«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأكيدات بأن خلع مبارك للجاكيت والكرافت ليس هو التغيير المطلوب.. وتساؤل حول قدرة مبارك على إصلاح ما أفسده طوال 24 عاما في 6 سنوات ؟.. وإشارة إلى أن مصر رقصت علي السلالم لا هي برلمانية ولا هي رئاسية.. ودعوة لربط المشاركة بالانتخابات بتلبية مطالب القضاة
نشر في المصريون يوم 21 - 08 - 2005

يبدو أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس مبارك في حديقة الأزهر ، ودشن به حملته الانتخابية ، ما زال يحظى باهتمام صحافة القاهرة ، التي شهدت اليوم هجوما عنيفا على الخطاب وعلى مسئولي الحملة الانتخابية لمبارك ، فالبعض لفت إلى أن إخراج الخطاب جاء سيئا للغاية ، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك لم يتراجع عن مواقفه المعتادة ، بينما ذهب البعض الآخر للتشكيك في الوعود التي أطلقها مبارك خلال الخطاب ، لافتا إلى أن الرئيس أطلق عشرات الوعود منذ وصوله للسلطة قبل 24 عاما ولم ينفذ منها أي شيء . البعض الآخر ، لاحظ أن الرئيس مبارك بدا خلال الخطاب شاحبا ومرتبكا وأن مظاهر الشيخوخة بدت واضحة عليه ، كما لاحظ أن حديث مبارك عن المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر يعد بمثابة إشارة إلى التمهيد لتوريث الحكم لنجله الأصغر جمال . الانتقادات امتدت لتشمل الحملة الانتخابية للدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد ، حيث رأي البعض في شعار " اتخنقنا " هجوما حادا على الرئيس مبارك وسياساته ، بينما لا يقدم الشعار أي حلول عملية لقضايا ومشكلات البلاد . الانتقادات امتدت أيضا ، لتشمل الأحزاب القوى السياسية التي قررت مقاطعة انتخابات الرئاسة ، حيث طالبها البعض بربط قرار المقاطعة بمدى استجابة النظام لمطالب القضاة بتدعيم استقلال القضاء ومنحهم الإشراف الكامل على الانتخابات البرلمانية والرئاسية . صحف اليوم ، لم تكن كلها انتقادات ، حيث أشادت صحيفة " الغد " ، في لفتة غير مسبوقة ، بسلوك قوات الأمن تجاه حماية وتأمين الحملة الانتخابية للمرشحين لانتخابات الرئاسة ، مشيرة إلى أن تعاطي قوات الأمن الايجابي مع الدكتور أيمن نور مرشح الحزب للرئاسة . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات . نبدأ جولتنا اليوم من جريدة "صوت الأمة " المستقلة حيث حمل رئيس تحريرها إبراهيم عيسى بشدة علي خطاب الترشيح الذي ألقاه الرئيس مبارك في حديقة الأزهر ، قائلا "أنا لا أصدق أي وعد من وعود مبارك فقد وعد من قبل أنه سيكتفي بدورتين فقط ومع ذلك قعد على مقعد الحكم أربعة وعشرين عاما ووعد بطهارة اليد فشهد حكمه أبشع قضايا وحوادث ومظاهر الفساد المالي والسياسي حتى أن الفساد أصبح منهج حكم ونعيش في أربعة وعشرين عاما من إدارة الفساد وليس فساد الإدارة كل ما قدمه مبارك في برنامجه دخل من أذن وخرج من الأذن الثانية فقد شبع هذا الشعب من التصريحات والوعود الفارغة وجاع هذا الشعب إلى التغيير الحقيقي الجذري وليس مجرد تغيير البدلة والجاكيت وتغيير كمال الشاذلي بمحمد كمال وتغيير نفاق سعدة بمواء القط وتغيير فجاجة رجب بركاكة محمد علي. وأضاف عيسى " أن كل ما قاله مبارك في برنامجه الانتخابي معاد ومكرر وممل ولا جديد فيه وكلام ابن العم حديت وفض انتخابات فالرجل قدم ما تصور أنها حلول ولكنه نسي تماما وأنا متأكد أنه نسي فعلا أنه هو الذي صنع المشكلات الضخمة والمريعة التي يزعم أنه يريد حلها في الفترة القادمة ولا يوجد في التاريخ السياسي من أفسد حكمه شعبا ووطنا في 24 عاما ويتصور أنه سيصلحه في ست سنوات.