عاد إلى أفغانستان أمس الأحد، الزعيم الاوزبكى المنفى إلى الخارج، الجنرال عبد الرشيد دستم، الذى يمكن لأنصاره أن يقلبوا موازين انتخابات الرئاسة الأفغانية، التى تجرى فى نهاية هذا الأسبوع، بعد أن منحته الحكومة الضوء الأخضر. وكان أنصار دستم، الذين أعطوه نسبة 10 فى المئة فى انتخابات عام 2004، هددوا بسحب تأييدهم للرئيس حامد كرزاى فى انتخابات 20 أغسطس الجاري، إذا لم يتم السماح للجنرال الشيوعى السابق بالعودة. وتوضح استطلاعات الرأي، أن كرزاى مازال يتصدر المرشحين، لكن ليس بنسبة كافية لتفادى جولة إعادة ضد أقوى منافسيه، وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله. ومن المنتظر أن تنتهى الحملة الانتخابية الأفغانية، عند منتصف ليل اليوم الاثنين، قبل أيام من الاقتراع الذى يجرى يوم الخميس، وخرج مؤيدو المرشحين الرئيسيين بالآلاف إلى الشوارع أمس الأحد، فى آخر أنشطة الدعاية الانتخابية. ويعتبر الاقتراع المرتقب، أول اختبار حقيقى للاستراتيجية الجديدة، التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وشدد فيها على أن أفغانستان هى بؤرة التركيز الرئيسية لحكومته، وأرسل أكثر من 30 ألف جندى إضافى إلى أفغانستان خلال العام الحالي، فى اطار استراتيجية التصعيد. وشنت التعزيزات الأمريكية أكبر هجوم فى هذه الحرب على قوات طالبان، إلى جانب القوات البريطانية، التى تعرضت فى الشهر الماضى لأسوأ خسائر لها على أرض المعركة، منذ جيل كامل. ويتطلب فوز كرزاى بالرئاسة الأفغانية من الجولة الأولى، الحصول على أكثر من 50 فى المئة من الأصوات، حتى لا يضطر لخوض جولة إعادة أمام صاحب المركز الثاني، من بين 35 مرشحا، ويشير محللون إلى إمكانية أن تشهد الجولة الثانية توحد خصوم كرزاى خلف منافس واحد. ويوصف دستم بأنه سياسى محنك وصانع الزعماء السياسيين، وهو يعيش فى تركيا منذ العام الماضي، بعد أن أنهت الحكومة الأفغانية الإقامة الجبرية التى فرضت عليه بسبب القتال مع منافس،ولم يتضح ما إذا كان نفى دستم قسريا أم اختياريا، لكن بيان الحكومة ذكر اليوم الأحد، أنه لا يوجد سند قانونى يمنعه من العودة، بينما قال سيد نور الله مساعد الجنرال السابق، إنه وصل إلى كابول مساء الأحد. وكان دستم عضوا رئيسيا فى التحالف الذى أطاح بحركة طالبان من الحكم فى عام 2001، لكنه كان يواجه اتهامات بشكل متكرر من قبل جماعات حقوق الانسان، بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، خاصة فيما يتعلق بالسماح بمذبحة لعدة آلاف من سجناء طالبان.