يوقع الروائي جمال ناجي في الأول من مارس المقبل روايته الجديدة "عندما تشيخ الذئاب" في مكتبة الديوان بالقاهرة بحضور كتاب مصريين وعرب. كما تلقى ناجي دعوة أخرى من اتيليه القاهرة للكتاب والفنانين الذي سيقيم ندوة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي لمناقشة تجربة ناجي الإبداعية في الرواية والقصة القصيرة. حيث سيشارك في هذه الندوة كتاب وفنانون مصريون وعرب ويديرها الناقد مدحت الجيار. ويتحدث ناجي خلالها عن المحطات المهمة في تجربته الروائية والقصصية بشكل عام. وفي رواية"عندما تشيخ الذئاب"بشكل خاص. وتأتي هاتان الدعوتان وفق صحيفة "الدستور" الأردنية في نطاق الاحتفاء المحلي والعربي بصدور رواية "عندما تشيخ الذئاب" التي استقبلتها الأوساط الأدبية والفنية باهتمام كبير بعد صدورها عن وزارة الثقافة الاردنية ضمن مشروع التفرغ الإبداعي. وتنحو هذه الرواية إلى تحليل ظواهر الحياة وتفاصيل السلوك الإنساني في جوانبه النفسية والروحية والسياسية والإجتماعية، وما يرافق هذه التفاصيل من تعقيدات وغرائب يعيشها العقل البشري الذي يتنكر لقيم البساطة والحب والصدق والاخلاص، ويحيل الإنسان إلى كائن لاهث وراء متطلبات الحياة المعاصرة، كما ترصد التفاعلات النفسية لشخوصها وتحولاتها الفكرية والذهنية التي اقتادت بعضها إلى نهايات مأساوية. أما من حيث الشكل الفني الذي استخدمه الكاتب في هذه الرواية، فقد لجأ إلى تقنية وجهة النظر الذي منح كل شخصية فيها سمات وخصائص تختلف عن الأخرى سواء من حيث اللغة ونكهتها أم من حيث البناء النفسي. وصف رئيس الوزراء الأردني الأسبق فيصل الفايز رواية عندما تشيخ الذئاب بأنها تشكل انعطافة في التجربة الروائية الأردنية بما فيها من دلالات وغوص في الشخصية الأردنية الإنسانية وقال إن الشعب الذي لا يوفر لمثقفيه سبل العيش لن يتذكره أو يذكره التاريخ. وقال في حفل توقيع الرواية بالأردن في منتصف شهر فبراير الجاري بالمركز الثقافي الملكي الأردني وفق فضائية "الجزيرة" القطرية: "وجدت من خلال قراءتي أن شخوصها تتحرك في أحياء متباينة .. تنبض بالحياة وتعبر عن مرحلة من مراحل التحول في مجتمعنا" مؤكدا أنه أمام عمل مميز يضاف لمسيرة أدبية حافلة "فجمال ناجي يمشي طريق شاعر الأردن مصطفى التل عرار الذي خاطب المهمشين ودافع عنهم ضد أصحاب السطوة". واعتبر الدكتور شكري الماضي أن الرواية تشكل علامة بارزة في مسار المؤلف وتساءل "هل تشيخ الذئاب فعلا؟ وهل تهدف لضخ الدماء فيما سمي بتيار الرواية الواقعية" وقال تتواتر الأسئلة مع القراءة والولوج لعالم النص الذي يتنفس أجواء القتامة والخديعة وانكسار الأحلام والتمزق الوجداني والإخفاقات. وقدم جمال ناجي شهادة بعنوان "خيبة الواعظين وكسوف المروضين" تساءل فيها عن ماذا لو امتلكت الذئاب عمرا وشبابا طويلا، وقال "بعد أن فرغت من كتابة الرواية تأملت شخوصها من جديد وتنبهت لوجود ثلاث خيبات بسبب الشخوص الأخرى وتبرمها وتمردها ففي الرواية حب محكوم بالمواعظ وشهوات وفتاوى تسبغ مشروعية على القتل والخيانة بينما وجد البعض في الاستقامة سذاجة والفقر لعنة يتوجب إقصاؤها حتى من الذاكرة، وأن الغواية فتنة وغالبية الشخصيات انتقلت من هوامش المجتمع لمركزه ووجدت نفسها مندفعة نحو صراعات أملتها مصالحها وقناعاتها". وختم حديثه بأن المدينة عندما تشتاق للحظة استرخاء، فإن ذئابها ترود شوارعها وأزقتها بحثا عن طرائدها المطمئنة الغافية. بدوره وصف الناقد الدكتور سليمان الأزرعي الرواية بأنها الأكثر مهنية ونجاحا وتعمقا في إدراك القوانين غير المنظورة التي تحرك المجتمع.