أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الخميس في كلمة ألقاها في طهران في إطار مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية الحادية والثلاثين للثورة الإيرانية أن بلاده أتمت إنتاج الدفعة الأولى من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% وباتت "قوة نووية عظمى". وحسب قوله، فإن إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 80% غير أنه لا يرى "ضرورة" للإقدام على مثل هذه الخطوة. وأضاف نجاد أن إيران تنوي زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5%. ويذكر أن مسيرات جماهيرية حاشدة بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لانتصار الثورة في إيران انطلقت صباح اليوم الخميس (11-2)، وبشكل متزامن في 818 مدينة و4000 قرية في إيران. وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن الفعاليات الاحتفالية المكرسة للذكرى السنوية الحادية والثلاثين لانتصار الثورة الإيرانية بدأت صباح اليوم في طهران بمسيرات حاشدة تتجه عبر سبعة شوارع رئيسية نحو ساحة الحرية (ميدان آزادي ) في العاصمة .
أعداء إيران ويشارك المواطنون من مختلف التوجهات في مسيرات يوم الحادي عشر من فبراير في ظل دعوات وجهتها جميع الشخصيات السياسية والأحزاب والمؤسسات والتنظيمات في إيران، رافعين لافتات كتب عليها شعارات "الاستقلال، والحرية"، و"الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".
وكشف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم في كلمة أن بلاده أنتجت أول شحنة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%.
وقال أمام حشد ضخم في طهران إن إيران ستزيد إنتاجها من اليوارنيوم المخصب إلى ثلاثة أمثال في المستقبل القريب، وإن لديها القدرة على إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة نقاء أعلى كثيرا في منشأة "ناتانز".
ومعلوم أن الغرب كان قد حذر إيران من أن أي أنشطة إيرانية جديدة في مجال تخصيب اليورانيوم قد تعرض هذا البلد إلى مزيد من العقوبات الدولية.
وشدد نجاد على أن "أعداء إيران" يستغلون مسألتي البرنامج النووي والحريات ذريعتين يخفون وراءهما أهدافهم الحقيقية، كما أكد أن العقوبات لن تثني إيران وأنها ماضية في التقدم نحو العلم والتقنية "وكل يوم لدينا اكتشاف علمي جديد".
وقال الرئيس الإيراني في كلمته إن أنشطة بلاده في المجال النووي لا تهدف لإنتاج قنبلة نووية وإن كل الوقود النووي الإيراني ينتج ويخزن تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
القنبلة النووية ووجه نجاد كلامه للغرب في الاحتفال الذي أقيم في ساحة "آزادي"، الحرية، قائلا "إذا أردنا أن نصنع قنبلة نووية لدينا الشجاعة الكافية لإعلان ذلك على الملأ ولا نخشاكم".
وأشار إلى أنه لا يرغب في الزج ببلاده في أي تحد "لكن الشعب الإيراني سيصمد أمام كل القوى المتسلطة في العالم".
ودعا الرئيس الإيراني الغرب إلى الاعتراف بأن هدفه الحقيقي هو الهيمنة على المنطقة.
وقال نجاد إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أضاع عددا من الفرص وهو يسير في طريق مخالف لمصالح الشعب الأمريكي، مشيرا إلى أنه خاضع لهيمنة وتأثيرات الصهاينة "معدومي الثقافة".
الأهداف الحقيقية للغرب كما اتهم نجاد الخميس الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه "يضيع الفرص" ويخدم اسرائيل الراغبة بمهاجمته ايران.
وقال احمدي نجاد "للاسف فان الامل في التغيير يتحول الان سريعا الى يأس".
واضاف "اوباما يحبط الجميع. انه للاسف يضيع فرصا ولا يتحرك بشكل صحيح ويسير في طريق يتعارض مع مصالحه الشخصية ومصالح الشعب الاميركي, ويخدم رغبة الصهاينة".
كما شن الرئيس الايراني هجوما عنيفا على الكيان الصهيونى, الذي لا تعترف طهران بوجوده, متوقعا له من جديد "انهيارا قريبا".
وندد ب"احتلال فلسطين وقيام النظام الصهيوني المجرم" وكذلك ب"الدعم التام المقدم من بعض الدول والمسؤولين الغربيين" الذين اتهمهم ب"فرض نظام مشئوم على المنطقة".
وقال الرئيس الإيراني ان "الصهيونية ستنهار قريبا" مضيفا ان القوى الغربية "تريد الهيمنة على المنطقة لكن الشعب الإيراني لن يسمح بذلك".
التصدى للكيان الصهيونى وكانت هيئة الإذاعة الإيرانية "إيريب"، قد قالت إن "الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أبلغ نظيره السوري بشار الأسد بأنه يجب التصدي لإسرائيل والقضاء عليها إذا شنت هجوما عسكريا في المنطقة".
وقال نجاد في حديث هاتفي مع الأسد مساء أمس الأربعاء "لدينا معلومات يعتمد عليها بأن النظام الصهيوني يبحث عن طريقة لتعويض هزائمه المخزية من أبناء غزة وحزب الله اللبناني".
ومضى يقول إن "النظام الصهيوني إذا كرر أخطاءه وبدأ عملية عسكرية، فيجب التصدي له بكل قوة لوضع نهاية له إلى الأبد".
وأضاف نجاد، الذي كثيرا ما كان يتوقع الزوال الوشيك للدولة الصهيونية، أن إيران ستظل في صف شعوب المنطقة، بما في ذلك سوريا ولبنان وفلسطين.
