«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمدي نجاد .. رجل في قلب العاصفة
نشر في محيط يوم 07 - 08 - 2007


"أحمدي نجاد.. رجل في قلب العاصفة "

إنه رجل فرض العديد من التساؤلات .. ودائماً ما يثير وكر الدبابير .. ويتحدي الشيطان الأكبر .. فقد عرف أن العالم لا يسير وفق قوة المنطق، بل بمنطق القوة .. فقد ظلَّ لغزاً ليس لأنه يخفي معتقداته، بل لأنها بشكل كبير مثالية إلى حدٍّ مُدهش .. إنه نجاد "رجل في قلب العاصفة".
محيط - قراءة: هاني ضوَّه
بين أيدينا اليوم كتاب صدر عن دار الكتاب العربي بعنوان "أحمدي نجاد .. رجل في قلب العاصفة" لعادل الجوجري، وهو كتاب من ثمانية فصول. يتحدث المؤلف في الفصل الأول الذي جاء بعنوان "موعد مع العاصفة" عن أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ولد في بطن العاصفة، وكبر معها وكبرت معه حتي صارا صنوين، فمنذ تولية سده الحكم في طهران، في أغسطس 2005 وهو يطارد العواصف الواحدة تلو الأخري دون كلل أو ملل وهو يحظي بإعجاب الملايين في دول العالم الثالث خاصة كوبا وبوليفيا وفنزويلا والبرازيل وهندوراس، وباقي الشعوب الطواقة للتحرر من الهيمنة الأمريكية.
ولم تكن صدفة أن يجمع الرئيس أحمدي نجاد بين متناقضات عديدة، فهو أستاذ جامعي حاصل على درجة الدكتوراه، لكنه أصولي ملتزم تربي في مؤسسة آية الله الخميني ومزج بين الأصالة والمعاصرة في آن، كما مزج بين المرونة التي يتسم بها العقل الدبلوماسي الإيراني عبر التاريخ، وفي نفس الوقت يبدو متشدداً لاسيما في الأمور التي تتعلق بالعقيدة أو الكرامة أو ما يسمي ب "الإقتدار الإيراني"، وهو بذلك يختصر حضارة عمرها خمسة آلاف عام، وعراقة شعب يندر أن يوجد مثلة، فالعناد الإيراني فريد من نوعة، والشعب الذي يصنع سجادة في خمسة أعوام لن يمل من التفاوض حول سعرها خمس ساعات.
ويتسائل المؤلف في هذا الفصل عن ماذا أغري الشباب والناخبين في إيران على اختيار نجاد الذي شكَّل فوزه عاصفة محلية، وإقليمية ودولية؟، فقد جاء نجاد من فئة الشباب مفاجأة بكل المعايير، واكتسح الانتخابات وحصل على ثقة 17 مليون ناخب في مواجهة مرشح من الوزن الثقيل هو السيد هاشمي رفسنجاني.
ويجب المؤلف عن هذا التساؤل بأنه من المؤكد أن الإيرانيين عندما ذهبوا إلي المقرات الانتخابية لم يسقطوا مجرد اسم في صناديق الاقتراع، بل كانوا يختارون المنهج الذي يفضلونه، خاصة وأن نجاد كان قبل ترشيحة قد طبق رؤيتة كاملة عندما صار رئيساً للعاصمة طهران، وأثبت مصداقيتة لكل شعاراته، لذلك عندما اطلق على نفسه في الانتخابات لقب "خادم الشعب الإيراني"، صدقة الإيرانيون وعندما قال أنه سيقوم بكنس الشوارع وجد كلمته صدي في نفوس المواطنين، وصحيح أننا في بعض بلاد العرب لا نصدق مثل هذه العبارات الجميلة، ولكن في الحالة الإيارية الأمر مختلف خاصة عندما نعرف أن نجاد كان له سوابق عملية قرن فيها الأقوال بالأفعال، فقد نزل بالفعل إلي شوارع طهران وانضم إلي العمال الذين يكنسون الشوارع، لذلك فإن شعار حول "كنس الفساد" وجد طريقة بسرعة إلي قلوب الإيرانيين.
ويصف المؤلف كيف جاء نجاد من قريته في ضواحي طهران ليبدأ رحلته في محاربة الفساد والفاسدين مدعوماً بخلفية فكرية استمدها من فكر الثورة الإيرانية، فهو القائل "نحن لم نقم بالثورة لكي نحصل على الديمقراطية فقط"، فكان أول قراراته الداخلية هي عزل 130 سفيراً إيرانياً من مناصبهم، وإحالتهم للتحقيق بتهمة إرتكاب تجاوزات مالية وإدارية على مدي ال 16 عاماً الأخيرة.