وكل ما يريده مبارك من هذه الانتخابات كلها على بعضها مهلة أما الأمريكان حتى يغور بوش ويزول الضغط عليه. تهيئة المناخ وتعبيد الطريق لابنه وعملية التوريث التي ينام ويصحو أفراد أسرة المرشح حلما بها ورغبة حارقة مارقة من أجلها وننتقل من عصر الأسرة المالكة إلى مرحلة الأسرة الحاكمة. البقاء على عرش البلاد حتى ملاقاة رب العباد مخافة المساءلة المحاسبة والمحاكمة عما فعله هو ونظامه وحزبه ومنافقوه في أربعة وعشرين عاما. راهن البعض على أن مبارك سوف يفعل شيئا من أجل تحسين أو تصحيح صورته أكثر من حرفية الماكياج وحرفنة التصوير الفوتوغرافي ورتوش الجرافيك وخسروا الرهان فكل ما قدمه برنامجه الانتخابي دليل على أن الرجل لم يتغير مترا واحدا الشيء الوحيد الذي لم يفعله هو الكلام عن تنظيم الأسرة ولكنه هذه المرة ولأول مرة يتواضع مبارك قليلا ولا يلوم الشعب على بلاويه ولا يرمي بالمسئولية على أكتاف أو أفخاذ المصريين" ونبقى مع " صوت الأمة " ، وأيضا مع الهجوم على خطاب الرئيس مبارك ، حيث أكد وائل الإبراشى الفشل الذريع لمخرجي الحملة الانتخابية للرئيس مبارك ، قائلا " كان الأجدى لمنظمي حملة الرئيس أن يقدموه للناس في أطره الطبيعي والواقعي وشريحته العمرية دون رتوش أو مكياج حتى يبدو الأمر تلقائيا لا مفتعل وواقعيا لا تمثيليا منطقيا لا خياليا كان من الأفضل أن يقدموه للناس نموذجا لحكمة الشيوخ اتفقا أو اختلفنا حول درجة هذه الحكمة لا أن يقدموه كنموذج لحماسة الشباب، لتبدو الصورة طبيعة مقنعة ولا تظهر صناعية مجملة كان من الأجدي أن يقدموه كحكيم حنكته التجارب وصقلته الأزمات فالخلاف حول ذلك لن يكون بنفس درجة لاتساع إذا قدموه علي انه نصير الشباب والمتحدث باسمهم والمعبر عنهم لماذا لأننا يجب أن نعترف بكل صراحة أن عهد الرئيس مبارك شهد أكبر مؤامرة منظمة ومقصودة ومتعمدة علي الشباب ولا أكوم مبالغا إذا قلت أن الشباب هم الضحية الأولي لهذا العهد لقد تجمدت الحياة تماما وفقدت طبيعتها الأولي وهي تعاقب الأجيال وتداول فرص الحياة وتداول المناصب فدفع الشباب الثمن فادحا" . وأضاف الابراشي " عهد الرئيس الالتصاق بالمقاعد جلس العشرات من الوزراء والمسئولين في كافة الوزراء والهيئات والمؤسسات الحكومية علي مقاعدهم لأكثر من 20 سنة التصقوا بها وتجمدوا عليها فتجمدت الحياة ودهست الأجيال تحت عجلات هذا الجمود ولاقي عشرات الشباب مصرعهم قتلهم اليأس والإحباط كان هم المسئولين الكبار في الأول هو السعي في البقاء في المنصب إلي نهاية الحياة ليخرجوه منه إلي القبر كان همهم الأساسي هو استثمار المناصب لتحقيق الثروات الطائلة والمكاسب الضخمة والمنافع العديدة وانتشر الفساد وعم كافة المؤسسات الحكومية وأصبح هو الأصل واشرف طهارة اليد والأمانة هي الاستثناء والغريب والمؤسف والمحزن والمخزي أن