ندوة تقرأ أوراق طه حسين الخاصة

القاهرة: عقد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن سلسلة ندوات "كاتب وكتاب" ندوة خاصة عن كتاب "الأوراق الخاصة لطه حسين" الذى أصدرته دار الكتب والوثائق القومية المصرية فى مجلدين، وشارك فى الندوة كل من الدكتور محمد صابر عرب رئيس دار الكتب المصرية والدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة جامعات العالم الإسلامى، والدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ ورفيق طه حسين، والدكتور محمد السيد الدسوقي الذى كان يقرأ لطه حسين فى السنوات الثمانى الأخيرة من حياته.
أكد الدكتور صابر عرب - وفق جريدة "اليوم" السعودية - أن طه حسين يعد مشروعا ثقافيا متجددا يمكن قراءته لسنوات عديدة مقبلة، وأنه بعد نجاح تقديم الأوراق الخاصة لطه حسين فإن دار الكتب والوثائق المصرية بصدد إصدار الاوراق الخاصة للعقاد، حيث سيتم تجميع الكتابات المغمورة له فى الصحافة المصرية لتقديم صورة صادقة لهذا الجيل الذي قامت على عاتقه نهضة ثقافية مصرية وعربية خلال القرن الماضي.
وأشار إلى أن المشروع الثقافي لطه حسين يقبل الجدل والقراءة في كل عصر سواء من خلال معاركه الفكرية والثقافية أو كتبه وأعماله. وأوضح أن أوراق طه حسين الخاصة مودعة في دار الكتب المصرية قبل زوج ابنته أمينة من الدكتور محمد حسن الزيات، وأنه اكتشف أن أوراق طه حسين الخاصة تتنازعها جهات عديدة.
وأكد ضرورة قراءة هذه المقالات التى بدا طه حسين فيها مبدعا وكاتبا لينتهى به الأمر إلى أن يكون سياسيا واعيا، حيث تحتوى مقالاته فى السياسة أربعة أجزاء من الستة.
أما الدكتور جعفر عبدالسلام فقال - وفقا لنفس المصدر -: ان دار الكتب المصرية تحيي سيرة طه حسين بمجلداتها التى تصدرها عنه، وأشار إلى أن عبارة "التعليم كالماء والهواء" التى نحفظها جميعا عن ظهر قلب جاءت على لسان طه حسين، وهى جملة فى غاية الأهمية لأن طه حسين استطاع أن يؤسس العديد من الجامعات والمدارس والكليات، فقد أنشئت جامعة الإسكندرية علي يديه، كما كان صاحب فكرة إنشاء جامعة أسيوط.
وهناك عدة كتب قيمة له مثل "الوعد الحق"، "الأيام"، "على هامش السيرة"، و"مرآة الإسلام" وغيرها ترد على من يدعي أنه كان يميل إلى الثقافة الغربية.
أما الدكتور محمد الدسوقي فقد قال: أنه لمس جانبا انسانيا غريبا في طه حسين وهو ألمه الشديد من الكوارث الطبيعية كالفيضانات والحروب، وذكر أيضا أن فقراء كثيرين كانوا يطرقون بابه فلا يرد سائلا أبدا وكان يساعد أقاربه المحتاجين. وأوضح أنه لم يراجع أى كتاب له قبل طباعته إلا كتاب واحد فقط هو "مستقبل الثقافة العربية".
وأكد الدكتور أحمد زكريا أن طه حسين أثبت أن العمى ليس هو كف البصر، بل العمى هو عمى البصيرة بهموم الوطن .
وأشار إلى أن رسائل طه حسين كثيرة جدا وأن أولها رسالة من العقاد عام 1925م، وأن كل من قاموا بنشر رسائله قبل ذلك كانوا ينتقون الرسائل التى تخص المشاهير الذين راسلوه، بينما حرص مقدمو الكتاب الحديث على نشر الرسائل كاملة دون تمييز رسائل عن غيرها.