وتحت عنوان "فشل عملية مخلب النسر" يري المؤلف أن المراقبون المحليون يقولون أن الرئيس الإيراني يسدد فاتورة وضعية خاصة تتمتع بها بلاده، تفرض بالضرورة على أي قائد أن يسددها، وهي وضعية الدولة التي تقع في منطقة صراع عالمى من أجل الطاقة الموجودة بوفرة في دول الخليج والعراق وإيران، وفي بحر قزوين وعدد من الجمهوريات الغسلامية السوفيتية السابقة.
ثم تعرض المؤلف لقصة عملية "مخلب النسر"، وذلك عندما قامت الإدارة الأمريكية بشن خملة أكاذيب ضد نجاد، حيث وصفتة بأنه كان واحداً من الطلبة الإيرانيين الذين شاركوا في احتلال مبني السفارة الامريكية في طهران في منتصف ثمانينات القرن الماضي في أعقاب الثورة الإسلامية، والإطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي آخر أباطر آل ساسان الذى كان موالياً لواشنطن، وذلك من خلال التنقيب في ملف احتلال السفارة الذي فشلت في تحرير رهائنها الكحتجزين داخلها بعملية "مخلب النسر" حيث أظهرت صورة لشاب إيراني يحمل شبهاً بعيداً عن اللرئيس أحمدي نجاد كس تبني فوقها ما شاءت من مزاعم واستنتاجات، على الرغم من أن ذلك لا يعد جريمة وقت ذاك على ضوء ما كانت تقوم به أمريكا في إيران، بل يعد شرفاً لكل من شارك فيها.
وكان أبسط ما تعرض له نجاد من هجوم وانتقادات في وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية هي إطلاق صفة المتشددد عليه، على الرغم من أن هناك 30 ألف يهودي إيراني يعيشون في إيران وتمتعون بكافة حقوق المواطنة دون أي مشاكل، ولديهم عدة صحف ولهم نائب في البرلمان، وتحمي حققهم أجهزة الدولة الإيرانية.
من هو نجاد ؟

يتعرض الكاتب عادل الجوجري بعد ذلك لسيرة نجاد فقد ولد المهندس محمود أحمدي نجاد في أسرة متدينة بالعاصمة عام 1956م، وتلقي تعليمه في المرحلة الأساسية بمدارس مدينة طهران؛ ثم التحق بكلية الهندسة جامعة العلم والصناعة (بلى تكنيك) بطهران ودرس في قسم العمارة وتخرج منها بتفوق، وحصل على الدكتوراه في الهندسة المعمارية، وعين مدرساً بالكلية وقدم العديد من الأبحاث خاصة خاصة في مجال النقل وهو المجال الذي يهتم به كثيراً.
أ ما عن نشاطة السياسي فيذكر المؤلف أن نجاد قد شارك في النشاط الثوري فترة دراستة بالجامعة، وانضم للجمعية الإسلامية للمهندسين، كما انضم لحرس الثورة الإسلامية واشترك في الحرب العراقية الإيرانية حتي حصل على لقب الفدائي (جانباز)، وأصبح عضواً في جمعية فدائي الثورة (جانبازان)؛ ثم أصبح مستشاراً لوزير الثاقفة والتعليم العالي في حكومة رفسنجانى، بعد ذلك أصبح رئيساً لمدينة أردبيل بمحافظة أزربجان الشرقية، حتي أصبح محافظاً لطهران آواخر التسعينات، ومنذ وصولة إلي هذا المنصب بدأ في التصدي لبعض المظاهر الاجتماعية والثقافية الغير إسلامية، وكان على رأسها العودة لفرض الزي الإسلامي الشرعي على النساء في الأماكن العامة، وضمان عدم الاختلاط في وسائل النقل وغيرها، منع الحفلات الماجنة، وحظر الحملات الإعلانية التي تروج للبضائع والأنماط الحيايته ذات الطابع الغربي.
واختتم الفصل الأول بعنوان "ماكينة الأكاذيب في واشنطن وفيينا" تعرض فيها
المؤلف لحملة الأكاذيب التي روجتها واشنطن وفيينا فور الإعلان عن فوز نجاد بغرض تشوية صورته أمام الرأي العام كانت الأولي في واشنطن حيث أعادت اتهاماتها عن تورط تجاد في أحداث احتجار الرهائن بمقر السفارة الأمريكية.