المسئولين في مصر لم يتذكروا الشباب إلي في حالة واحدة فقط عندما يتعلق الأمر بأبنائهم ظهر أبناء الوزراء والمسئولين فطفوا علي السطح ودخلوا عالم البيزنس مستغلين سلطات ونفوذ آبائهم وكلما زاد الاحتجاج في المجتمع علي هذا الفساد العائلي خرج علينا الأب الوزير أو المسئول وخرج لنا لسانه قائلا أبني ساب ناجح يفهم في التكنولوجيا والانترنت واليات السوق البيزنس فهل أذبحه حتى تستريحوا ؟!" . نتحول إلى صحيفة " العربي " المعارضة ، حيث كان خطاب الرئيس في حديقة الأزهر محلا لهجوم عنيف من جانب رئيس تحريرها عبد الله السناوي ، قائلا " اختيار المكان نفسه حديقة مفتوحة علي الهواء طلق ينسب الفضل في بنائها إلي مؤسسها أغاخان يعكس نوعا من الاعتراف الرسمي بغياب الإنجازات الإنشائية الكبرى في عصر مبارك فقد كان يفترض من رجل ترأس الدولة المصرية لأربعة وعشرين عاما متصلة عندما يتقدم لشعبه طالبا ثقته وتأييده لولاية خامسة مدتها ست سنوات أخرى أن يختار مكانا يعتبر الإنجاز الأكبر لحكمه، ومن فوق منصته يقول للمواطنين هذا هو إنجازي وأنا أطالب ثقتكم حتى دون أن يقول هذه العبارة لها دلالاتها واصلة بالصور منقولة علي الهواء لمصر والعالم بما يبرر الترشيح أو يضفي قدرا من الاحترام الواجب عليه . غير أن ذلك لم يحدث واختار رئيس الدولة المرشح لدورة جديدة حديقة الدراسة لإعلان ترشيحه ربما تصور منظمو الحملة الرئاسية بقيادة نجله جمال مبارك أن ذلك مما يضفي جوا شعبيا علي انتخابات باهته وتفتقر إلي قواعد منافسة حقيقة علي مقعد رئاسة الجمهورية أو ضمانات تسمح بتكافؤ الفرص بين المرشحين وربما تصورا أن ذلك مما يرسم صورة الرئيس السياسة في الشارع المصري أو يسوق هذه الصورة باعتباره رجلا بسيطا يرتدي قميصا أبيض بلا رباط عنق فوقه جاكت وهذا في حد ذاته اعتراف بأن صورة الرئيس متراجعة في الشارع السياسي وان هناك أزمة ثقة وأزمة مصداقية وأزمة شرعية تعصف جميعها بنظام الحكم الحالي " . وأضاف السناوي " الاعتراف في محله غير أن الوسائل المعتمدة لبناء صورة جديدة بدت تبسيطا مخلا لمقتضيات السياسة والاحترام الواجب لمقام رئاسة الجمهورية فرئيس الدولة مرشح غير عادي حكم البلاد لنحو ربع قرن وكان يتعين عليه بعد هذه الفترة الطويلة من الحكم أن يستند إلي إنجازات واضحة تبرر استمراره فيه وعندما يقول هذه وعودي وتعهداتي كأنه مرشح جديد للرئاسة الجمهورية لم يسبق له الجلوس علي معقد السلطة العليا فمن الطبيعي أن يتساءل علي الفور آخرون وربما في صوت واحد ونفس واحد وماذا كنت تفعل علي مدي أربعة وعشرين عاما كاملة. بدأ عبثيا ومثير للأسى أن ينحدر مستوي الحملة الانتخابية لرجل حكم البلاد لنحو ربع قرن إلي مستوي هتافات مش كفاية إحنا معاك للنهاية ، أو إلي مجافاة الذوق العام بهتاف العب العب يا مبارك أو هتاف الجزيرة فين حسني مبارك أهه ، وبدا عبثيا مثيرا للأسى أن يتصدر حارس مرمي شهير سابق في ملاعب كرة القدم الصورة وهو يعطي تعليماته للجمهور المحتشد بالهتاف أو الصمت. وفي الصورة وضعوا خلف منصة الرئيس ديكورا من بشر مما أضفي علي المشهد الرئاسي هزلا لا يليق. ومضى السناوي متهكما " بدا الرئيس والصورة منقولة علي الهواء مباشرة إلي