شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، غارات جوية عنيفة على حي الصبرة المكتظ بالسكان وسط مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع انفجارات ضخمة هزّت أرجاء المنطقة، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان. وذكرت المصادر أن الغارات استهدفت عدة منازل سكنية ومبانٍ قريبة من مسجد في الحي، مما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة وسقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، دون أن تتضح بعد الحصيلة النهائية. وأشارت فرق الدفاع المدني إلى أن عمليات البحث والإنقاذ ما تزال جارية تحت أنقاض المنازل المدمرة وسط صعوبات كبيرة في الوصول إلى المكان بسبب تواصل القصف ونقص المعدات. وقالت وزارة الداخلية في غزة إن الطيران الإسرائيلي نفّذ أكثر من عشر غارات متتالية على مناطق متفرقة في حي الصبرة، في إطار ما وصفته ب"أعنف تصعيد منذ أيام"، فيما أُبلغ عن دمار واسع في البنية التحتية وانقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من المدينة. من جهتها، بررت إسرائيل الغارات بأنها استهدفت مواقع تابعة لحركة حماس، زاعمة أن من بين الأهداف "بنية تحتية عسكرية" ومخازن أسلحة، وهو ما نفته الحركة، معتبرة أن ما يجري "قصف متعمّد للأحياء المدنية" ضمن محاولات الضغط على الفصائل الفلسطينية. ويأتي هذا التصعيد في وقت تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، بينما تستمر الاتصالات المكثفة بين القاهرة وواشنطن والدوحة من أجل تثبيت هدنة شاملة. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن القطاع يشهد "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، مع ارتفاع أعداد الضحايا ونقص الإمدادات الطبية، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة من المدينة.