وكانت الثانية في فيينا فقد أعلنت وزارة الداخلية في النمسا في 5/7/2005م أن المحققين النمساويين فتحوا تحقيقاص فيما إذا كان نجاد متورطاً في اغتيال زعيم كردي عام 1989 في فيينا وأكد المتحدث الأمني باسم حزب الخضر النمساوي أن الرئيس أحمدي نجاد متورط في إغتيال الزعيم الكردي الإيراني المنفي المعارض عبدالرحمن قاسملو وإثنين آخرين من الأكراد المعارضين في فيينا، وقد رد المساعدين لنجاد على كلا الحملتين بأدله قاطعه تنفي ما يروجوه.
لماذا نجح؟
يتناول الفصل الثاني الإجابه عن عده تساؤلات أثارها المؤلف في سياق كلامه، حيث تسائل هل كان فوز نجاد مفاجأة؟ فقد تردد هذا السؤال ليس داخل إيران وحدها ولكن في دول عديدة بالعالم بعد فوز محمود أحمدي نجاد برئاسة الجمهورية، ويرجع هذا الفوز المفاجأة إلي كون نجاد لم يغير خطابة السياسي منذ عرف في إدارة العاصمة طهران، كما أنه يبدو قريباً من الجماهير، كذلك تمسكه بآرائه السياسية وصرامته المعهودة وعدم تقديم تنازلات خاصة في صراع إيران مع العالم الغربي بخصوص القضية النووية الإيرانية.
كما تعتبر الخبرات العسكرية لنجاد أحد أبرز العوامل في نجاحة، فهو يعتبر أول رئيس للجمهورية الإسلامية ذو خلفية عسكرية، وقد بدأ نجاد في تكوين قاعدته الشعبية عندما أصبح عمدة لطهران عام 2003م، حيث جلب معه للعمل مجموعات شابة، واستطاع معالجة كثير من القضايا، ومنح قروضاً بدون فائدة للمتزوجين حديثاً.
ويقول المؤلف أن هناك حقيقتان تميزان الرئيس نجاد:
الحقيقة الأولى: هو أنه أول رئيس للجمهورية الإسلامية يأتي من عائلة ريفية فقيرة ولا يرتبط برجل دين، فأبوه كان حداداً.
الحقيقة الثانية: وهي الأكثر أهمية، أن نجاد إسلامي صريح، بمعني أنه يصنف نفسه كأصولي ثورى.
وتحت عنوان "الرئيس السادس" يذكر المؤلف كيف حطت الدورة التاسعة لانتخابات رئاسة الجمهورية في إيران رحالها بنتائج أدهشت الداخل الإيراني وأذهلت الخارج، وجاءت متعاكسة مع منطق الزمن الذي قدر له أن يحكم إيران على مدى الجولات الانتخابية.
ويذكر المؤلف الخطوط العريضه التي مكننا من تحديد المعالم الإداريه والفكريه والإيدلوجيه التي استقي منها نجاد نهجة الرئاسي، وتتمثل تلك الخطوط في:
أولاً: سياستة في الإدارة:
فبالغرم من أن المهندس نجاد يعرض نوعاً جديداً من الإدارة، إلا أنه يعتبر من المتأثرين بمدرسة الشهيد محمد على رجائى رئيس الجمهورية الأسبق الذى اغتالته منظمة مجاهدى خلق في عملية تفجير مقر رئاسة الوزراء في طهران في 30/8/1981م.
ثانياً: مشاريعه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية:
حيث يؤكد نجاد على ضرورة الاستفادة من الثروة القومية بالصورة التى تجعل الجماهير يشعرون بوجودها، فالنفط ثروة قومية، وعندما يرتفع ثمنه يجب أن يشعر الناس بذلك في حياتهم ومعيشتهم ويفرحوا ويحتفلوا.
ثالثاً: البرنامج الانتخابي للرئيس نجاد:
فقد كان من بين أبرز ملامح حملة نجاد شعار مكافحة الفساد فهو معروف بتواضعه وبساطة عيشة، وعرف عن نفسة في موقعة على الإنترنت بتعبير "ماردوميار" أي "صديق الشعب"، وقد تردد أن نجاد لم ينفق أي أموال على حملته الانتخابية.