كل بيت متعبا منهكاً ومتحاملا علي نفسه ليبدو في صورة شاب قادر علي قيادة البلاد لست سنوات أخري وكان ذلك تحميلا علي الرجل فوق طاقاته الصحية وربما أدت الصور إلي إساءة ثانية للرئيس من رجاله المقربين تفوق الإساءة الأولي في حديثه التليفزيوني الطويل للأستاذ عماد الدين أديب . في الإساءة الثانية بدأ الفريق الانتخابي للرئيس بقيادة نجله جمال مبارك أمين لحنة السياسات قد دفع مبارك إلي صور تضفي عليه شبابا مصطنعا وهو يقترب من الثمانين أو تحاول أن تسوق الرجل الأول في البلاد بصورة تشبه تفاصيلها ما ينشر عادة من إعلانات عن بنوك أو شركات اتصال رجل متأنق بقميص ورابطة عنق أمامه أوراق رجل ناجح في سوق البيزنس وهذه الصورة لا تليق بمقام رئاسة الدولة أخذ الناس يتندرون عليها في الشوارع وفي رسائل الموبايل وعي شبكة الانترنت. مشكلة حملة مبارك أنها تحاول أن تسوق صورة لرجل يبدو كمن يتطلع إلي السلطة لأول مرة بلا إنجاز اجتماعي يسند أو سجل سياسة يدعم وكان هذا اعترافا بفشل النظام علي مدي ربع قرن و هناك ما يؤكد أن فريق مبارك الانتخابي استعان بخبراء دعاية من الولايات المتحدة أو ربما من بريطانيا وهو ما جعل هذه الحملة الانتخابية محلقة في أوهام إعلانات ملونة ومضحكة في كثير من الأحوال ومجافية للثقافة السياسية بمعناها الشعبي. وسط كل هذه الصور المرتبكة والعبارات الغائمة أفلتت جملة واحدة في خطاب الرئيس من نصوصه بما يوحي بأننا حقا في نهاية عصر قال مبارك بما نصه : إننا نجتاز فترة انتقالية والترجمة السياسية المباشرة للنص الرئاسي تحمل اعترافا واضحا بأن ما تبقي من وقت ضيق وأنه سوف يكون رئيسا انتقاليا يهيئ البلاد إلي عصر جديد. غير أن هذه العبارة الموحية لم يراد فها ما يسند من مواقف وبرنامج ومنية أو التزامات محددة أو اتجاه لدعوة لانتخاب جمعية تأسيسه في غضون عام أو عامين لوضع دستور جديد يقر عقدا اجتماعيا جديداً وقواعد لعبة سياسية جديدة وهذا هو الدور الوحيد الذي يتعين علي مبارك أن يقوم به بما يجنب البلاد إنفلاتا واسعا لا أحد يعرف أوله من آخرة بل بدت الصورة العامة موحية وبالعكس تماما إلي رغبه في تمديد حكم إلي ما لانهاية أو إلي ما شاء الله " . ونتحول إلى صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث وجه أحمد طه النقر مناشدة للأحزاب والقوى التي قررت مقاطعة انتخابات الرئاسة المقبلة للعدول عن قرار المقاطعة ، قائلا " أوجه نداء أخيرا وأدعو كل القوى الوطنية التي قررت مقاطعة الانتخابات والتي لا أشك لحظة في صدق وطنيها ونبل دوافعها إلى أن تراجع موقفها في ضوء ما سوف تسفر عنه حملة قضاة مصر من أجل انتزاع حقهم الدستوري في الاستقلال والإشراف الكامل على الانتخابات ، فإذا نجح القضاة في الانتصار للدستور وحصلوا على ضمانات الإشراف الكامل على العملية الانتخابية فسيكون من واجب كل المصريين المشاركة ، أما إذا أصر دهاقنة وكهنة النظام على مواصلة إدارة اللعبة بمعزل عن القضاة وبعيدا عنهم فيمكن لهذه القوى حينئذ استئناف قرار المقاطعة . أقول ذلك لأنني أرى أن لعبة السياسة
