شهد الاقتصاد العالمى فى العام الماضى 2008، تفاوتات كثيرة فى أسعار النفط والذهب والمعادن النفيسة، وأيضا بورصات العالم المختلفة. واختتم العام أحداثه باندلاع الأزمة المالية العالمية، والتى يتوقع لها الخبراء الأكثر تفاؤلا أن تستمر مابين 18 شهرا إلى عامين، مما يجعل المراقبين ينظرون إلى العام الجديد بنوع من عدم التفاؤل نتيجة ماقد يواجه العالم من ركود اقتصادى يستدعى تكاتف المنظمات الاقتصادية مع دول العالم لتجنب تلك التداعيات التى تؤثر على مستويات النمو ومعدلات التشغيل وارتفاع مستويات الفقر. وفى هذا السياق، أشارت العديد من المؤشرات إلى هبوط سعر برميل النفط الأمريكى الخفيف بنسبة 54% على مدار تعاملات عام 2008 الماضى والتى تعد أكبر خسائر لها على الإطلاق وذلك نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية، علاوة على حالة الركود التى أصابت الاقتصاد الأمريكى وانتقلت عدواها إلى معظم دول العالم المتقدم والنامى على حد سواء. وأشار الخبراء إلى أن أسعار النفط قفزت خلال النصف الأول من العام الماضى بأكثر من 50 فى المائة لتسجل المستوى القياسى 147.27 دولار للبرميل فى 11 يوليو الماضي، فيما انخفضت الأسعار بنسبة 70% وذلك منذ تسجيلها أعلى مستوياتها. ولدى إقفال تعاملات الليلة الماضية بسوق نيويورك، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط (تسليم فبراير) بمقدار 5.57 دولار للبرميل لتنهى تعاملات العام عند مستوى 44.6 دولار للبرميل، وذلك عقب تراجعها إلى 36.94 دولار فى التعاملات المبكرة أمس. وقال خبراء إن أسعار النفط قفزت الليلة الماضية وذلك عقب أن جددت موسكو تهديدها لأوكرانيا بوقف إمدادات الغاز الطبيعى بسبب تراكم الديون المستحقة وهو ما يهدد بتأثر خط الإمداد الواصل لألمانيا وإيطاليا وباقى الدول الأوروبية. من جانبها، أعلنت أوكرانيا أنها ستسدد فى القريب العاجل ديونها إلى روسيا وأنه سيتم خلال الساعات القليلة القادمة تحويل1.5 مليار دولار مقابل وارداتها من الغاز الروسى فى شهرى نوفمبر وديسمبر.