وتحت عنوان الثورة النجاديةيستعرض المؤلف العلامات الثلاثة الفارقة التي أخذت طريقها نحو إنشاء الدولة الحديثة، حيث كانت فتوي تحريم التبغ عام 1891م هي العلامة الفارقة في تاريخ إيران حيث كانت الأساس إلي قيام الثورة الدستورية 1906م.
وجاءت الثورة النجادية لتفتح آفاقاً جديدة لمستقبل الجمهورية الإسلامية في إيران، وتفجر مجدداً الطاقة الثورية المتدفقة للشعب الإيراني المتعطش لتثبيت دوره الثوري الإسلامي بشكل دائم، وذلك دون التراجع، ولو قدم عن أهدافه الاستراتيجية الطموح لجعل إيران دولة قادرة على الوقوف ضد الطوفان الامريكي الكاسح للمنطقة وموقفه الرافض لأي خضوع أو التراجع عن موقفة المتمسك ببرنامجه النووي ورفضه القاطع للاعتراف بالكيان الصهيوني، ومطالبته بشطب اسم الكيان الصهيوني من خارطة العالم، ويتسائل المؤلف في نهاية الفصل هل تحقق الثورة النجادية نجاحاً مثلما حققت الثورة الخومينية؟.
تحديات الداخل الإيراني والعالم
وجاء الفصل الثالث بعنوان طموحات الوطن وهموم الموطن ليرصد أهم التحديات الداخلية والخارجية التي واجهت نجاد خلال العام الاول من فترة رئاستة، وقد قسمهاالمؤلف إلي قسمين، القسم الأول: بعنوان "التحديات الداخلية وهموم الوطن"، فقد كان أمام الرئيس الإيراني مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، فتنوعت برامجة وسياساته الداخلية والخارجية تبعاً لما تواجهة إيران اليوم من تحديات، وعلى هذا فقد شعد العام 2005 - 2006 فصولاً من المواجهات الداخلية التي فرضت على نجاد أن يضع أطراً عامة وخاصة للخروج سالماً من هذه المواجهات، فقد اتبع نجاد برنامجاص سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً لتكون سياسة الحكومة مبنية على العدل والسلم والعيش المشترك، وفي السياسة الخارجية أعطي الأولولية للعدالة والسلام والتعايش وتوسيع العلاقات الثنائية النزيهة، مؤكداً على مواصلة المفاوضات النووية مع الاتحاد الأوربي كما أعرب عن رغبته في تطوير العلاقات مع الدول العربية والإسلامية.
كما ذكر الفصل صلاحيات كل من المرشد والرئيس للتعرف على العلاقة التي تربط بينهما، ولنعرف أين يقف نجاد من النظام السياسي الإيراني.
والمجتمع الإيراني مجتمع متجانس فعدد السكان يبلغ 70 مليون نسمة، وهي دولة متعددة الأعراق والأجناس والأديان واللغات بذلك يشبه السجادة العجمية الشهيرة إذ أنها تتكون من ألوان وأشكال عده، ففي إيران يسود الجنس الفارس حيث يمثلون أكثر من 60% من الإيرانيين، وهناك أيضاً الأكراد والأذريين وملايين من العرب، وهناك أقليات أخري مثل التركمان والبلوش والزردشت والأرمن والمسيحيين الأرثوذكس وحتي اليهود.
وعلى الرغم من تعدد الأقوام إلا أن المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي الإثني عشري (الجعفرى) الذي تدين به الأكثرية، وبالرغم من تعدد اللغات إلا أن اللغة الرسمية هي اللغة الفارسية.
وعن التحديات الداخلية التي واجهت نجاد منها التحديات الاقتصادية ومنافسة القطاع العام للخاص، كذلك التحديات الاجماعية مثل قضية الإلتزام بالحجاب الشرعي للنساء ومواكبة تطورات العصر مثل حق النساء في حضور الإحتفالات والمباريات الرياضية، فقد فاجأ نجاد الإيرانيات بتحقيق مطلب مهم لهن بعد ثلاثة أيام فقط، وطلب من المعنيين بالشؤون الرياضية وضع أطر تسمح للنساء بحضور المباريات مبدداً مخاوف المحافظين من عودة التحرر، حيث قال نجاد: "الإيرانيات محترمات، ولا حاجة لإجراءات قمعية لنشر ثقافة الحجاب".