تحكمها بشكل ما قواعد الحرب والانسحاب بهذه الصورة السلبية يعني الهزيمة والتلاشي ، ولكنه لن يعني الكثير لنظام أدمن الاستبداد والطغيان بل سيسعده بالقطع أن يذهب كل الشعب إلى الجحيم ويخلي له الساحة ليظل يحكم دون مزاحم ويصول ويجول ويزور ويشرق ويمكن للأولاد والأحفاد كما يحلو له .. ولكن الحل الأفضل في نظري أن تحشد كل قوى المعارضة صفوفها للدعوة للمشاركة في الانتخابات والإقبال على التصويت فيها بحرية تامة وذلك لان السلبية والمقاطعة تصب دائما في مصلحة النظام لأنها تفسح له المجال ليمارس التزوير بلا رقيب أو في مصلحة جماعات منظمة ترفع شعار الدين وتستغله سياسيا " . وأضاف النقر " لو عقدت القوى المقاطعة مؤتمرا صحفيا مشتركا لتعلن أنها ستشارك في التصويت إذا استجاب النظام لمطالب قضاة مصر وأعلن القضاة في جمعيتهم العمومية الطارئة التي دعوا إلى عقدها في الثاني من سبتمبر المقبل قبولهم الإشراف على الانتخابات لان جميع مطالبهم قد أجيبت ، وليس فقط ما يتعلق بوعد مبهم بإلغاء المجلس الأعلى للهيئات القضائية أو ما يتعلق بالنواحي المادية ليبدو الأمر كما لو أن انتفاضة القضاة لم تكن من أجل إنقاذ دستور ومستقبل هذا الوطن وإنما المسالة متعلقة بمطالب مادية فئوية أنانية ضيقة . ويمكن لهذه القوى لو أرادت أن تعلن أنها ستدعو الجماهير إلى الإقبال على الانتخابات لتقول لا لمرشح الحزب الوطني لان برنامجه لم يتضمن جديدا يختلف عن بيانات الحكومة المتعاقبة والتي أوصلت الحال في البلاد إلى ما نحن فيه الآن . أقول إنه لو فعلت هذه القوى ذلك ، فان مثل هذا الموقف الايجابي سيدعم موقف قضاة مصر في معركتهم من أجل الاستقلال وسيحاصر الحزب الوطني تماما لان الإقبال سيعني رقابة إضافية سيمثلها الناخبون ( الأكثر وعيا ) على صناديق الاقتراع وسيعني التصويت بالسلب لمرشح الحزب الوطني مما سيجبره في النهاية على تغيير السياسات والوجوه التي تسببت في كل هذا الخراب الذي نراه ونلمسه ونعاني منه .. وسيعني أخيرا ، وهذا هو الأهم ، أن الشعب المصري الذي تم تغييبه طويلا عن قصد وعمد ، عاد ليمسك زمام الأمور بيده ويقول لا لاستمرار الفساد والتزوير والسلبية ونعم لاستقلال القضاء لأنه يعني استقلال الوطن " . وننتقل إلى صحيفة "الوفد" المعارضة حيث لفت طلعت المغاوري علي أهم الإصلاحات المطلوبة من الرئيس القادم وحظر من استمرار استراتيجية جرعات الإصلاح قائلا "علي الرئيس القادم لمصر أمور عاجلة لا تحتمل التأخير، عليه أن يبدأ العمل بها.. بدءاً من ضرب الفساد بيد من حديد، الذى استشرى كالسرطان في مجالات كثيرة ووقف الرشوة ومحاربتها وتربح الموظفين، فلا يستطيع المواطن أن ينجز أي عمل دون أن يتعرض لابتزازهم.. خطوات الإصلاح السياسي والاقتصادي يجب أن تتسارع لتليق بمقام شعب مصر.. أما ديمقراطية الجرعات التي استمرت لأكثر من 24 عاماً فلم تعد تجدي في عالم متغير يخطو بخطى متسارعة وقفزات في اتجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان فاستمرار هذه السياسات والجرعات المستمرة أدي لضعف المشاركة الشعبية والانصراف عن الانتخابات؟ لقد جربنا النظام الحالي 24 سنة كاملة وبديمقراطية الجرعات، فلماذا لا نجرب الديمقراطية الكاملة خلال ال6 سنوات القادمة؟ وأضاف المغاوري " أن مصر لا أصبحت دولة برلمانية تكون الحكومة مسئولة أمام البرلمان كما في بريطانيا.. ولا نحن دولة رئاسية كما في أمريكا، حيث رئيس الدولة هو الذى يحكم وليس هناك حكومة ورئيس لها، وهو مسئول أمام الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب.فمصر في حاجة إلي تحديث وتطوير نظامها السياسي والدستورى والتشريعي والتنفيذي، فهل يتوقف ذلك علي مشيئة الحاكم؟ لايزال الدستور يمنح صلاحيات كبيرة وسيطرة مطلقة لرئيس الدولة في غياب البرلمان والحكومة.. فلا الحكومة تستطيع أن تتحرك بدون تعليمات وتوجيهات القيادة العليا.. ولا البرلمان يقوم بدوره في الرقابة علي الحكومة أو مساءلة الوزراء ورئيسهم ". ونبقي مع جريدة "الوفد" حيث يضع عبد العزيز النحاس شروط الإصلاح القادم في مصر بقوله "هذا الأمر لن يتأتى إلا إذا تخلى الحزب الوطنى عن ألاعيبه وهوايته المعهودة فى مبارزة نفسه من خلال استخدام كل أجهزة الدولة وتسخيرها لحسابه باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الحزب الوطنى، كما عهدنا فى انتخابات مجلس الشعب على مدار العقود الماضية!! وهو الأمر الذى أفقد الجميع الثقة فى أى انتخابات تجرى داخل مصر، وأدت إلى حالة الاحتقان التى تعيشها البلاد، وبانت ملامحها فى المظاهرات المتتالية فى شوارع القاهرة والمحافظات، التى فقدت الأمل وملت من الوعود الكاذبة للحكومات المتعاقبة للحزب الوطنى.. بالإضافة إلى انصراف جموع الشعب المصرى عن اللعبة السياسية التى تحتكرها الحكومة لحساب الحزب الوطنى" ونستكمل جولتنا من جريدة "الأخبار" الحكومية حيث يتحدث الكاتب جهاد عودة عن أنواع الإصلاح في مصر قائلة " تجتاز مصر منذ مدة ثلاثة انواع من الإصلاح: أولاها، الإصلاح الاقتصادي الذي يرمي إلي اصلاح الهياكل الاقتصادية والمالية من اجل ان تصبح مصر دولة قادرة علي التصدير وتوليد دخل قومي قادر علي الإيفاء بالاحتياجات القومية المتنامية. وثانيها، الإصلاح السياسي الذي يهدف إلي توسيع المشاركة السياسية بين فرقاء الوطن الواحد، إيمانا بأن المشاركة السياسية هي الطريق لخلق حالة من الانتماء الوطني وان هذا الانماء هو الدرع الواقي من التطرف الديني والمذهبي والشعوري والسلوكي. وثالثها، الإصلاح الاجتماعي الساعي إلي خلق قيم جديدة للاداء والسلوك وانماط من التنافس الاجتماعي وآليات التوزيع الاجتماعي للموارد تتصف بالانصاف في اعين الشعب المصري. من الخبرة العملية تبدو عملية الإصلاح الاقتصادي أكثر العمليات التي يشعر الشعب باثارها بينما الإصلاح الاجتماعي والذي جوهره الإنصاف هي اقل العمليات التي لابد يعتاد عليها الجمهور. وفي ضوء الثلاثة أنواع من الإصلاح تعتبر العلاقة الصحيحة بينهم كالتالي: مع خلق قواعد للإنصاف الاجتماعي يتم التفعيل السياسي لمفهوم المواطنة، الأمر الذي يساعد طبقات وفئات عديدة في المجتمع علي القبول والرضي الاجتماعي بالتحول الاقتصادي والتغيير في دور الدولة ". وأكد عودة على أن "الدعاية ضد نمط الإصلاح الذي يمارس علي الأرض المصرية يركز علي غياب قواعد للإنصاف الاجتماعي أو بعبارة أخري العدالة الاجتماعية، ويعتبر القائل بهذا النقد أن الإصلاح السياسي والاقتصادي هو في محصلة الامر مغامرة في تفجير المجتمع لصالح فئات اجتماعية