.
وعلى صعيد خسائر الأزمة المالية العالمية التي أجمع الخبراء أنها الأسوأ منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي وصف الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" الدكتور عبد الله سالم البدري العام 2008 بأنه الأسوأ منذ حصول الكساد الهائل الذي ضرب الاقتصاد العالمي إبان الحرب العالمية الثانية.
مبارك يحذر من زيادة معاناة الدول النامية وأكد البدري في التقرير السنوي 2008 لمنظمة أوبك أن العام الماضي تميز بأزمة مالية عالمية حادة أرغمت الاقتصاد العالمي على الركوع على ركبتيه، مشيرا إلى أن حدود الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم خلال النصف الثاني من العام 2008 يكمن تقييم آثارها عندما ينظر المرء إلى تداعياتها الهائلة وكيفية وقف الانهيار التام، حيث تشير التكهنات إلى أن الخسائر المالية الناجمة عن تلك الأزمة تجاوزت مبلغ 4 تريليونات دولار في حين تم وضع خطط وبرامج كبيرة للإنقاذ والتحفيز بلغت تكلفتها حوالي 2.2 تريليون دولار أي ما يعادل 3.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وعلى صعيد أخر حذر الرئيس المصري حسني مبارك من أن تؤدي سياسات وإجراءات الدول المتقدمة للخروج من الأزمة المالية العالمية إلي زيادة معاناة الدول النامية, مؤكدا ضرورة التعامل دون إبطاء مع تداعيات الأزمة علي الدول النامية, ودون ذلك سوف تؤدي الأزمة إلي مزيد من اتساع الفجوة بين الشمال والجنوب, وبين أغنياء العالم وفقرائه. ونبه مبارك ي كلمته أمام المنتدي الاقتصادي والمالي لمنطقة المتوسط في ميلانو الأسبوع الماضي ،بحسب صحيفة الأهرام المصرية ،إلي التداعيات السلبية الاقتصادية والاجتماعية لذلك علي ظواهر التطرف والهجرة غير الشرعية, والجريمة المنظمة, والاتجار بالبشر.