وتحت عنوان عصابة المنفيين في الخارج ذكر المؤلف أن هناك العديد من المؤامرات من فصائل المعارضة الإيرانية المشبوهة في الخارج التي تحاول أن تسخن الجبهة الإيرانية لهدم النظام الإسلامي في إيران، وعلى الرغم من ذلك هناك معارضة شرعية داخل البلاد تحاول طرح رؤيتها للتنمية والتقدم أو ما يسمي بالإصلاحيون، وفرق سياسية أخري كانت في الحكم مثل خاتمي أو في المعارضة مثل رفسنجانى لكنها معارضة شريفة ونزيهة على العكس من التي في الخارج التي تربطها علاقة مع C I A فهي تبحث عن تحقيق مصالح شخصية مثلما في العراق.
وعن القسم الثاني: التحديات الخارجية فيعتبر الملف النووى الإيراني هو أهم الملفات والتحديات التي فرضت نفسها بقوة على مستوي السياسة الخارجيةفهو يرتبط بمدي صيرورة العلاقات بين إيران وأمريكا وأوروبا، كذلك الملف العراقي الخليجي التي تصدي نجاد لقضيتهافقد انعكس دور إيران وموقفها من إحتلال العراق على موقف واشنطن من الملف النووي فأصبح أقل حده عما كان عليه قبل الإحتلال.
نجاد والعرب
وعن علاقة نجاد بالعرب يتحدث الفصل الرابع وجذور هذه العلاقة منذ ما قبل الإسلام حيث كانت هناك علاقات عامة مباشرة بين إيران ووادى الرافدين ومنطقة الخليج، وبعد دخول الإسلام مروراً بالدولة الأموية والعباسية، ولعل عبارة الكاتب الجزائري محمد ديب التي تقول: "لا يبقى في الوادي - بعد السيل - إلا حجارته" تلخص إلي حد بعيد طبيعة هذه العلاقات الإيرانية - العربية، فقد عبرت هذه العلاقة بمراحل شد وجذب، لكن بقت حقيقة هامة هى أن هذه العلاقات عريقة، وتستند إلى أسس قوية للغاية، أهمها الإسلام الذى يوحد الأقطار، وكذلك الجغرافيا التى ربطتها منذ آلاف السنين، وهو ما صنع تاريخاً مشتركاً.
ومنذ وصول الرئيس أحمدى نجاد إلى الحكم في إيران "2005" ، والتوجهات السياسية الخارجية الإيرانية قائمة على مبدأ نزع فتيل التوتر وتطوير العلاقات مع كل دول العالم وفى مقدمتها الدول الإسلامية ، وعلى الأخص الدول العربية المجاورة .
كما تحدث الفصل عن أسباب توتر العلاقات الإيرانية-العربية منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979 وهناك من الأسباب السياسية والفكرية والحركية التى وقفت حائلا في كثير من الأحيان بين تواصل العلاقات السياسية الحميمة ما بين إيران من جانب وبعض الدول العربية من الجانب الآخر.
وتتمثل تلك الأسباب في بندين الأول هو ما يسمى بسياسة تصدير الثورة، والثاني الميليشيات المعروفة بالحرس الثورى الإيرانى، كما تعرض الفصل لمدي حقيقة تصدير الثورة والحرس الثورى التى تثير قلقاً لدى الكثير من البلدان العربية وبالخصوص مصر والأردن والتى ظهرت على السطح بقوة في الفترة الأخيرة بعدما اتهمت نيابة أمن الدولة العليا في مصر الحرس الثورى الإيرانى بتجنيد محمود دبوس المواطن المصرى من مدينة السويس لإرسال معلومات عن مصر والسعودية والإعداد للقيام بعمليات تخريبية في مصر والسعودية، وتناول الفصل الرابع أيضاً موقف الحكومات العربية من الملف النووي الإيراني بالتفصيل فبعض الدول اتخدت موقفاً محايداً، بينما اتخذ البعض الآخر موقفاً سلبياً.
عداء إسرائيل وأمريكا
أما الفصل الخامس وهو بعنوان "جبهة عالمية من فقراء العالم وثواره ضد الإمبريالية والهيمنة الأمريكية" فيتكلم عن علاقة دول عدم الانحياز بإيران فقد ذكر المؤلف أنها تؤيد إيران في برنامجها النووي، وفى هذا السياق نشطت الديبلوماسية الإيرانية تجاه كتلة عدم الانحياز لتفعيل دورها الدولى وجاء الرد سريعاً عندما أعلن ممثلو دول حركة عدم الانحياز في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأييدهم لإيران في المواجهة مع الغرب بشأن برنامجها النووى، وتحدث أيضاً بالتفصيل عن تفاعلات العلاقات الإيرانية - الفنزويلية، والتفاعلات الإيرانية الصينية،، بالإضافة إلي علاقة إيران بكلاً من كوريا الشمالية وروسيا ..
