دعا كاتب مصري على صحيفة الجارديان البريطانية القوى العلمانية في بلاده الى تذكير المواطنين بوحدة الشارع المصري خلف شعار "الدين لله والوطن للجميع" خلال معركته ضد الاستعمار والملكية، من أجل توسيع المطالبة بالاصلاحات الديمقراطية في البلاد. وتتزامن هذه الدعوة مع نداء كان وجهه المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وزعيم جبهة المعارضة في مصر محمد البرادعي على صفحته الخاصة في موقع فيسبوك يدعو فيه إلى الإصلاح في مصر. ووجه البرادعي رسالة مصورة تحث جميع المصريين على الانضمام إلى المجموعة الجديدة التي شكلها وتحمل اسم الرابطة الوطنية من أجل التغيير.
وكتب المحلل اسامة دياب في صحيفة الجارديان "ان انتشار النزعة الدينية في مصر ترافق مع العولمة مع ما تحمله هذه العملية من انتشار قيم كونية حقوق الانسان التي بات العديد من المصريين يؤمنون بها وهذا بحد ذاته يمثل تناقضا وخلافا كبيرا بين القوى السياسية الليبرالية من جهة والدينية من جهة اخرى ويمنعها من ايجاد ارضية مشتركة." وأضاف دياب "ان اغلبية المصريين العاديين المتدينين لديهم نظرة سلبية نحو العلمانية ويعتقدون انها تتجسد فيما قام به مصطفى كمال اتاتورك عند اقامة الجمهورية التركية وموقفه المعادي للدين وبل هناك من يعتقد انها تعني الالحاد ولا يعلمون انها تعني فصل الدين عن الدولة." وفي المقابل هناك شرائح واسعة من المجتمع المصري رغم تدينها ترفض وصول الاخوان المسلمين الى الحكم حتى عبر وسائل ديمقراطية بسبب خوفها من امكانية سيطرة حكم ديني شمولي متطرف على مصر. ولكن في نهاية المطاف فإنه بالنسبة لدياب والكثير من المحللين في مصر فإن الخلافات الايديولوجية والفكرية بين أهم التيارات السياسية المعارضة في مصر، مثل الاخوان المسلمين والناصريين والليبراليين، قد لا تمنعها من التوحد الآن تحت شعار واحد هو "العداء لمبارك"، على حد تعبير دياب. ودعى دياب على صحيفة الجارديان البريطانية التيارات العلمانية في بلاده الى التوجه الى المواطن المصري العادي وتذكيره بوحدة الشارع المصري خلف شعار "الدين لله والوطن للجميع" خلال معركته ضد الاستعمار والملكية في النصف الاول من القرن الماضي.