فيينا: أكدت منظمة الدولة المصدرة للبترول "أوبك" أن سلة خامات الدول الأعضاء سجلت ارتفاعاً بلغ 6.7 دولاراً للبرميل الواحد أو نحو 10% حيث وصلت إلى معدل 71.35 دولاراً للبرميل الواحد وذلك خلال النصف الأخير من شهر أغسطس والنصف الأول من شهر سبتمبر الجاري. وعزّت منظمة الأوبك في تقريرها الشهري والذي يغطي كذلك الشهر الحالي عدة عوامل ساعدت على ارتفاع أسعار النفط الخام من بينها المؤشرات حول تحسن النمو الاقتصادي العالمي وعمليات السحب من المخزون التجاري الأميركي واستمرار تراجع القيمة الشرائية للدولار الأميركي إزاء العملات العالمية الأساسية وخاصة اليورو بالإضافة إلى حالة التقلبات التي لا تزال تسيطر على الأسواق وما يرافقها من مضاربات ووجود كميات كافية من الإمدادات النفطية وبما يزيد عن الطلب العالمي. وأكدت منظمة الأوبك في تقريرها الشهري أن أساسيات السوق لا تزال ضعيفة ولا سيما في ظل غياب دلائل قوية بشأن حصول انتعاش اقتصادي قوي خلال الفترة المتبقية من العام الحالي. وأوضحت الأمانة العامة للأوبك أن سعر سلة خامات الدول الاعضاء استقر الليلة الماضية عند اقفال البورصات العالمية المعنية بترتيب عقود تسليم النفط لشهر نوفمبر المقبل عند معدل 66.95 دولاراً للبرميل الواحد مقارنةً ب 66.47 دولاراً للبرميل الواحد في اليوم السابق. وقال التقرير الشهري للأوبك أن النمو الاقتصادي العالمي سيظل ضعيفاً حتى نهاية العام 2009 ولا سيما بعدما سجل تراجعاً بلغ " - 1.2 في المائة " في حين تشير توقعات الأوبك إلى احتمال أن يباشر النمو الاقتصادي العالمي تحسنه وارتفاعه بشكل تدريجي ليصل إلى معدل 2.5 في المائة وذلك نتيجة لتحسن مستوى أداء الاقتصادي العالم اعتباراً من الربع الأول من العام 2010 . ولم تستبعد منظمة الأوبك في تقريرها الشهري أن تشهد منطقة دولة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المؤلفة من 26 دولة تراجعاً في النمو الاقتصادي خلال الفترة المتبقية من العام الحالي إلى معدل " - 3.6 في المائة " في نهاية العام 2009 مقارنةّ ب " - 3.9 في المائة " قبل العودة إلى التعافي والنمو بمعدل 0.9 في المائة في العام 2010 . أما في البلدان النامية الكبيرة فإن النمو الاقتصادي في الصين حسب تقرير الأوبك بعد عمليات المراجعة فما زال يتراوح ما بين 7.2 في المائة و7.5 في المائة بينما ستحقق بلدان الدول النامية في آسياً نمواً اقتصادياً مهماً خلال العام 2010 قد يتراوح ما بين 3 و4 في المائة أما منطقة اليورو فقد ظهرت مؤشرات نحو حدوث انتعاش النمو الاقتصادي في بعض دول المنطقة وخاصة في ألمانيا وفرنسا. وتوقعت الأوبك في تقريرها الشهري أن يتراجع الطلب العالمي على النفط في نهاية العام 2009 بمعدل 1.6 مليون برميل في اليوم ليصل حجم اجمالي الاستهلاك العالمي إلى 84.1 مليون برميل في اليوم. وأكدت أن زيادة الطلب العالمي على النفط الخام سيزداد في العام 2010 بمعدل نصف مليون برميل في اليوم ليصل اجمالي الطلب العالمي على النفط إلى 84.6 مليون برميل في اليوم. وأوضح تقرير الأوبك أن انتاج الدول المنتجة للنفط من خارج الأوبك وصل في الربع الثالث من العام 2009 إلى 50.8 مليون برميل في اليوم أي بزيادة 340 ألف برميل في اليوم عن عام 2008 ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج هذه الدول إلى ما مجموعةه 51.2 مليون برميل في اليوم في العام 2010 . كما توقعت الأوبك أن يصل الطلب العالمي على سلة خامات الدول الأعضاء حتى نهاية العام 2009 إلى 28.5 مليون برميل في اليوم أي بانخفاض بلغ 2.3 مليون برميل في اليوم عن نفس الفترة من العام 2008 . ولم تستبعد الأوبك أن يتراجع الطلب العالمي على سلة خاماتها في العام 2010 إلى ما مجموعه 28.1 مليون برميل في اليوم أي بارتفاع 80 ألف برميل عن نفس الفترة من العام 2009 .