وعن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية تحدث الفصل السادس الذي بعنوان "ضد إسرائيل والحركة الصهيونية" فقد ترواحت العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية منذ الإعلان عن تكوين دولة الكيان الصهيونى ما بين الاعتراف والصداقة والتحالف في فترة حكم الشاه، وعدم الاعتراف والعداء والمواجهة في فترة ما بعد قيام الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخمينى في العام 1979، وطوال هاتين الفترتين كانت تلك العلاقات هى المحرك الرئيسى للسياسات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، فإيران الشاه كانت التابع الأمين للولايات المتحدة الأميركية، وبالتالى فإن صداقتها وتحالفها مع إسرائيل كانت النتيجة الإيجابية الطموح من قبل محمد رضا بهلوى للتقرب الدائم من أميركا، وعلى النقيض فإن إيران الثورة الإسلامية هى المعادى والمناهض الأكبر لأميركا في المنطقة، وبالتالى فإن عداوتها ومجابهتها لإسرائيل هى النتيجة الطبيعية من قبل القيادة الإسلامية الثورية في إيران لتوسيع الفجوة وزيادة المعارضة والمناهضة لأميركا، وعلى هذا النمط فقد سارت عجلة العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية مسرعة نحو العداء والمواجهة.
وتعرض الفصل أيضاً إلي الأزمات الإيرانية - الإسرائيلية المتبادلة ذا الباب موصدا، كذلك العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية بعد وصول نجاد إلي سدة الحكم فقد تواصلت الاتهامات المتبادلة ما بين النظام الإيرانى ونظام الكيان الصهيونى منذ مجىء الرئيس أحمدى نجاد حيث اتسمت من الجانب الايرانى بالقوة والحسم والمباشرة السياسية.

ومن الجانب الصهيونى جاءت تصريحات قادتهم إرهابية متطرفة للغاية إلى حد التهديد باغتيال الرئيس نجاد، هذا إلى جانب التهديدات المستمرة بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن المثير في هذا المحور أن الخطاب السياسى الإيرانى لم يقع أبدا في زلة لسان واحدة من نوعية "زلة لسان بوش".
وعن الهولوكوست ونهاية إسرائيل ذكر الفصل السادس أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أصدر بيانا يوم 28/10/2005 ادان فيه التصريحات المنسوبة إلى الرئيس الإيرانى، والتى قال فيها إنه "يجب إزالة إسرائيل من خريطة العالم"، ونفي وجود أسطورة الهولوكوست، وقد جاء ذلك بعد ان استنكرت العديد من الدول والمنظمات الدولية تلك التصريحات.
وتناول الفصل أيضاً محاولة الصهاينة بتلفيق وتندليس الحقائق، فقاموا بترويج الأكاذيب والادعاءات الباطلة ضد إيران والرئيس نجاد، فى محاولة منهم لزعزعة الاستقرار الإيرانى الداخلى ولاستجداء التأييد الغربى لمحاولاتهم التلويح بالقوة فى وجه إيران واعتماد خططهم لضرب طهران، فقاموا على سبيل المثال بتوجيه اتهامات ظالمة وغير حقيقية ومفبركة لنجاد بالاتصال بأحد أكبر المطلوبين عالمياً لضرب مصالح غربية، كما قام الصهاينة أيضاً ببث أكذوبة اضطهاد الرئيس نجاد لليهود فى إيران فى محاولة منهم لزعزعة الجبهة الداخلية الإيرانية أملاً فى تحقيق مخططاتهم الصهيونية الشيطانية.كما ذكر الفصل رؤية المؤلف حول مستقبل العلاقات.
وفي الفصل السابع الذ بعنوان "الشيطان الأكبر" يعتقد المؤلف أن علاقات التوتر بين أميركا وإيران لم تبدأ مع وصول الرئيس أحمدى نجاد إلى سدة الحكم، ومواقفه الثورية التى تجاوبت وعبرت عن الطموحات الشعبية الإيرانية، وأن الولايات المتحدة تدرك تمام الإدراك أن معركتها ليست مع إيران كدولة وإنما مع ما تجسده وبالتالى مع التحالف الذى تشكل إيران نواته الصلبة، أى التحالف الإيرانى السورى المدعوم من جانب المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبنانى.