وتقول إيران، التي لا تعترف بالكيان الصهيونى، إنها سترد بقوة على أي هجوم تتعرض له منشآتها النووية، التي تقول إنها تعمل في إطار برنامج سلمي للطاقة، ويشتبه الغرب في أنها تسعى من ورائه لامتلاك أسلحة نووية.
وقد أبدى الكيان الصهيونى في المقابل رغبة كبيرة في ضرب إيران عسكريا لتفادي حصولها على السلاح النووي، كما هدد وزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان سوريا قبل أيام بهزيمة ساحقة، وهدد الأسد بأنه سيخسر السلطة في أي صراع جديد مع الكيان الصهيونى.
وكان الآلاف من مؤيدى الحكومة الإيرانية قد خرجوا اليوم الى الشوارع للاحتفال بذكري الثورة الإيرانية فيما وقعت مصادمات بين الشرطة وعدد من الإصلاحيين وتم اعتقال نجل الزعيم الإصلاحي المعارض ومرشح الرئاسة السابق مهدى كروبى وكذلك زهراء إسراقى حفيدة الإمام الخميني.
وتطرق نجاد كذلك إلى الوضع في العراق، حيث حذر مما اعتبره مساعي غربية لإعادة فرض البعثيين على الشعب العراقي عبر السماح لهم بخوض الانتخابات.
مضاعفة الانتاج وقال أحمدي نجاد إن "رئيس هيئة الطاقة الذرية أبلغني أن الشحنة الأولى من الوقود المخصب بنسبة 20% أنتجت وسلمت إلى علمائنا". وتساءل "لماذ يعتقدون (الغربيون) أن نسبة 20% يطرح مشكلة؟". وأضاف "لدينا حاليا القدرة على تخصيب اليورانيوم بأكثر من نسبة 20% وحتى أكثر من 80%، لكننا لن نفعل لأننا لسنا في حاجة لذلك"، مؤكدا في الوقت نفسه أكثر من مرة أثناء خطابه أن إيران "لا تريد القنبلة الذرية".
وأضاف "ننتج يوميا في نطنز بضعة كيلوجرامات من اليورانيوم (المخصب بنسبة 3.5%) ونخزنها لكننا، قريبا سنضاعف إنتاجنا اليوم ثلاث مرات" دون تقديم أرقام. وتنتج إيران نحو 70 كيلوجراما شهريا في نطنز وجمعت في نهاية 2009 مخزونا يزيد عن 1800 كليوجرام وفقا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتواجه إيران احتمال تشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها لرفضها وقف نشاطات التخصيب التي تشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأنها تهدف إلى حيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران.
وبدأت إيران الثلاثاء الماضي عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة نطنز (وسط إيران) مبررة ذلك بجمود المباحثات مع مجموعة الست (الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) بشأن تزويدها بالوقود المخصب بنسبة 20% اللازم لمفاعل طهران للأبحاث الطبية.
عقوبات أمريكية وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أربع شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني، وعلى رئيس قطاع الإنشاءات في الحرس الثوري، في جهود أمريكية غربية مكثفة لفرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.
وتأتي هذه الخطوة توسيعا لعقوبات سابقة ضد الحرس الثوري ومؤسسة خاتم الأنبياء التابعة له والمتخصصة في الإنشاءات. وتحظر العقوبات الجديدة إبرام صفقات أمريكية مع هذه الشركات الإيرانية وتهدف إلى تجميد أي أصول لها موجودة تحت الولاية القانونية الأمريكية.
وقالت وزارة الخزانة إن مؤسسة خاتم الأنبياء التابعة للحرس الثوري تعمل في إنشاء شوارع وطرق سريعة وأنفاق وأنابيب ومشاريع مياه وتستخدم الأرباح التي تجنيها في دعم البرامج النووية والصاروخية الإيرانية وكذلك ما سمتها الأنشطة الإرهابية.
وزعم ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة لشئون الإرهاب والمخابرات المالية في بيان إن مؤسسة الحرس الثوري الإيرانية تعزز سيطرتها على مساحات كبيرة من الاقتصاد الإيراني عبر التخفي وراء شركات مثل خاتم الأنبياء والشركات التابعة لها من أجل إبقاء صلات مهمة بالعالم الخارجي، معتبرا أن الخطوة الجديدة ستساعد الشركات في مختلف أنحاء العالم على تجنب التعامل التجاري الذي يفيد في نهاية الأمر مؤسسة الحرس الثوري الإيراني وأنشطتها الخطرة.
ويمثل هذا التحرك من جانب وزارة الخزانة تصعيدا لجهود سابقة استهدفت شركات معينة تدعم التطوير النووي وتكنولوجيا الصواريخ.
والشركات التابعة التي أدرجت على القائمة السوداء الخاصة بوزارة الخزانة هي معهد فاطر للهندسة ومعهد "إيمينسازن" للاستشارات الهندسية ومعهد "مكين" ومعهد "راهاب"، وأدرج على القائمة أيضا اسم رستم قاسمي الجنرال في الحرس الثوري ورئيس مؤسسة خاتم الأنبياء.
وتأتي عقوبات وزارة الخزانة بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن حملة جديدة لفرض عقوبات دولية على إيران تسير للأمام بسرعة كبيرة وستكتمل خلال أسابيع.
وقالت طهران في مطلع الأسبوع إنها ستخصب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20% التي تعد خطوة أساسية نحو إنتاج مواد تدخل في صناعة الأسلحة النووية.