مالكة. فاحزاب علي اليسار تتمني انهيار تجربة الإصلاح من الداخل وقوي من اليمين تسعي بجهد كبير لعدم خلق قواعد الإنصاف. كلا القوتين تهددان الإصلاح الشامل في مصر. فالإصلاح الشامل في مصر يقول بأن الانصاف الاجتماعي هو جوهر الإصلاح. فالرأسمالية تقوم بالتراكم الرأسمالي والتحول التكنولوجي والديمقراطي تقوم باعادة توزيع الدخل من خلال خلق قواعد واضحة وعادلة تتميز بالتوافق المجتمعي بشأنها للتنافس. ونتحول إلى صحيفة "نهضة مصر" المستقلة حيث يتساءل محمد الشبه مستنكرا علي المتحاملين علي الحملات الانتخابية لانتخابات الرئاسة " هل ما يجري الآن في مصر تمثيلية؟ وهل إذاعة إعلان مرشح الرئاسة د. نعمان جمعة في التليفزيون الذي يدين فيه الفساد تمثيلية إعلامية، وعندما تنشر الصحف الحكومية إعلاناته التي تصرخ: "اتخنقنا" هل هي تمثيلية وعندما تنشر جميع الصحف بلا استثناء تصريحات مرشح الرئاسة د. أيمن نور وشكوكه في برنامج الحزب الوطني وتحديه لمرشحه حسني مبارك بأن يستطيع تنفيذ وعده بتوفير فرص عمل لآلاف العاطلين، هل كل هذا تمثيلية؟! سأعترف بمنتهي الصراحة بأنني مع كثيرين غيري لم أصدق أننا سنعيش لنكون شهودًا علي أيام كهذه والمعني واضح والحكاية جد وليست تمثيلية سياسية وإلا ما استطاع حزب الوفد أن ينشر في صحف الحكومة شعار حملته الذي يظهر المصريين علي اختلاف طبقاتهم مخنوقين من كثرة الهموم " . ويضيف الشبة" أنه حتي لو كانت تمثيلية فالمؤكد أنها حدثت علي الملأ وأمام الناس ولن يجري التراجع عنها، وسوف تكون بالتأكيد حقيقة ملزمة للجميع في كل الانتخابات القادمة.. التليفزيون والإعلام المصري الرسمي يناضل لكي يتخلص من كابوس الرقابة والخوف والرعب من المعارضة ويحاول جاهدًا وبصدق أن يكون محايدًا وموضوعيًا، والصحافة الحكومية بدورها تحاول التخلص من قبضة الدعاية الفجة لكل ما هو حكومي وإذا سقطت في الاختبار فأنها تسقط وهي تشعر بالخجل، أيام زمان كانت تتعامل مع القراء ببجاحة تحسد عليها كان يغلفها رؤساء التحرير السابقون بإطار من الوطنية وباتهام كل المعارضين بالخيانة والعمالة، الصورة تتغير والحكومة والحزب الحاكم يشعران بأن الانتخابات ستجري تحت مجهر دولي لن يتسامح مع التزوير أو التدخل الاداري في تشويه إرادة الناخبين، واتمادي فأقول حتي وإن حدثت اخطاء فإن العملية الديمقراطية في مصر قد إنطلقت بلا عودة للوراء ولن يستطيع خبراء تعليب الأصوات، ومقاولو الصناديق سابقة التجهيز أن يوقفوا العجلة - فرئيس مصر الآن يعلن برنامجه الانتخابي في محطة فضائية خاصة، ولا يستخدم مبني التليفزيون لاذاعة خطاب الترشيح "التاريخي" بل يذهب إلي حديقة عامة ويجتهد منظمو حملته بأن تكون الصورة حضارية، وودعوا تراث الشعارات "التاريخية" النارية، ولأول مرة تتحول التمثيلية التي عشناها لأكثر من نصف قرن إلي حقيقة واقعية نحاول تصديقها نتحول إلى صحيفة " الغد " المعارضة ، التي أشادت بموقف بتعامل بتعامل قوات الأمن مع الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة، قائلة " لقد كشفت الساعات الأخيرة الفاصلة بين بداية الحملة الانتخابية يوم الأربعاء 17 أغسطس وحتى طباعة هذه السطور قدرة الأمن المصري على التعامل