لا شك أن قرار محافظ الجيزة، الدكتور عادل النجار..بوقف أعمال النظافة في ميادين المحافظة لمدة خمسة أيام خلال ذروة الموجة الحارة..قرار إنساني من الطراز الرفيع..يعكس وعيا حقيقيا بمعاناة عمال النظافة واحتراما لآدميتهم. نعم..نؤيد قرارك ونحيي إنسانيتك..و نثمن حرصك على صحة هؤلاء الجنود المجهولين. ولكن الرحمة بالعمال لا تكون فقط بمنحهم إجازة مؤقتة، بل بحمايتهم من أصل المعاناة. فهناك قرارات لو صدرت..لكانت أكثر أثرا واستدامة من مجرد التوقف عن العمل أيام معدودة. و هنا هضرب مثالا بمشكلة مزمنة بمركز أبوالنمرس و مدينة الحوامدية فعمال النظافة عندما يذهبون إلى عملهم اليومى يواجهون معركة يومية مع أطنان من القاذورات التى تلقى عشوائيا لا سيما من محجر رمال شبرامنت و مقلب قمامة المربوطية . و هذان مثالان صارخان يمثلان كارثة بيئية يومية..فمقلب قمامة المريوطية الذي تخرج منه كل بضعة دقائق شاحنة نقل ضخمة محملة فوق طاقتها..فتتناثر القاذورات على طول خط سيرها من مصرف المريوطية حتى شبرامنت وأبوالنمرس ثم الحوامدية. من يستطيع تنظيف هذا النزيف المستمر؟أليس تنظيم هذه المسألة أيسر و أجدى على عمال النظافة . و محجر شبرامنت تخرج منه يوميا مئات الشاحنات المحملة بالرمال و التى تتساقط على الطريق طوال المسافة تاركة خلفها عبئا ثقيلا لا يحتمله بشر..سواء من قاطنى هذه المناطق أو من يتولون مهمة تنظيفها..أليس ضبط هذه المسألة أيسر و أجدى على عمال النظافة. سبق أن طالبت من خلال مذكرة رسمية رفعتها إلى لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان بتوفير سيارات كنس كهربائية للشوارع خاصة في مراكز مثل أبو النمرس والحوامدية، لتخفيف العبء الجسدى القاسى عن العمال بدلا من تركهم يواجهون أكوام الأتربة والمخلفات بأيديهم تحت شمس الصيف الحارقة..أليس بتوفير هذه المعدة ستكون المهمة أيسر و أجدى على عمال النظافة. مع ترحيبنا بالقرار لكن الرحمة بالعمال لا تكون فقط بمنحهم إجازة مؤقتة بل بحمايتهم من أصل المعاناة. سيادة المحافظ إن وقف العمل أياما معدودة قد يخفف من قسوة الحر..لكن وقف نزيف القاذورات والأتربة على الطرق هو ما سيحمى العمال طوال العام. القرارات التى تردع الملوثين وتلزم الشاحنات بتأمين حمولتها وتدعم العمال بالمعدات الحديثة هي التي ستكتب اسمك في سجل من غيروا وجه الجيزة فعلا لا قولا .