بعد أن لامس سعر برميل النفط عتبة ال 140 دولارا، طالب وزراء مالية مجموعة الثماني من صندوق النقد الدولي بسرعة فتح تحقيق حول ارتفاع أسعار النفط القياسية. وقال مصدر في المجموعة إن البيان الختامي للاجتماع المنعقد في اوساكا في اليابان ناشد جميع الدول المنتجة لزيادة انتاجها والاستثمار لتعزيز قدرات التكرير. مضيفا بقوله دعو ايضا صندوق النقد الدولي والوكالة الدولية للطاقة للعمل مع السلطات الوطنية المختصة من اجل اجراء تحليل اضافي للعوامل الحقيقية والمالية التي تقف وراء القفزة الأخيرة لاسعار النفط وتقلباتها والانعكاسات على الاقتصاد العالمي. ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن الوزراء القول إن سوق النفط يمكن أن تكون اكثر فعالية من خلال اعتماد مزيد من الشفافية ومن خلال صدقية معلومات السوق وخصوصا المخزونات .. وحجم التدفقات المالية التي تدخل السوق في تلميح إلى المراهنات التي تعتبرها الدول المنتجة وبعض اعضاء مجموعة الثماني السبب الرئيس لارتفاع الأسعار. وافاد مصدر في مجموعة الثماني أن البيان الختامي لاجتماع اوساكا سيتضمن ايضا فقرة تدعو جميع الدول التي تدعم المحروقات بوقف هذا الدعم. وعلى صعيد متصل عزت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" مجددا أسباب استمرار الارتفاع القياسي بأسعار سلة خاماتها الى استمرار الانخفاض الشديد في قيمة الدولار امام العملات الرئيسية الاخرى وخصوصا اليورو. وقالت سكرتارية "أوبك" في تقريرها الدوري الذي يغطي الفترة ما بين منتصف شهر مايو الماضي ويونيو الجاري ان العوامل الجيوسياسية والنفسية الخارجة عن سيطرة المنظمة لا تزال تتحكم في ارتفاع اسعار النفط في السوق العالمية ووصولها الى مستويات قياسية. واشارت المنظمة في تقريرها إلى أن اضراب عمال القطاع النفطي في نيجيريا والاضطرابات التي حدثت في جنوب افريقيا فضلا عن ضعف الدولار اثر بشكل ملحوظ على التعاملات المالية في السوق النفطية العالمية وفاقم من حجم المضاربات وحالة القلق وعدم اليقين بشان مستقبل الامدادات النفطية في السوق العالمية. ولفت التقرير الذي نقلته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إلى ان السوق النفطية تعرضت خلال النصف الاول من الشهر الجاري لموجة من الضغوط والعوامل الخارجية من ابرزها الاعصار الذي ضرب منطقة المحيط الاطلسي وانخفاض مخزون الغاز الطبيعي فضلا عن تزايد التكهنات باحتمال نشوب نزاع في منطقة الشرق الاوسط. وفيما يتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي ذكر التقرير ان نمو الاقتصاد العالمي استقر عند معدل 3.9% على الرغم مما شهده الاقتصاد العالمي من تحسن خلال الربع الاول من العام الجاري مدعوما بتوقعات تفيد بان هناك زيادة في النمو في منطقة اليورو والولاياتالمتحدةواليابان تتراوح بحدود واحد و1.2 و1.7%. وفيما يتعلق بسلة خامات "أوبك" ذكر التقرير بان سعر سلة خاماتها ال 13 حقق رقما قياسيا هو الاعلى من نوعه منذ تاسيس المنظمة حيث استقر امس عند 129.77 دولار للبرميل. وحول انتاج الدول الاعضاء في المنظمة خلال ما تبقى من العام الجاري توقع التقرير ان يصل انتاج المنظمة إلى 31.8 مليون برميل في اليوم خلال النصف الثاني من العام الجاري أي بانخفاض قدره 130 الف برميل في اليوم مقارنة بالعام الماضي. وذكر التقرير ان المنظمة تضخ حاليا أكثر من الطلب المتوقع على نفطها مشيرا الى ان معدلات الانتاج الحالية مع امدادات اضافية من السعودية ستؤدي الى زيادة في المخزونات خلال الربع الثالث من العام الجاري. ولفت التقرير إلى أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 1.10 مليون برميل يوميا خلال العام الجاري اي اقل بمقدار 60 الف برميل يوميا عن التقديرات السابقة. كما توقع التقرير ان يرتفع حجم المعروض من الدول المنتجة من خارج (أوبك) بحدود 700 الف يرميل في اليوم ليستقر عند 50.1 مليون برميل في اليوم خلال النصف الثاني من العام الجاري. يذكر أن (اوبك) قررت خلال مؤتمرها الوزاري العادي في مارس الماضي الابقاء على الانتاج الحالي البالغ 29.600 مليون برميل يوميا دول تعديل باستثناء العراق التي لا تخضع لنظام الحصص الانتاجية بعد مبررة ذلك بوجود وفرة في الامدادات وبان ارتفاع الاسعار خارجة عن سيطرتها. وكان غالبية وزراء نفط المنظمة قد اجمعوا ان السوق النفطية ليست بحاجة الى امدادات جديدة خصوصا وان السوق النفطية مشبعة بالخام مؤكدين ان هناك عوامل جيوسياسية ونفسية اضافة الى المضاربات في السوق وضعف حالة المصافي في بعض الدول المستهلكة ولاسيما الولاياتالمتحدة تقف وراء ارتفاع الأسعار الذي وصل مستويات قياسية. من جانبه اعتبر وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري ان الكميات المعروضة من النفط في الاسواق العالمية كميات كافية. واضاف نوذري في تصريح اوردته وكالة الانباء الايرانية أن كميات النفط موجودة في الاسواق العالمية بما يكفي ولا مشكلة في مسألة المعروض من النفط وكلما كانت هناك حاجة في الاسواق العالمية فإن القدرة متوفرة ايضا لعرض كميات إضافية .. موضحا أن حجم انتاج أوبك من النفط هو على اساس حاجة السوق. واشار وزير النفط الإيراني إلى أن انتاج إيران من المواد البتروكيمياوية سيبلغ في نهاية العام الجاري 28 مليون طن وأن الخطة التنموية تقضي بأن تبلغ حصة إيران من الانتاج العالمي 6.5% في غضون العقدين القادمين.