بحياد مع التجمعات السياسية والمؤتمرات والتظاهرات السلمية وقد بدا هذا واضحا في تعامل الأمن مع نشاط حملة الدكتور أيمن نور في مدينة بورسعيد وقبلها في الإسماعيلية وقبلها بالدقهلية ومدينة المنصورة والقاهرة أثناء مسيرة ومؤتمر الأربعاء الماضي. وأضافت الصحيفة "أننا إذا كنا من أشد الصحف انتقادا لوزير الداخلية حبيب العادلي فهذا لا يمنعنا أن نقول كلمة حق إن الأمن المصري في الساعات الأخيرة قدم نموذجا يكاد أن يكون مثاليا لما ينبغي أن يكون عليه ونحن لا نجامل ولا ننافق أحدا ولم ولن نكون كذلك لكننا نقرر حقائق فإذا ما ظهر شيء إيجابي نرصده ونشكره وإذا ما ظهر ما هو عكس ذلك نرفضه ونهاجمه والسؤال الآن هو إذا كان لدى الأمن المصري هذه القدرة على الحياد والتعامل باحترام وموضوعية فلماذا لا يكون هذه السلوك الدائم والمستمر؟ لقد خرجت مسيرات تؤيد أيمن نور في ميدان القبة واستمرت إلى ميدان باب الشعرية كذلك حدث نفس الشيء في المنصورة وتمي الأمديد والإسماعيلية وبورسعيد فماذا حدث في هذه المسيرات التي تنوعت أماكنها بين الريف والحضر والأماكن التجارية والسكنية هل حدث تصرف واحد يمس الأمن أو سلامة الأماكن أو الأشخاص أو الممتلكات؟! هل أندس احد لفعل ذلك؟! هل خرج أي مشارك من هذه الآلاف عن حدود التعبير المشروع ..هل تطاول أحد على شخص أو جهة أو غيره مما يحدث عادة في حالة محاصرة الأمن للتجمعات وخشونة المواجهة لها ؟! لم يحدث لا هذا ولا ذاك وكان الجميع في حالة نموذجية فريدة هل حدث شيء من إقامة مؤتمر في سرادق في الشارع أو في ميدان دون الحاجة لمكان مسور؟ لم يحدث أي شيء بل كل الأمور كانت منتظمة لأن الأمن رفع يده الثقيلة عن حقوقنا فلم يكن هناك دافع للتوتر الذي يصيب الكافة بفعل التدخل الثقيل والحصار وجحافل الأمن فهل لنا أن نتعلم من هذا الدرس؟!" نختتم جولة اليوم من صحيفة "روز اليوسف" الحكومية ، حيث انتقد د.عمرو عبد السميع شعار الحملة الانتخابية لمرشح الوفد د.نعمان جمعة ، قائلا " شعار " أتخنقنا " لا يدعو لاختيار حزب ولا يقوم بتسويق برنامج ولا يشير إلى صفات وسجايا مرشح ولا يطرح حتى قضية التغيير بشكل مجرد (كما يفعل الآن انتخابي آخر للوفد وهو إعلان الشجرة) ولكنه بساطة شعار يعمد إلى الإساءة لطرف أو بصراحة إلى نظام الرئيس مبارك موحيا بأن الناس في ظل ذلك النظام مضغوطة مكبوتة مخنوقة وقد وصلت إلى قمة الضيق والمعاناة. وبالطبع نحن لا نطالب الدكتور نعمان جمعة أن يدخل الانتخابات الرئاسية مؤيدا للرئيس مبارك
أو نظامه فالرجل بحكم التعريف معارض وحين يخوض معتركا انتخابيا كبيرا للرئاسة نتوقع من أن يفعل من على أرضية المعارضة وأن يقدم قراءته النقدية لسياسات وتوجيهات النظام الحالي ويطرح في مواجهتها بنود وعناصر برنامجه الانتخابي وعهوده إلى الناس والتي قد تتضمن بالطبيعة والضرورة معا نسخا لسياسات وآراء يطبقها ويتبناها الخصوم. أمام موضوع اتخنقنا فهو يدخل في بند حملات التشويه التي لا أظنها هدفا للدكتور نعمان جمعة وإنما قد يكون الأمر كله مجرد إسراف تعبير من جانب فريق الحملة في الوفد أفضى إلى ذلك النوع من الدعايات الانتخابية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة