الرباط: صدرت عن منشورات الزمن ترجمة جديدة لرواية "الشيخ والبحر" لأرنست همنغواى قام بها الكاتب العراقى المقيم بالمغرب الدكتور على القاسمي. ووفقا لصحيفة "العرب" اللندنية تدور القصّة حول صيّاد كوبيّ مُتقدِّم فى العمر اسمه سنتياغو، أمضى 84 يوماً دون أن يستطيع اصطياد سمكة واحدة، فتركه الصبيّ الذى كان يُرافِقه لمساعدته ولتعلُّم المهنة. وعلى الرغم من أنّ بعض زملائه الصَّيَّادين راح يَسْخر منه وبعضهم الآخر أخذ يرثى له، فإنّه لم يفقد إيمانه بنفسه، بل ظلَّ واثقاً بقدراته، متشبّثاً بالأمل؛ يستيقظُ كلَّ صباح باكراً، فيحمل ساريته وشراعه وعدّته إلى مركبه الصغير، ويجذّف بعيداً فى مجرى خليج المكسيك بحثاً عن سمكةٍ كبيرة. وفى اليوم الخامس والثمانين، علِقت صنّارته بسمكةٍ ضخمة فاخرة، فظلَّ يُعالجها مدّةَ يومَيْن كاملَيْن حتّى استطاع أن يتغلّب عليها. ولمّا كانت تلك السمكة أطول من قاربه، فإنّه اضطرَّ إلى ربطها بجانب القارب وقَطرها معه إلى الشاطئ. بَيْدَ أنّ أسماك القرش تأخذ فى التقاطُر على القارب لِنَهْش لحم السمكة؛ فيدخل الصيّاد الشيخ فى قتالٍ ضارٍ غير متكافئٍ مع أسماك القرش حفاظاً على سمكته. وعندما وصل الشاطئَ لم يبق من السمكة سوى رأسِها الذى لا يؤكل وهيكلها العظميِّ الهائل. وهكذا يخسر المسكين معركته بصورة تُبذِر الحسرة فى القلب وتجذِّر الأسى فى الروح. ولكنّه سرعان ما يرتفع بشهامةٍ على خسارته متطلّعاً إلى مستقبل أفضل. ويُعدُّ أرنست همنغواى أشهر كاتب أمريكى فى القرن العشرين بلا منازع. كما تُعتبَر قصته " الشيخ والبحر" أعظم أعماله على الإطلاق. فعندما نشرت مجلة "لايف" الأمريكيّة هذه القصة فى عددها الصادر بتاريخ ا سبتمبر 1952 م، باعت منه أكثر من خمسة ملايين نسخة خلال يومَيْن فقط. وفى السنة التالية، 1953م، مُنِحَتْ أرفعُ جائزة أمريكيّة أدبيّة ، جائزة البولتسر، لإرنست همنغواى لقاء هذه القصة، وفى سنة 1954م، حاز إرنست همنغواى جائزة نوبل. وكان همنغواى يعيش مع زوجته الثالثة مارثا غلهورن بالقُرْب من هافانا فى كوبا ابتداء من سنة 1940م حتّى نجاح الثورة الكوبيَّة بقيادة فيدل كاسترو سنة 1959م. وكانت إحدى هواياته المُفضَّلة هى صيد السمك بمركبه الشِّراعى المُسمَّى "بيلار" واستخدم همنغواى صيّاداً كوبيّاً متقاعداً اسمه جورجيو فوينتس للعناية بمركبه الشِّراعيّ. وعندما مات همنغواى مُنتحِراً سنة 1961، بادر فوينتس إلى إهداء قارب همنغواى إلى الحكومة الكوبيّة. ويتّفق النُّقّاد على أنّ همنغواى صوّر بطل قصّة " الشيخ والبحر" على غرار الصياد فوينتس، أو أنه سمع القصة منه.