كما استعرض الشروط أميركية - إيرانية المتبادلة لتحسين العلاقات حيث تضع الولايات المتحدة أربعة شروط أساسية لتطبيع العلاقات مع إيران تتمثل في:
1- عدم معارضة مسيرة السلام فى الشرق الأوسط واعتراف إيران رسميا بالنظام الصهيونى.
2- امتناع إيران عن دعم الجماعات الفلسطينية واللبنانية المناضلة مثل الجهاد الإسلامى وحماس، وكذلك جماعة حزب الله فى لبنان.
3- وقف أى مسعى لإنتاج أسلحة الدمار الشامل.
4- احترام حقوق الإنسان حيث يعد احترام حقوق الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية وحقوق المرأة من أهم الادعاءات المطروحة بحق إيران.
وقد وضعت إيران (فى المقابل) عددا من الشروط لبدء محادثات تطبيع العلاقات بين البلدين أهمها ما يلى :
1- إلغاء كافة صور المقاطعة المفروضة على إيران.
2- الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة فى البنوك الأوروبية والأميركية.
3- التخلى عن السياسات التعسفية التى طبقت على إيران على مدى سنوات طويلة.
4- عدم التدخل فى الشئون الداخلية الإيرانية تحت أى مسمى.
5- الاعتذار رسميا عن السياسات الخاطئة التى ألحقت أضرارا بالشعب الإيرانى على مدى السنوات الماضية.
ويستعرض أيضاً العقوبات الأميركية الفاشلة على إيران، ويُرجع الكاتب فشلها إلي إمتلاك إيران لمقومات ومصادر تجعلها لا تتأثر بتلك العقوبات، فإيران تعتمد أساساً على النفط الذى يمثل نحو 85 فى المئة من صادراتها، كما تمتلك ثانى احتياطى نفطى وغازي فى المنطقة، فضلاَ عن قاعدة صناعية لافتة خصوصاً فى التصنيع العسكرى وصناعة السيارات والبتروكيماويات والسجاد والصناعات اليدوية والمواد المعدنية ، وتنتج بعض الحاصلات الزراعية التى تستهلك محليا إلى جانب التصدير.
وتعتقد طهران أن في إمكانها الصمود فى وجه أية عقوبات متوقعة إذ تمتلك قاعدة متنوعة للمنتجات الاستهلاكية الأساسية تغنيها عن الأستيراد من الخارج، كما تحتفظ بجبهة داخلية متماسكة إلى حد كبير ومؤمنة بحقها فى امتلاك التقنية النووية السلمية ورافضة للضغوط الخارجية، كما تعتمد إيران فى شكل كبير على التمويل الخارجى لعدد من مشروعاتها ، إذ ينمو قطاعا صناعة السيارات وبناء السفن بوتيرة أسرع من قدرة البنوك المحلية على ملاحقتهما، وأهداف التحرش الأميركى بإيران.
ويتوقع المؤلف أن الحرب على إيران ستكون عام 2007 أو بعدها فيبدو أن الملف الإيرانى يمر بنفس المراحل وتكتيكات الملف العراقى فى التناول الأميركى لخلفيات وتطورات الموضوع، فها هو العراق قد وقع فريسة العدوان والاحتلال الأميركى بعد أكثر من خمس سنوات من الشد والجذب والتهديد والوعيد وإعداد سيناريوهات الحرب وما بعد الحرب ، وذلك بدءا من إقرار الكونجرس الأميركى لقانون (حرية العراق) فى عام 1998 أثناء تولى الرئيس السابق بيل كلينتون ، لتدور بعدها عجلة الحرب من ضربات جوية محدودة ثم جاءت أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 لتوجد المبرر الموضوعى لأميركا لتتهم العراق بالإرهاب ثم اتهامها بامتلاك أسلحة دمار شامل، وتدخل القضية فى نفق قرارات مجلس الأمن لتنتهى خارج مجلس الأمن بتشكيل أميركا لتحالفها لاحتلال العراق، وهو الأمر الذى مر عليه ثلاث سنوات، ليغلق ملف العراق، ويفتح ملف إيران التى بدأت أميركا تهديدها، وتصعيد المواجهة معها قبل احتلال العراق، وجاء الاحتلال ليزيد من هذا التصعيد قوة وتبريرا فى ظل الدعاوى الأميركية ضد إيران بإنها تمول جماعات العنف فى العراق، وذلك فى نفس الوقت الذى صعدت فيه أميركا ومعها بريطانيا وألمانيا وفرنسا تهديداتها لإيران لكى تتوقف عن برنامجها النووى، وهو الأمر الآخذ فى التصاعد اليوم تلو الآخر، وصولاً لأخذ الملف الإيرانى برمته إلى مجلس الأمن وإقرار الكونجرس لقانون حرية إيران، وهى نفس خطوات السيناريو العراقى تقريبا !!
