أسعد هيكل استمعت باهتمام إلي فتاه مصريه ثائرة في العشرينات من عمرها تتحدث بمنتهي الاحترام و الأدب إلي الدكتور عبد الجليل مصطفي منسق الجمعية الوطنية للتغيير و تقول له يا دكتور اكتب عن خطيبي مقال عشان الناس تعرف بقضيته فهو مظلوم مقيد الحرية الآن خلف جدران السجون ، قلت في نفسي أي فتاه هذه في مثل هذا العمر تطالب بالحرية لرجل مسجون ؟ و أي رجل هذا يكون ؟ و قبل أن يدفعني الفضول إلي معرفة من تكون هذه الفتاه الثائرة و من يكون هذا الرجل المسجون قلت في نفسي أيا ما كان هو يكون اسمه أو قضيته و أيا ما كانت هي فلطالما في مصر شباب علي هذا القدر من الوفاء و الإخلاص فان القادم أفضل بإذن الله مما مضي . إن قضيه الشاب المحبوس أيها السيدات و السادة انه احد شباب مصر الأحرار الذين قادوا ثوره فاجأت العالم و أبهرته ، و أطاحت برأس نظام فاسد كان يمتلك كل أدوات القهر و الظلم علي مدار حوالي ثلاثون عاما في ثماني عشر يوما فقط ، شباب قال عنهم الرئيس الأمريكي بارك اوباما في لحظه صدق تاريخيه " يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر " ، هكذا تمني رئيس اكبر و اقوي دوله في العالم أن يربي شباب دولته ليكونوا مثل شباب مصر ، شباب مصر الذي أدهش العالم اجمع بسلمية ثورته و أدائها و نبل أهدافها . حين كانت تتحدث الفتاه إلي الدكتور عبد الجليل شردت بذهني للحظات و قلت في نفسي تري كم فتاه و كم أم و كم أخت في مصر الآن تتطلع إلي الحرية لخطيبها ؟ أو لشقيقها ؟ أو لابنها ؟ أو لزوجها ؟ ، إن عدد من اعتقلهم نظام المخلوع مبارك عقب تنحيه وصل إلي نحو اثني عشر ألف من شباب مصر صدرت ضدهم أحكام عسكريه بإقرار و بيان رسمي صدر من القضاء العسكري منذ بضعه أشهر مضت ، لازال منهم خلف جدران السجون نحو خمسة ألاف شاب رهن الاعتقال ، إنها جريمة بكافة المقاييس الانسانيه و التاريخية ليس فقط في حق هؤلاء الشباب الذين ضربوا أروع المثل في التضحية بدمائهم الغالية وأرواحهم الثائرة الطاهرة في سبيل مستقبل أفضل لهذا الوطن ، بل هي جريمة في حق هذه الثورة و هذا الوطن. إن هذه الفتاه لا تمثل نفسها و لا تطالب بالحرية لخطيبها فقط ، إن هذه الفتاه و خطيبها يمثلان جيلا جديدا ثائراً مخلصا ، لا يطالب لنفسه بقدر ما يطالب لكل أبناء هذا الوطن بالعيش و الحرية و العدالة الاجتماعية . الحرية لخطيب الفتاه المصرية الثائرة ، الحرية لشقيق الفتاه المصرية ، الحرية لزوج المرآة المصرية ، الحرية لابن الأم المصرية ، الحرية لأحمد دومه ، الحرية لكل المصريين .