وفى هذا السياق أقدم أحد المؤرخين ويدعى نيال فيرجسون أستاذ التاريخ بجامعة هارفارد على كتابة مقال بصحيفة (الصنداى تليجراف) البريطانية، وضع فيه تصوراً لما يمكن أن تؤدى إليه الأزمة الإيرانية النووية الحالية مع الغرب.
كما ذكر المؤلف العناصر التى ستؤدى إلى تفجير تلك الحرب الضروس، فقد قسمها فيرجسون إلى عده عناصر مختلفة.
نووي إيران يرهب العالم
أما الفصل الثامن والأخير فجاء بعنوان "العاصفة النووية"وتسائل فيه المؤلف هل يمكن إطلاق القول بأن إيران يمكن أن تقود العالم الإسلامى بمشروع نووى حقيقى متكامل صناعى وعسكرى قادر على تحرير الخوف والضعف من جنبات هذا العالم ؟ حيث حاول المؤلف الإجابة على هذا السؤال من خلال عده عناوين فرعية مثل أعضاء النادي النووي، هل تحتاج إيران لإنتاج سلاح نووي؟، نجاد يرفض مقايضة الذهب بالحلوي، نجاد يهاجم الغزو الثقافي الأوروبي وغيرها من العناوين.
ويختتم المؤلف الفصل الثامن بفضيحة CIA وقصة الجاسوس الروسى ففى كتاب (حالة حرب .. التاريخ السرى ل C.I.A وإدارة بوش) للصحافى الأميركى جيمس ريزان الذى تتهمه إدارة بوش بالخيانة وبالاستهانة بالأمن القومى الأميركى ، وفى الوقت الذى لم تكذب فيه ما جاء فى كتابه ، كشف ريزان عن (عملية مارلين) التى أعدتها وكالة الاستخبارات الأميركية وأقرتها الإدارة الأميركية والتى كانت تقوم على فكرة إرسال مهندس ذرة روسى إلى الإيرانيين لتزويدهم برسومات مزورة (مفبركة) لصنع القنبلة النووية لتعيدهم عشر سنوات إلى الوراء ، لكن المشكلة قد انفجرت عندما اكتشف المهندس الروسى أخطاء الرسومات وحذر الإيرانيين وأسهم فى دفع برنامجهم النووى إلى الأمام على عكس ما كان مطلوبا منه!!
وفى شهر فبراير 2000 وصلت إلى طهران تلك الرسومات وخطاب التحذير المرسل من المهندس الروسى ، لتتلقى إيران بذلك المخططات والرسومات هدية من C.I.A والتى يمكن الاستفادة منها فى معرفة كيفية بناء نظام التفجير للقنبلة النووية .
وفي نهاية الكتاب يجد القارئ العديد من الوثائق والشهادات المهمة جداً التي تهم الباحث في الشؤون الإيرانية، كذلك ألبوم للصور المتعلقة بنجاد.
تجدر الإشارة إلي أن كتاب رجل في قلب العاصفة قد حقق الرقم الأعلى في مبيعات الكتب السياسية والتي تشهد عادة كساداً نظرا لعدم الثقة بها، وذلك في معرض دمشق السنوي للكتاب لعام 2006م.
وبشكل إجمالي فقد حاول عادل الجوجري في كتابة الإجابة على عدد من الأسئلة من خلال الوثائق والشهادات والتحليل السياسي الموضوعي، والمحايد حول مسيرة رجل - كما يقول الناشر- حظي باهتمام، وحب، وتقدير ملايين البشر في العالم الثالث، وبخاصة في العالم الإسلامي، ربما لأنه رجل قال (نعم) للوطن، فأصبح قادراً أن يقول (لا) للأجنبي المتغطرس، وربما لأنه أدرك قوانين الجغرافيا والتاريخ التي تحكم بلاده في محيطها الإقليمي، فالجغرافيا ليس أن تجلس فوق الجبل، وتقطف عطراً، قد يحتمل الأمر أن تقطف الصواريخ والطائرات والقنابل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.